لترامب ونتنياهو استراتيجيات متشابهة بأهداف متشابهة
لترامب ونتنياهو استراتيجيات متشابهة بأهداف متشابهة
اخبار مباشرة
  • 22:10
    3 غارات أميركية تستهدف المطار ومنطقة المنظر بمحافظة الحُديدة في اليمن
  • 21:58
    الخارجية الفرنسية: ندين إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل ونحضّها على ضبط النفس
  • 21:46
    نتنياهو: لدي هذا المساء كشف دراماتيكي لحقائق ستزعزعكم
  • 21:23
    ‎“خُلاصة "الجمهورية
  • 20:41
    جنبلاط: نتمسّك بتنفيذ القرارات الدولية وباتفاق الهدنة
  • 20:17
    غارة على حومين التحتا في قضاء النبطية
  • 19:49
    أبرز الأخبار العالمية والمحلية
  • 19:47
    غارة إسرائيلية تستهدف مدينة صور في هذه الأثناء
  • 19:21
    غارة إسرائيلية استهدفت وادي زبقين
  • 19:20
    رئيس الأركان الإسرائيلي يُشكل فريقًا جديدًا للتحقيق في أحداث 7 تشرين الأوّل
  • 19:00
    العثور على اميل شباط جثة في المعاملتين
مارك مازيتي وباتريك كينغسلي - نيويورك تايمز
Saturday, 22-Mar-2025 07:02

يعكس القادة الأميركيون والإسرائيليّون بعضهم البعض وهم يَخوضون معارك ضدّ حكوماتهم. وإذا لم يكن واضحاً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتقد أنّ لديه حليفاً في معركته ضدّ المدّعي العام في بلاده، وقضاتها، وحتى رئيس جهاز الأمن الداخلي، فقد أوضح ذلك مساء الأربعاء.


