بمواجهة خطر الانتقام... تظاهرات غزة: لتنحّي «حماس»
بمواجهة خطر الانتقام... تظاهرات غزة: لتنحّي «حماس»
اخبار مباشرة
  • 15:48
    البيت الأبيض: أي حديث عن الركود يبدو "سخيفا" نظرا للتخفيضات الضريبية المتوقعة
  • 15:43
    قادة مصر والأردن وفرنسا يؤكدون ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة
  • 15:34
    البيت الأبيض: ترامب سيستمع إلى الشركاء التجاريين إذا قدموا صفقات ممتازة
  • 15:32
    وزارة الصحة في غزة: 40% من أدوية الرعاية الأولية و51% من أدوية خدمات صحة الأم والطفل رصيدها صفر
  • 15:16
    السوق السعودية تنهي تعاملات الإثنين مرتفعة 1% بعد خسائر قوية صباحا
  • 15:12
    هل ستتأثّر أسعار المواد الغذائية المستوردة بحرب الرسوم الجمركية؟
  • 15:11
    إسرائيل: لن تدخل حبة قمح إلى قطاع غزة
  • 15:09
    رئيس الجمهورية: بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي احتلتها لن يكون مفيداً للبنان بل يزيد الوضع تعقيدًا
  • 14:42
    الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بتشكيل "لجنة تحقيق دولية" بشأن مقتل طواقم الإسعاف بغزة
  • 14:38
    أميركا تواجه حالة من الانقسام بشأن القواعد الروسية في سوريا
  • 14:32
    الرئيس الإيراني: على الولايات المتحدة أن تثبت أنها تسعى إلى مفاوضات حقيقية
  • 14:31
    الرئيس الإيراني: نؤمن بالمفاوضات ونسعى إليها لكننا لن نخوضها تحت أي ظروف
فيفيان يي- بلال شبير - آدم راسغون - نيويورك تايمز
Saturday, 05-Apr-2025 06:50
في مطالبة بإنهاء الحرب، ضغط المئات على المسلحين للتنازل عن السيطرة على القطاع، في تظاهرة نادرة ضدّ جماعة قمعت المعارضة بالعنف. ففي تعبير علني نادر وخطير عن الغضب ضدّ حركة «حماس»، سار مئات الفلسطينيِّين في بيت لاهيا شمالي غزة هذا الأسبوع، مطالبين الجماعة المسلحة بالتخلّي عن السيطرة على القطاع وإنهاء الحرب مع إسرائيل، بحسب شهادة 4 شهود.

بدا أنّ المسيرة، التي جرت يوم الأربعاء، كانت الأحدث ضمن سلسلة صغيرة من الاحتجاجات المماثلة التي اندلعت خلال الأسبوعَين الماضيَين، على رغم من جهود «حماس» لقمع المعارضة عبر التهديدات واستعراضات القوة. وذكر شهود أنّها كانت أولى التظاهرات في بيت لاهيا التي شاركت فيها نساء، بعضهنّ جلبن أطفالهنّ معهنّ.

 

وبالنظر إلى تلك الاحتجاجات مجتمعة، وعلى رغم من صغر حجمها وتشتّتها، فإنّها تمثل التحدّي الأكثر جدّية لحُكم «حماس» الحديدي المستمر منذ 18 عاماً على قطاع غزة، منذ بدء الحرب التي اندلعت عندما شنّت هجومها على إسرائيل في تشرين الأول 2023. وقد أدّى الردّ الإسرائيلي الكاسح إلى تمزيق أوصال القطاع وحياة سكانه، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف. واستؤنف سفك الدماء بعدما أنهت إسرائيل، في منتصف آذار، اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام شهرَين، مشيرةً إلى رفض «حماس» قبول مطالبها.

 

بعد حوالي أسبوع، بدأت التظاهرات الفلسطينية في بيت لاهيا، المنطقة الزراعية في أقصى شمال غزة، ثم في مناطق أخرى من القطاع. واستمرّت الاحتجاجات لـ 3 أيام قبل أن تبدو وكأنّها تلاشت.

 

ونشر ناشطون دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم تظاهرات جديدة. وذكر المتظاهرون في مقابلات أنّهم تجمّعوا في الساحة الرئيسة لبيت لاهيا وساروا نحو ساحة أخرى. وتفاوتت تقديرات المشاركين في المسيرة بين حوالي 1000 إلى 1500 شخص.

 

أوضحت عبير الرضيع (34 عاماً)، وهي ربة منزل، أنّها شاركت في تظاهرة برفقة زوجها وأطفالها: «فقدنا منازلنا، أحبّاءنا، أملنا ومستقبلنا. كفى. نطالب «حماس» بوقف هذا الأمر ورحيلها. لا نعلم متى سينتهي هذا، لكنّنا نريد السلام والديمقراطية».

 

وقد استمرّت المسيرة على رغم من الخَوف الواسع في غزة من «حماس»، التي قمعت سابقاً التحدّيات لحُكمها بعنف. غير أنّ ردّ فعل «حماس» على الاحتجاجات الأخيرة بدا أكثر خفوتاً، بحسب المحلّلين الذي يَرَون أنّ ذلك يعكس خشية الجماعة من إشعال غضب شعبي أكبر، بالإضافة إلى تراجع قدرتها على الحشد، بعد مقتل آلاف من أعضائها وتحليق الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة والمقاتلات في سماء القطاع.

