مع عودة ترامب.. نتنياهو يواجه قيوداً أقل
مع عودة ترامب.. نتنياهو يواجه قيوداً أقل
اخبار مباشرة
  • 18:11
    وزير الخارجية الإيراني: تصلنا رسائل أميركية متناقضة ومتضاربة بشأن المفاوضات النووية
  • 17:56
    وزير الخارجية الإيراني: تقرر أن نطلع الصين وروسيا على نتائج الجولة الثالثة من التفاوض غير المباشر مع أميركا
  • 17:28
    عراقجي من بكين: عام 2025 سيكون عاماً ذهبياً في العلاقات بين إيران والصين
  • 17:24
    النائب فيصل الصايغ: أسحب توقيعي عن اقتراح تعديل قانون الانتخاب لبلدية بيروت
  • 17:21
    التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على اوتوستراد جونية المسلك الشرقي
  • 17:06
    الرئيس عون التقى جميعة جاد ووفد شركات الاسمنت: خطورة المخدرات تفوق الإرهاب والفساد والدولة تعمل على التصدي لها وحذار الإدمان الالكتروني
  • 17:04
    خسائر بأكثر من 3% للذهب مع بوادر تهدئة تجارية بين بكين وواشنطن
  • 16:59
    وزير الصناعة يعلن المباشرة بورش العمل الإصلاحية
  • 16:57
    أكسيوس: الوثيقة الأميركية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية من صفحة واحدة فقط
  • 16:50
    وزير الخارجية الصيني: الصين تدعم إيران في إجراء محادثات مع جميع الأطراف بما في ذلك الولايات المتحدة بشأن المسألة النووية
  • 16:46
    التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من شارل الحلو باتجاه الكرنتينا وصولا الى الزلقا
  • 16:45
    الحكومة البريطانية تعليقا على تهديدات نائب الرئيس الأمريكي: الأمر لأوكرانيا لتقرر مستقبلها ولن نتخلى عنها
  • 16:40
    وزير الزراعة: نحو تعاون إقليمي أوسع وزراعة إيكولوجية مستدامة
  • 16:26
    أكسيوس عن مصادر: تخفيف ترامب حدة تصريحاته تجاه الصين سببه تحذيرات سرية وجهتها له كبرى المتاجر الأمريكية
  • 16:26
    وزير الداخلية التركي: الزلزال الذي ضرب إسطنبول بقوة 6.2 درجة استمر 13 ثانية
مايكل دي. شير وآرون بوكسرمان- نيويورك تايمز
Wednesday, 09-Apr-2025 07:14

كان هناك وقت، ليس ببعيد، عندما كان استئناف إسرائيل للحرب في قطاع غزة قبل 3 أسابيع - وهو هجوم متجدّد أودى بالفعل بحياة أكثر من 1000 شخص - ليُثير ضغوطاً غربية شديدة على بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل.

كانت الإدانات ستأتي سريعاً، في العلن وفي الأحاديث الخلفية. وكانت المطالب بضبط النفس ستأتي من أوروبا والبيت الأبيض، حيث حاول الرئيس جو بايدن، خلال 4 سنوات، وغالباً ما فشل، في احتواء اندفاعات نتنياهو.

 

أمّا الآن، فرحل بايدن، وأوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه لا ينوي الاستمرار في التوبيخ الذي مارسه سلفه. أوروبا مشتّتة بسبب حرب ترامب التجارية، وقد عزّز نتنياهو أغلبية ائتلافه في الكنيست الإسرائيلي، ممّا منحه مساحة سياسية أكبر للتحرك.

 

أمس، جلس نتنياهو بجوار ترامب في المكتب البيضاوي، ومدحه الرئيس بصفته «قائداً عظيماً». لم يحصل نتنياهو على إعفاء من الرسوم الجمركية البالغة 17% التي فرضها ترامب على إسرائيل، ولم يحصل على دعم أميركي فوري للعمل العسكري ضدّ المنشآت النووية الإيرانية. وفي بعض الأحيان بدا عليه الذهول بينما كان ترامب يتحدّث مطوّلاً عن التجارة والهجرة والاقتصاد الأميركي.

 

لكن بشأن السؤال الأساسي حول الحملة العسكرية المتجدّدة لإسرائيل في غزة، إلتزم ترامب الصمت إلى حدٍ كبير. لم يُشِر إلى الهجوم الإسرائيلي على سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء الأسبوع الماضي، وأدّى إلى مقتل 15 من عمال الطوارئ، ولا إلى ضربة التي قتلت العشرات، بمَن فيهم أطفال، في مدرسة تحوّلت إلى ملجأ.

 

تعتقد سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة تشاتام هاوس: «أنّ نتنياهو يُحاول الاستفادة ممّا يَراه مساحة أكبر للمناورة»، لأنّه بدا أكثر جرأة بصمت ترامب إزاء التصعيد الإسرائيلي داخل غزة بعد وقف إطلاق النار الذي لم يدم سوى شهرَين.

 

النتيجة بحسب المراقبين داخل إسرائيل وخارجها، هي رئيس وزراء منطلق، بقيود أقل لتقيّد أفعاله في غزة ولبنان وسوريا، أي أنّ نتنياهو حرّ في استئناف إصلاحاته للنظام القضائي في بلاده من دون إدانة من واشنطن. ويعني أيضاً ديناميكية متغيّرة في منطقة أنهكها صراع مسلح دام 18 شهراً.

