إسرائيل و"حماس" تمضيان في عملية تبادل أخرى
إسرائيل و"حماس" تمضيان في عملية تبادل أخرى
اخبار مباشرة
آرون بوكسرمان وآدم راسغون - نيويورك تايمز
Thursday, 27-Feb-2025 05:54

إتفقت إسرائيل و"حماس" على تبادل رفات 4 إسرائيليِّين مساء أمس مقابل مئات من الأسرى الفلسطينيِّين، وفقاً لما أعلنته الحكومة الإسرائيلية، ممّا يُنهي جموداً أضفى مزيداً من عدم اليَقين حول مستقبل وقف إطلاق النار في غزة.

يأتي الاتفاق في الوقت الذي تقترب فيه المرحلة الأولى من الهدنة الهشة من نهايتها خلال الأيام المقبلة. ولم يتمكن المفاوضون بعد من التوصّل إلى شروط تمديد الاتفاق نحو حل أكثر شمولاً للصراع، ممّا يُثير المخاوف من احتمال استئناف القتال في غزة.

 

خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وافقت «حماس» على إطلاق سراح 25 رهينة إسرائيلية وتسليم جثث 8 آخرين مقابل أكثر من 1500 فلسطيني محتجز لدى إسرائيل.

 

يوم السبت، أطلقت «حماس» سراح آخر الأسرى الأحياء المقرّر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، وكان من المفترض أن تطلق إسرائيل في المقابل سراح نحو 620 أسيراً فلسطينياً. لكنّ إسرائيل أجّلت الإفراج عن الأسرى، معلنةً إنّه لن يُطلق سراحهم حتى تتوقف «حماس» عن تنظيم «مراسم مذلّة» خلال عمليات التسليم. وزاد هذا التعثر من التساؤلات حول مدى استمرار الهدنة.

 

تطلق «حماس» سراح الرهائن في مراسم استعراضية تهدف إلى إظهار أنّها لا تزال تسيطر على غزة، وهو ما ندّد به المسؤولون الإسرائيليّون.

 

في وقت متأخّر من مساء الثلاثاء، أعلنت «حماس» عن التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيِّين بالتزامن مع تسليم رفات 4 إسرائيليِّين، أُسِروا في 7 تشرين الأول 2023. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ الوسطاء ضمنوا أنّ «حماس» ستسلّم النعوش من دون إقامة مراسم أخرى للإفراج عنهم.

 

ظهر أمس، أعلن الجناح العسكري لـ»حماس» أسماء الإسرائيليِّين الـ4 المتوفّين الذين سيُسلّمون، وهم: أوهاد يهلومي، إسحاق إلغارات، شلومو منصور، وتساحي إيدان. ولم تُعلّق إسرائيل على الفور على هذه الأسماء.

 

بعض الأسرى الفلسطينيِّين المدرَجين في قائمة الإفراج كانوا قد أدينوا بتنفيذ هجمات قاتلة ضدّ إسرائيليِّين، بينما اعتُقِل آخرين - من بينهم قُصَّر - من دون توجيه تُهَم رسمية إليهم، بعد عمليات دهم نفّذتها القوات الإسرائيلية خلال اجتياحها البري لغزة.

 

وقد يكون التبادل المرتقب هو الأخير في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ممّا يترك الإسرائيليِّين والفلسطينيِّين في حالة من الترقّب. فلا يزال هناك نحو 25 رهينة ورفات أكثر من 30 آخرين في غزة، وفقاً للحكومة الإسرائيلية.

 

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المفاوضات الجادة حول المرحلة الثانية من الاتفاق قد بدأت بالفعل. وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل و»حماس» المحادثات خلال الأسبوع الثاني من وقف إطلاق النار، لكن لم تظهر أدلة كثيرة على إحراز تقدّم، على رغم من الضغوط التي يمارسها الوسطاء. وكان من المتوقع أن يصل ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، إلى المنطقة أمس، في محاولة لدفع المحادثات إلى الأمام. إلّا أنّ رحلته تأجّلت، وفقاً لمسؤول أميركي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويّته لمناقشة جدول أعماله.

 

مع ذلك، لا يبدو أنّ أياً من إسرائيل أو «حماس» متحمِّس للعودة إلى الحرب فوراً. فمن المحتمل أن تسعى «حماس» إلى الحفاظ على الهدنة لاستعادة قوّتها في غزة المدمّرة، بينما تظل أولوية إسرائيل هي استعادة بقية الأسرى والرفات المحتجزة لدى «حماس».

 

وقد أجرت القوات الإسرائيلية بالفعل استعدادات مكثفة لحملة جديدة وعنيفة في غزة، وفقاً لـ3 مسؤولين في وزارة الدفاع تحدّثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.

 

يوم الأحد، أعلنت القوات الإسرائيلية أنّها رفعت مستوى «الجاهزية العملياتية في المنطقة المحيطة بقطاع غزة». وشهدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مزاعم متكرّرة بحدوث انتهاكات من كلا الطرفَين.

 

فقد أطلقت إسرائيل النار مراراً على فلسطينيِّين في غزة، مدّعيةً أنّهم انتهكوا الهدنة من خلال الاقتراب من مناطق محظورة، ممّا أسفر عن مقتل بعضهم وإصابة آخرين، وفقاً لمسؤولين صحيِّين محليِّين. كما أعلنت القوات الإسرائيلية أنّها قصفت مناطق أطلِق صواريخ منها في غزة، إلّا أنّ أياً من تلك الصواريخ لم يعبر الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية.

 

قبل أيام من تأجيل الإفراج عن الأسرى، أثار إخفاق «حماس» في إعادة جثمان شيري بيباس، كما وعدت، غضباً في إسرائيل. فقد سلّم مسلحو «حماس» ما زعموا أنّه جثتها إلى جانب رفات طفليها خلال مراسم متلفزة.

 

لكنّ محلّلين جنائيِّين إسرائيليِّين توصّلوا لاحقاً إلى أنّ الرفات لا تعود إليها. واعترفت «حماس» لاحقاً بإمكانية وقوع خطأ، فسلّمت الرفات الصحيحة في وقت متأخّر من ليلة الجمعة.

theme::common.loader_icon