 

لكنّ تهديد الانتقام من قِبل حماس لا يزال قائماً. فأمس، اختُطف المتظاهر عدي الربعي (22 عاماً) ليلاً على يد عناصر «حماس» من مأوى للنازحين في مدينة غزة، بحسب ما كشف شقيقه حسن.

 

وأكّد حسن (32 عاماً) أنّه تلقّى اتصالاً بعد ساعات لاصطحاب شقيقه من مستشفى القدس في مدينة غزة، لكنّ عدي كان مكسوّاً بالكدمات، مضرّجاً بالدماء، وغير قادر بالكاد على المشي أو الحديث: «كان جسد أخي كلّه دماً»، مضيفاً أنّ عناصر «حماس» كانوا يجرّونه بسلسلة. «كأنّه شخص لا أعرفه».

 

وذكر حسن أنّ العناصر قالوا إنّ أي شخص «يسبّ الجناح العسكري لـ«حماس» سيلقى نفس المصير». فأخذ أخاه إلى مستشفى قريب آخر، لكنّ عدي توفّيَ بعد بضع ساعات.

 

وأشار حسن إلى أنّه يعتقد أنّ شقيقه استُهدف بسبب مشاركته في الاحتجاجات، ولتاريخه في انتقاد «حماس»، كما أنّه تعرّض قبل نحو شهر إلى هجوم من عناصر «حماس»، لكنّه أفلت منهم حين أخرج سكيناً للدفاع عن نفسه.

 

ولم يردّ مسؤولو «حماس» ولا المتحدّث باسم الحكومة التي تُديرها «حماس» في غزة على طلبات التعليق.

 

وشارك في الاحتجاجات رائد المصري (44 عاماً) الذي أقرّ بأنّ عناصر ملثمين من «حماس» كانوا متمركزين عند بعض الزوايا، ويحملون هراوات وعصي.

 

بعد يومَين من احتجاج سابق، استدعت قوة الأمن الداخلي التابعة لـ«حماس» في غزة شريف البحيصي (56 عاماً)، الناشط في حركة فتح، الفصيل السياسي المنافس لـ«حماس»، وكان يعمل إدارياً في جامعة الأزهر في غزة قبل الحرب، إلى خيمة في ساحة مستشفى شهداء الأقصى في وسط غزة. وأكّد البحيصي في مقابلة هاتفية، أنّ ضابطَين وجّها إليه تهديداً، مفاده أنّه سيندم إذا شارك في احتجاجات لاحقة: «قالوا لي إنّه ليس وقت التظاهرات. إنّنا نطعن المقاومة في ظهرها. إذا خرجتُ مجدّداً، فالنتيجة لن تكون جيدة». وأقرّ البحيصي أنّه قرّر، بعد التشاور مع عائلته، الابتعاد عن الاحتجاجات المقبلة، معتبراً ذلك تذكرة مريرة بكيفية حصار المدنيِّين في غزة: «نحن مضطهدون من كلا الطرفَين. إسرائيل تقصفنا بلا رحمة، و«حماس» لا تهتم إن متنا».

 

وأضاف البحيصي، أنّ عدداً من أبناء عمومته تلقّوا أيضاً تهديدات من «حماس» بعد المسيرات الأخيرة. وقد تلقّى أحدهم اتصالاً من رقم خاص يطلب منه الحضور يوم الثلاثاء للاجتماع مع مسؤولي الأمن الذين استجوبوه بشأن مشاركته، وسألوه عن داعمي ومنظّمي التظاهرات، وأجبروه على توقيع وثيقة يتعهّد فيها بعدم التظاهر مرّة أخرى. لكنّ آخرين تجاهلوا مثل هذه الدعوات.

 

وفقاً للمشاركين، فإنّ العديد من المتظاهرين في احتجاج الأربعاء خرجوا مدفوعين بالجوع. فقد منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ شهر، ما أدّى إلى إغلاق المخابز، فراغ الأسواق، واضطرار منظمات الإغاثة إلى تقليص توزيع الغذاء. ويؤكّد سكان غزة، أنّ ما تبقّى من الخضروات والفواكه تُباع بأسعار باهظة جداً.

 

وكشفت الرضيع أنّ أحد الأطفال في التظاهرة صرخ بأنّه يُريد شيئاً يأكله. وأضاف باسل حمودة (47 عاماً)، وهو مزارع حضر الاحتجاج، أنّ متظاهراً آخر رفع قطعة من البصل، صارخاً أنّه يأكل فقط البصل والفجل منذ أكثر من أسبوع.

 

وقد ألقى المتظاهرون باللوم في معاناتهم على إسرائيل، لكن أيضاً على «حماس»، فاعتبر حمودة أنّ «مَن لا يستطيع أن يُوفّر لشعبه رغيف خبز لا يحق له أن يشنّ حرباً باسم التحرير. منحت «حماس» إسرائيل ذريعة للاستمرار في هذه الحرب، بينما فشلت في تنظيم وضبط الأسعار في السوق. إنّه السبب الحقيقي وراء هذه الاحتجاجات».

 

وأضاف هو وآخرون، أنّ على «حماس» أن تبذل جهداً أكبر في ضبط أسعار المواد الغذائية من خلال منع التجار من احتكار البضائع، وهي شكوى شائعة في غزة.

theme::common.loader_icon