

في المهزلة الخيالية العلمية التي أخرجها برونو دومون، يتسبّب صراع فضائي في اضطراب قرية فرنسية هادئة.
مستمتعاً بعبثية كونية، يضعنا فيلم «الإمبراطورية»، أحدث أعمال المخرج الفرنسي شديد التفرّد برونو دومون، في قرية صيد بشمال فرنسا، لنشهد حرباً خارجية للسيطرة على الجنس البشري.
لكن كيف يبدو ذلك؟ إنّه أقرب إلى مهزلة ميتافيزيقية تافهة منه إلى أوبرا فضائية، وكأنّه محاكاة ساخرة لسلسلة «حرب النجوم» تزداد سخافة وتفقد متعتها تدريجاً. بينما تتنافس سلالتان فضائيّتان تُعرفان باسم «واحد» و«صفر» على الهيمنة على مجموعة من السكان العاديِّين، يمزج سيناريو دومون أفكاراً تبسيطية عن الخَير والشر في حبكة لا تفضي إلى أي مكان سوى، حرفياً، إلى ثقبها الأسود الخاص.
حتى ذلك الحين، تشتّت انتباهنا امرأتان شابتان بملابس ضئيلة: لاين (لينا خودري)، نصف شيطانة وكلها تكشيرة، تفضّل الاستلقاء تحت الشمس عارية؛ وجين (أناماريا فارتولومي)، أميرة فضائية جميلة ترتدي البيكيني (من الواضح أنّ دومون ليس غريباً عن أعمال روس ماير). وكلاهما منجذبتان بشكل غامض إلى جوني (براندون فليغ)، الكائن الشرير من فصيلة «صفر»، ووالد طفل شيطاني يجب قتله قبل أن يصل إلى سن البلوغ - وهي مرحلة قد يتفق الآباء على أنّها يمكن أن تجعل حتى الأطفال البشر كائنات شيطانية.
هذا الهراء العلمي الخيالي، الذي يُحوط به إطار هادئ من الكثبان الرملية المتدحرجة وشريط ساحلي كريستالي (صُوِّر بحُلمية بعدسة دافيد شامبيي)، يختبر صبرنا في النهاية. العبث بالسيوف الضوئية والمشاهد اللينشية - مثل المشهد الموسيقي الغريب الذي يظهر فيه قائد فضائي مهرّج (فابريس لوكيني) وراقصة تتلوّى بجسد منحوت - يُزيّنان اندماج دومون المحرَج بين الأرضي والفضائي. ومع ذلك، فإنّ الرمزية المتعلقة بصراع الكنيسة والدولة في تصميم السفن الأم المتنافسة لمسة رائعة.
مع بعض التعديلات، كان يمكن لـ«الإمبراطورية» أن يكون مثلثاً عاطفياً بين الكائنات المختلفة، إذ تحاول فصيلة «صفر» استغلال «الرذائل الطبيعية» لدينا كسلاح. ومع ذلك، بالنظر إلى الكميات الهائلة من التقبيل المتبادل في كل لقاء شهواني، يبدو أنّ الجفاف قد يكون تهديداً أكبر بكثير من الغزو الفضائي.






.jpg?w=260&h=190&fit=crop)
