

أثناء مشاهدة هذا الفيلم الكوميدي المثير الذي يُصبح متعِباً بشكل متزايد، من المحتمل أن يتجوّل الذهن، مستحضراً الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الأفضل من الماضي، التي يُستلهَم منها هذا العمل.
جهاز الحبكة الذي يعتمد على القاتل السابق الذي كان بارد الدم (يؤدّيه هنا إد هاريس)، ويستبدل حياة القتل بحياة الرجل العائلي، وهو الخَيط الأساسي في هذه القصة، نُفِّذ بشكل متفوّق في فيلم A History of Violence (عام 2005).
أمّا المرأة الأوروبية، ذات العيون الواسعة والجمال الأخّاذ، التي تتمكن بطريقة ما من أن تكون مزعجة ولو قليلاً، فهي متجسّدة هنا في الممثلة إيمانوئيلا بوستاتشيني، وتُذكّرنا بشخصية ماريا دي ميديروس في فيلم Pulp Fiction (عام 1994).
كما أنّ شخصية المراهق الطيّب القلب، الذي يَميل إلى النباهة لكنّه قليل الكفاءة، دي جي (يؤدّيه مايلز جي. هارفي)، تبدو وكأنّها مستوحاة من ستيف أوركيل في المسلسل التلفزيوني Family Matters. وفوق كل ذلك، هناك تأثير واضح لأسلوب تارانتينو.
الفيلم من إخراج ديتو مونتيل وسيناريو جون بولونو، ويحكي عن مجموعة من المجرمين متعدّدي الخلفيات يجتمعون في الملاذ الآمن للقاتل المتقاعد فينسنت، الذي يؤدّي دوره إد هاريس. والجدير بالذكر أنّ هاريس كان له دور بارز أيضاً في فيلم A History of Violence، ممّا يُعزّز الشعور المتكرّر بـ»شوهد من قبل».
وعلى رغم من كثرة الـ«فلاش باك» وتعقيد الخلفيات الشخصية للشخصيات، فإنّ الفيلم في جوهره ليس سوى سلسلة من المواجهات الصغيرة، سواء العاطفية أو الجسدية.
تُقدِّم جينيفر كوليدج، في دور الزوجة الأولى لفينسنت، روث، أداءً لا ينضب من الفظاظة، لكنّها في النهاية تُصبح أحد الأسباب الرئيسية للملل. أمّا بيل موراي وبيت ديفيدسون، اللذان يُجسّدان قاتلَين مأجورَين، فهما يستمرّان في قتل المواطنين العاديّين بطريقة لا تبدو مضحكة بقدر ما يظن مونتيل.
وعلى رغم من كل ذلك، فإنّ وجود هاريس وموراي في الفيلم، بفضل حضورهما القوي على الشاشة، يُوفّر بعض اللمحات الترفيهية، شرط أن تتمكن من تجاهل القبح شبه الشامل الذي يطغى على العمل.