كتب نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي: «في أميركا وإسرائيل، عندما يفوز زعيم يميني قوي في الانتخابات، تُسلِّح الدولة العميقة اليسارية النظام القضائي لإحباط إرادة الشعب. لن ينجحوا في أي من المكانَين! نحن نقف معاً بقوة».
كانت رسالة التحدّي هذه ذات الطابع الترامبي، أحدث دليل على أنّ نتنياهو والرئيس ترامب يتبعان النهج عينه لتحقيق أهداف متشابهة بشكل لافت: تقويض القضاء، تفكيك نظام الرقابة الذي يضع قيوداً على سلطتهما، وتشويه سمعة المسؤولين الأمنيِّين الوطنيِّين الذين يَرون أنّهما يقفان ضدّهما.
تأتي هذه التحرّكات في الوقت الذي واءم فيه ترامب سياسته في الشرق الأوسط بشكل كامل لصالح نتنياهو، بما في ذلك منح رئيس الوزراء الإسرائيلي حرّية تجديد الحرب في غزة وشنّ غارات جوية أميركية ضدّ الحوثيِّين في اليمن، وهي جماعة معادية لإسرائيل.
في واشنطن هذا الأسبوع، دعا ترامب إلى عزل قاضٍ فيدرالي كان يسعى إلى الحصول على معلومات أساسية حول جهوده للترحيل الجماعي، وأقالَ مفوّضَين ديموقراطيَّين من لجنة تجارية مستقلة، كما تلقّى توبيخاً من قاضٍ لمحاولته تفكيك الوكالة المسؤولة عن المساعدات الخارجية على الأرجح تنتهك الدستور.
في القدس هذا الأسبوع، أقالت حكومة نتنياهو رونين بار، رئيس جهاز الشاباك (المكافئ الإسرائيلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي)، بعد أن بدأ الجهاز تحقيقات مع مساعدي رئيس الوزراء. من بين الاتهامات الموجّهة إليهم، إساءة التعامل مع معلومات سرّية وتسريب وثيقة إلى صحيفة أجنبية. وقد نفى مكتب نتنياهو بشدّة هذه الادّعاءات.
جاءت خطوة نتنياهو ضدّ رئيس الشاباك بعد أسابيع من إعلان إدارته خططاً لإقالة المدّعية العامة، غالي بحراب-ميارا، المسؤولة القضائية غير السياسية التي عيّنتها الحكومة السابقة وأحبطت بعض قرارات نتنياهو لأسباب قانونية.
وكما هو الحال مع ترامب، يسعى نتنياهو إلى كبح جماح هيئات الرقابة الداخلية والسلطات القضائية التي، كما في الولايات المتحدة، أجرت تحقيقات ضدّه أو ضدّ حلفائه.
وكما هو الحال مع ترامب، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تُهماً جنائية يزعم أنّها ادّعاءات زائفة اختلقها بيروقراطيّون يساريّون غير منتخَبين. في قضيته، يواجه نتنياهو محاكمة فساد مستمرة منذ سنوات، تُجبره على المثول أمام المحكمة مرات عدة شهرياً.
وأوضح آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنّ «النهج السلطَوي الذي يَتبعه ترامب منح نتنياهو فرصة غير مسبوقة لفرض أجندته الخاصة على إسرائيل. إنّ شعبية ترامب في إسرائيل، والتوافق التام بينهما في تقويض استقلالية المحاكم ومحاربة «اليسار المستَيقظ»، تحمي نتنياهو وتمنحه الزخم». وأضاف ميلر، أنّ نتنياهو استلهم نهجه منذ فترة طويلة من قادة استبداديِّين آخرين، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، مشيراً إلى أنّ معركة نتنياهو ضدّ ما يُسمّيه «الدولة العميقة» سبقت رئاسة ترامب.
استُجوِب نتنياهو لأول مرّة من قِبل الشرطة بشأن تُهم الفساد في أوائل عام 2017، قبل أسابيع من تولّي ترامب منصبه لأول مرّة. وعندما بدأت محاكمته في عام 2020، وقف على درج المحكمة في القدس متّهماً الادّعاء والشرطة والمؤسسات الإعلامية بمحاولة مشتركة «لإحباط إرادة الشعب». وهو مُتَهم بمنح امتيازات تنظيمية لرجال أعمال ومالكي وسائل إعلام مقابل هدايا وتغطية إعلامية إيجابية، وهي اتهامات ينفيها.
بدأت محاولاته الرسمية لإضعاف السلطة القضائية في عام 2022، عندما قدّمت حكومته الائتلافية تشريعات تهدف إلى تقليص سلطات المحكمة العليا ومنح الحكومة سيطرة أكبر على تعيين القضاة. وبعد احتجاجات جماهيرية، علّقت الحكومة معظم هذه الإجراءات لأكثر من عام.
لكن يبدو أنّ نتنياهو استعاد زخمه بعد فوز ترامب في الانتخابات في تشرين الثاني. منذ ذلك الحين، أعادت حكومته إحياء خطط تعديل آلية تعيين القضاة، وتدفع بمشروع القانون قدماً في البرلمان.
وأكّد مسؤول إسرائيلي مطلع على تفكير نتنياهو، تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويّته، إنّ فوز ترامب أعطى رئيس الوزراء ثقة أكبر لاتخاذ خطوات استفزازية محلياً وفي الحرب على غزة، التي تصاعدت هذا الأسبوع بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموَقّع في كانون الثاني.
من جانبه، وجد ترامب قواسم مشتركة مع قادة استبداديّين آخرين مثل أوربان، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واعتبر ترامب هذا الشهر أنّ بوتين «مرّ بجحيم معي»، في إشارة إلى تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي حول التدخّل الروسي في انتخابات 2016 والاتصالات بين حملة ترامب وعملاء روس.
وأقال ترامب جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، خلال التحقيق، بعدما رفض كومي تبرئته علناً من أي صلات بروسيا، ورفض الاستجابة لضغوط إسقاط تحقيق في قضية مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض.
بعد 8 سنوات، أقنع نتنياهو حكومته بإقالة رئيس الشاباك، على رغم من الاحتجاجات الواسعة التي ندّدت بتهديداته بإقالته. وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس، أمراً قضائياً بتجميد إقالة بار إلى حين النظر في الطعون المقدّمة ضدّ القرار.
ويرى ألون بينكاس، المعلّق السياسي والقنصل العام السابق لإسرائيل في نيويورك، أنّه من المشكوك فيه أن يكون نتنياهو قد أقدم على هذه الخطوة ضدّ رئيس الشاباك لو لم يكن ترامب رئيساً. وأشار إلى أنّ الزعيمَين يشتركان في الفكر السياسي «وكلاهما تبنّى لغة متطابقة من شأنها أن تجعل جورج أورويل يشعر بالغيرة».
كما يستخدم ترامب ونتنياهو هذه اللغة بشكل متكرّر لتشويه سمعة وسائل الإعلام، وهي مؤسسات أخرى غالباً ما ينظران إليها بازدراء. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) هذا الأسبوع، أنّ نتنياهو استوحى قرار إقالة بار من لقاء جمعه بترامب في واشنطن الشهر الماضي.
وعندما طُلب تعليق من المتحدّث باسم نتنياهو، عُمر دوستري، على هذا التقرير، جاء ردّه في رسالة نصية مقتضبة: «أخبار كاذبة».

theme::common.loader_icon