أخصائية تغذية


روّج الطبيب بيتر دادامو لهذه الحمية في التسعينات، مدّعياً أنّ لكل فصيلة دم نظاماً غذائياً مثالياً متناسباً مع أصولها الجينية. لكن هل هناك دليل علمي يدعم هذه الفكرة؟
مفهوم حمية فصيلة الدم
تفترض الحمية أنّ فصائل الدم نشأت في فترات تاريخية مختلفة، لذا يتوجّب على كل فئة اتباع نظام معيّن:
- فصيلة O: يُنصح أصحابها بالإكثار من البروتينات الحيوانية وتجنّب الحبوب ومنتجات الألبان.
- فصيلة A: يناسبهم النظام النباتي نظراً لارتباطهم بالمزارعين الأوائل.
- فصيلة B: يُعتقد أنّهم أكثر قدرة على هضم منتجات الألبان، لكن عليهم تجنّب بعض الأطعمة كالدواجن.
- فصيلة AB: مزيج بين الفصيلتَين A وB، ما يجعلهم قادرين على تناول طعام متوازن.
هل هناك أساس علمي لهذه الفرضية؟
تعتمد النظرية على فكرة أنّ بعض الأطعمة تحتوي على «الليكتينات»، التي يُزعم أنّها تتفاعل مع فصائل الدم بشكل مختلف. إلّا أنّ الدراسات تؤكّد أنّ معظم الليكتينات لا تؤثر فعلياً على الدم، إذ يمتلك الجسم آليات طبيعية للتعامل معها.
ماذا تقول الأبحاث العلمية؟
تشير الدراسات الحديثة إلى غياب أي دليل يدعم حمية فصيلة الدم:
- لم تجد دراسة في المجلة الأميركية للتغذية السريرية (2023)، شملت 1400 شخص، علاقة بين فصيلة الدم والاستجابة لنظام غذائي معيّن.
- أظهر بحث من جامعة تورنتو (2022) أنّ التحسن الصحي للمشاركين كان مرتبطاً بجودة الطعام وليس بفصيلة الدم.
- أكّد تحليل في مجلة التغذية العالمية (2024)، عدم وجود دليل بيولوجي على تأثير فصيلة الدم في الاستجابة الغذائية.
لماذا يشعر البعض بتحسن؟
التحسن الناتج من اتباع الحمية ليس بسبب فصيلة الدم، بل يعود إلى الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة وتناول وجبات صحية.
حمية فصيلة الدم لا تستند إلى أساس علمي قوي، بل تعتمد على تسويق ذكي وقصص شخصية غير مثبتة. الأفضل هو اتباع نظام غذائي متوازن بناءً على احتياجات الجسم الحقيقية واستشارة مختص تغذية بدلاً من الاعتماد على نظريات غير مؤكّدة علمياً.








