
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين.
وقال في خطبته السياسية: "البداية من التصعيد الذي أقدم عليه العدو الصهيوني أخيرا باستهدافه للضاحية الجنوبية، والذي يعتبر التصعيد الأخطر منذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهو يأتي في إطار سلسلة متصاعدة من الخروق والاغتيالات التي كان أقدم عليها، والتي يخشى أن يستمر بها العدو بعد تأكيده أن لا خطوط حمر سيقف عندها في استباحته للأراضي اللبنانية، مستفيدا من الصمت المطبق للجنة المكلفة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار على انتهاكاته".
وأضاف: "لقد أصبح واضحا أن العدو يهدف من وراء ذلك إلى ممارسة الضغط على الدولة اللبنانية والمقاومة التي أعلنت أنها تقف خلفها، ودفعها إلى مفاوضات ذات طابع سياسي تتيح للكيان الصهيوني في ضوء ما يمتلكه من تفوق تكنولوجي ودعم دولي، الحصول على مكاسب سياسية وأمنية".
وتابع: "إننا أمام ما يجري، نعيد التأكيد على أهمية استنفار الموقف اللبناني إن على الصعيد الرسمي أو الشعبي، لمنع العدو من أي مس بالسيادة اللبنانية، مما عجز عن تحقيقه في الحرب وبعد الأثمان الغالية التي دفعها لبنان على هذا الطريق، وضرورة الوقوف صفا واحدا في مواجهة الضغوط المستمرة الأمنية والسياسية، ورفض ربط الإعمار بعملية التفاوض".
واستطرد فضل الله: "هنا، لا بد أن ننوه بالموقف الرسمي الموحد الذي أعلن عن رفضه لأي تطبيع مع هذا الكيان أو إجراء مفاوضات سياسية مباشرة معه، وإصراره على الانسحاب الصهيوني من كل الأراضي اللبنانية قبل البحث بأي مسألة أخرى". ودعا "اللبنانيين إلى ألا يخدعوا بالحديث الذي يروجه البعض بأن المشكلة تكمن فقط في سلاح المقاومة، وأن الحل في لبنان هو منوط بإنهاء وجود هذا السلاح، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني وبما لا يقبل الشك أن المشكلة هي في أطماع هذا العدو بهذا البلد وفي مخططه الرامي إلى الإطباق عليه وعلى المنطقة كلها، وأن تكون له اليد الطولى فيها، وهو لا يريد ذريعة لذلك، بل هو يخلق الذرائع عندما تقتضي مصالحه وأهدافه ذلك".
وقال إن "على اللبنانيين أن يعوا أن السلاح الأمضى في مواجهة هذا العدو واستعادة أرضهم وأسراهم وسيادتهم، هو في وحدتهم الداخلية وتوافقهم على ما يكفل سيادة هذا البلد وأمنه وحريته، وأن يعوا أن لبنان لن يكون ضعيفا إن توحدت قواه وجهوده واستنفر دبلوماسيته وصداقاته في العالم ومواقع القوة فيه بدلا من التصويب عليها".