 

منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة لأكثر من شهر. وتقوم القوات الإسرائيلية بدوريات في أجزاء من جنوب لبنان وسوريا، ويؤكّد القادة الإسرائيليّون أنّهم سيَبقَون إلى أجل غير مسمّى. وأضعِف «حزب الله» اللبناني بشدّة في الحرب؛ أمّا نظام الأسد في سوريا، فأطاحت به قوات المعارضة.

 

يُشير منتقدو نتنياهو إلى أنّه قاوَم الرأي العام العالمي لسنوات، وعرض نفسه على الجمهور الإسرائيلي كقائد سيتحدّى العالم لحماية البلاد. وتجاهل الانتقادات الأميركية والعالمية بشأن شدّة الردّ الإسرائيلي بعد هجمات 7 تشرين الأول 2023 التي شنّتها «حماس»، في حملة عسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 50,000 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.

 

وأوضح دانيال ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط المجموعة في لندن ونيويورك: «ما كان هناك من ضغوط ضئيلة يمكن إنكارها وقد أُنكِرت».

 

بشأن بغزة، أعرب بايدن مراراً عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ممّا دفع بعض الأشخاص في الولايات المتحدة إلى اتهامه بعدم ممارسة ضغط كافٍ على إسرائيل لوقف مقتل المدنيِّين. لكنّ بايدن انتقد الغارات الجوية المكثفة أثناء الحملة العسكرية الإسرائيلية، واصفاً إياها في وقت من الأوقات بأنّها «مبالغ فيها» ومعاناة الأبرياء «يجب أن تتوقف».

 

في حزيران، اتهم بايدن نتنياهو بالسعي إلى إطالة أمد الحرب لأسباب سياسية داخلية. وعلى رغم من أنّه لم يُوقف تدفّق الأسلحة إلى إسرائيل، إلّا أنّ بايدن أخّر تسليم أكبر القنابل الأميركية. وقبل الحرب، مارس ضغوطاً على نتنياهو ليُخفّف من جهوده لإصلاح النظام القضائي في بلاده، وهو مخطط وصفه النقاد بأنّه محاولة فجّة للاستيلاء على السلطة وتهديد وجودي للديمقراطية الليبرالية في إسرائيل.

 

أمّا الآن، فتلاشت تلك الضغوط. لم يعارض ترامب خطة نتنياهو القضائية. ويرى المحللون أنّ أفعال الرئيس نفسه (هجماته على القضاة ومكاتب المحاماة التي أزعجته) قد تُرى من قِبل نتنياهو كنوع من «رخصة» لمتابعة جهوده الخاصة.

 

واعتبر مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى، أنّ نتنياهو يرى ترامب «رفيق درب» في جهوده لإعادة تشكيل النظام القضائي بما يناسبه. فيما أوضح نداف شتراوشلر، مستشار سابق لنتنياهو، أنّ رئيس الوزراء شهد «انعكاساً كاملاً» في ظلّ إدارة ترامب أتاح له «مساحة أكبر بكثير للتحرّك. لم أسمع أي مخاوف من إدارة ترامب بشأن الديمقراطية الإسرائيلية أو ضغط على نتنياهو. بل على العكس تماماً».

 

وقد بدأ نتنياهو يُردّد حتى العبارات الخطابية الخاصة بترامب، فهاجم مراراً خصومه بوصفهم أعضاء في «دولة عميقة» مكرّسة لاضطهاده. في الداخل، ثبّت نتنياهو موقعه السياسي بإزالة كل تهديد تقريباً لائتلافه الحاكم المتشدّد، بحسب شتراوشلر. وعلى رغم من أنّ منتقديه قد يعتبرون تلك التحرّكات سلطوية، أضاف أنّ قاعدة نتنياهو الشعبية تظل ثابتة في دعمه، ممّا يمنحه حرّية كاملة في التصرّف.

 

تحدّياً لمنتقديه، ومنذ هجمات 7 تشرين الأول، وهي أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل، أعاد نتنياهو نفسه إلى موقع قوة. في آذار، تحرّك لإقالة رئيس جهاز الاستخبارات والنائب العام، وهي خطوات اعتُبرت جزءاً من جهد لتوطيد السلطة وإزاحة الخصوم.

 

في أوروبا، القادة الذين كانوا يتحدّثون بشدة عن أفعال نتنياهو، مشتّتون بسبب رسوم ترامب الجمركية والاندفاع لتفادي أزمة مالية عالمية. ولا تزال القارة تعاني من تحوّل ترامب عن التحالفات العابرة للأطلسي التي دامت لعقود، وتقاربه مع روسيا. ويبدو أنّ نتنياهو غير مهتم بشكل متزايد برأي أوروبا.

 

في الأيام الأخيرة، منعت حكومته عضوَين في البرلمان البريطاني من دخول إسرائيل في مهمّة لتقصّي الحقائق، ممّا دفع ديفيد لامي، وزير الخارجية، إلى إصدار بيان غاضب وصف فيه ذلك بأنّه «غير مقبول ومنتج، ومقلق للغاية».

 

في شباط، انضمّ نتنياهو إلى روسيا وترامب في معارضة جهد أوروبي في الأمم المتحدة للتعبير عن دعم وحدة أراضي أوكرانيا. وفي الأسبوع الماضي، تلقّى نتنياهو استقبالاً حافلاً في المجر من رئيس الحكومة فيكتور أوربان، المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

شكر نتنياهو أوربان على انسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت في تشرين الثاني أوامر اعتقال بحقه وبحق وزير دفاعه السابق، متهمةً إياهماً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية.

theme::common.loader_icon