
أبدت مصادر ديبلوماسية مخاوف حقيقية من تكرار نموذج غزة الدموي والتدميري في لبنان، أي الانفلات الكامل للوضع جنوباً. فإسرائيل لم تعترف أساساً بأنّ اتفاق وقف النار أداة لوقف الحرب، وهي لطالما أكّدت انّ هذه الحرب مستمرة حتى تحقيق الأهداف المعلنة، أي ضمان الأمن لسكان المنطقة الشمالية. لكن المسؤولين الإسرائيليين لا يتورعون عن التلميح إلى أهداف أخرى مبيتة، وأبرزها إدخال لبنان في مفاوضات سياسية، تنتهي باتفاق يتجاوز الترتيبات الأمنية في الجنوب وتهدف إلى إبرام اتفاقات سياسية واقتصادية. وهذا الأمر أكّده أركان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووسطاؤه في الشرق الأوسط.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ «إسرائيل لن تفوت الفرصة الحالية، أي الدعم الأميركي الواضح لنهج نتنياهو، من أجل الحصول على ذريعة تسمح لها باستئناف الحرب على نطاق واسع، وفي كل المناطق».
وأضافت المصادر نفسها، أنّ الحكومة اللبنانية تدرك هذه الأهداف الكارثية، لكنها ليست في الوضع الذي يمكّنها من المواجهة. فلا هي قادرة على إقناع «حزب الله» بتسليمها السلاح، حتى يكون ذلك ورقة في يدها تستخدمها للضغط على الإسرائيليين في المحافل الدولية، ولا هي قادرة على وقف اعتداءات إسرائيل ومنع توسعها والعودة إلى الحرب. وتبدو الحكومة كأنّها الطرف الأشد عجزاً في هذه المسألة.






.jpg?w=260&h=190&fit=crop)
