كان للصحافة أمس، ممثلة بنقابة الصحافة، لقاء تعارف وإرادة تعاون للبناء، مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله؛ تميّز اللقاء بحضور لافت للواء عبد الله، الذي يقول ما يقصد ويتكلم بما يستطيعه ويضع نقطة على سطر الأفعال، حينما يجد أنّ التحدّيات لا تزال تحتاج لمزيد من الجهد والإمكانات؛ اللواء عبد الله ترك بنفس وفد نقابة الصحافة أطيب الأثر وبوارق أمل، بأنّ مؤسسة الأمن الداخلي هي بيد قادرة وعادلة ومصممة على الإنتاج.
استقبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء رائد عبد الله، في مكتبه في المديرية العامة، نقيب الصحافة اللبنانية الأستاذ عوني الكعكي، يرافقه نائب النقيب جورج سولاج، والأعضاء بسام عفيفي، فيليب أبي عقل، نادين شلهوب ومارسيل نديم.
خلال اللقاء، توجّه النقيب الكعكي بالشكر إلى اللواء عبد الله على استضافته، وأعرب عن ثقته بأنّ العهد الجديد سيحمل الخير والبركات لجميع اللبنانيين، مؤكّداً أنّ الآمال كبيرة التي يعلّقها الشعب اللبناني على فخامة رئيس الجمهورية، جوزاف عون.
وعبّر الكعكي عن اعتقاده بأنّ عهد الرئيس عون سيكون عهد استقرار وبناء، وسيعيد إلى الأذهان التجربة الشهابية في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب، أحد أبرز القادة في تاريخ لبنان، مشيراً إلى أنّ من خلفوه لم تسعفهم الظروف أو لم يكونوا على قدر المسؤولية.
من جهته، شدّد اللواء عبد الله على احترامه للمواطنين والمسؤولين، مشيراً إلى أنّ قوى الأمن تواجه تحدّيات كبيرة في ظل إمكانيات محدودة، ما يتطلّب بذل جهد مضاعف لسدّ الفجوة بين المتطلبات والقدرات. وأوضح أنّ الشعب اللبناني شعب ذكي ومبدع، والتكامل بين المؤسسة الأمنية والمواطنين كفيل بتحقيق إنجازات مهمّة.
كما تحدّث اللواء عبد الله عن الدعم الخارجي، مؤكّداً أنّ بعض المساعدات تأتي من الدول العربية، إلّا أنّها تبقى غير كافية مقارنة مع الاحتياجات. وأضاف: «لا يمكننا انتظار المساعدات الخارجية، بل علينا أن نعتمد أولاً على أنفسنا، ثم على أشقائنا العرب».
وعن الفرق بين العهد الحالي والسابق، قال اللواء عبد الله، إنّ الديناميكية في هذا العهد مختلفة تماماً، حيث تمّ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة في وقت قياسي مقارنة بالماضي.
وأشار إلى أنّ الحكومة الحالية تضمّ وزراء اختصاصيين يتمتعون بكفاءة عالية، بينهم 14 وزيراً من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت.
وفي ردّه على سؤال حول وضع المؤسسة اليوم، أشار اللواء عبد الله إلى التحدّيات الكبيرة التي تواجهها قوى الأمن، بدءاً من جائحة كورونا، التي تركت آثاراً بشرية واقتصادية عميقة، مروراً بانهيار القطاع المصرفي الذي أثّر على الرواتب وصيانة المعدات وتحديثها، وصولاً إلى أزمة الاستشفاء. وقال: «أصبحنا عاجزين عن توفير الخدمات الطبية الأساسية لعناصرنا، وإذا احتاج أحدهم إلى عملية قلب، فلا نملك إلّا توفير حبة بندول. ومع ذلك، لا نزال نحاول معالجة الأمور بالحدّ الأدنى المتاح».
وفي ما يخصّ أزمة السير والدراجات النارية المخالفة، أشار اللواء عبد الله إلى أنّ قوى الأمن تقوم بواجبها ضمن الإمكانيات، مضيفاً: «انقطاع الكهرباء يؤثر على عمل الإشارات الضوئية، وعدم توافر وسائل نقل مشترك فعّالة يزيد الوضع تعقيداً».
ولفت إلى أنّ قانون السير بحاجة إلى تعديلات حقيقية تتناسب مع طبيعة المخالفات، مشيراً إلى أنّ حال الطرقات المتردية ومشكلة المواقف يزيدان من صعوبة ضبط الوضع المروري.
وفي سؤال حول ظهوره باللباس الميداني عند تعيينه، قال: «لم أكن مستعداً، ولم يكن لديّ وقت للتبديل. أنا ابن المؤسسة، والمهمّ ليس اللباس بل اتخاذ القرارات الصائبة».
أما عن الرحلات إلى الخارج لتأمين الدعم، فأكّد اللواء عبد الله استعداد المؤسسة للتواصل مع أي جهة، حتى الصين، من أجل مصلحة قوى الأمن، كاشفاً عن وجود دعوات ستتمّ تلبيتها قريباً، وأخرى قيد التحضير.
وعن مخالفات السير للدراجات النارية وخدمات التوصيل، شدّد على أنّ المعالجة جارية، وسيلمس المواطنون تحسناً قريباً. وبخصوص المساعدات، أشار إلى أنّ بعضها يصل بشكل مباشر، فيما يتطلّب البعض الآخر وقتاً أطول.
وفي ما يتعلق بأمن المخيمات والخلايا النائمة، أوضح اللواء عبد الله أنّ التنسيق قائم مع الجيش اللبناني، وكل جهاز أمني يقوم بدوره. وأضاف: «استطعنا تفكيك بعض التنظيمات الخارجة عن القانون، ومعظمها مجموعات صغيرة لا يتجاوز عدد أفرادها الثلاثة، ونعالجها بهدوء ومن دون ضجيج».
في ختام اللقاء، أكّد اللواء عبد الله أنّ التغييرات بدأت تظهر، وأنّ الوضع سيتحسن تدريجياً، داعياً المواطنين إلى التحلّي بالصبر: «كل ما نطلبه هو الصبر... ثم الصبر قليلاً».