

كيف تستبدل ظهيراً أيمن فريداً من نوعه؟ سؤال لا بُدّ أنّ قسم التعاقدات في ليفربول قد بدأ ينظر فيه بجدّية متزايدة مع اقتراب ترينت ألكسندر-أرنولد (26 عاماً) من مغادرة «أنفيلد» في الصيف. والإجابة البسيطة هي أنّه لا يمكنك العثور على بديل مطابق تماماً. فهو فريد من نوعه بفضل مدى تمريراته وقدرته على صناعة اللعب، وهو ما لا يستطيع أي ظهير أيمن آخر مجاراته.
ماذا يطلب سلوت من ظهيره الأيمن؟
تحت قيادة يورغن كلوب، كان دور ألكسندر-أرنولد في تطوّر مستمر. بدأ كظهير طائر يتمتع بقدرة قاتلة على إرسال العرضيات، قبل أن ينتقل إلى مركز أعمق، فيتحرّك إلى الداخل ويُمنَح حرّية التجوّل.
منذ تعيين سلوت في الصيف، تعدّل الأسلوب والنظام، وكذلك دور ألكسندر-أرنولد. فبدلاً من الانجراف إلى المناطق المركزية أو التوجّه للبحث عن الكرة، أصبح موقع انطلاقه في مرحلة بناء اللعب الأولية لليفربول أقرب إلى موقع الظهير الأيمن التقليدي، لكن بشكل متقدّم قليلاً عن باقي خط الدفاع، مثل شكل حرف «L» في الخط الخلفي.
تطلّب هذا الدور انضباطاً أكبر من الناحية التمَوضعية، فظهر بمواقع مركزية على الكرة بشكل أقل. نتيجة لذلك، أصبح ألكسندر-أرنولد يلمس الكرة بمعدّل أقل بسبب التركيز المتزايد على بناء الهجمات عبر وسط الملعب.
هل برادلي هو الحل؟
قد نكون قد رأينا بالفعل ما يبحث عنه سلوت في ظهيره الأيمن من خلال كونور برادلي. قبل أكثر من عام بقليل، أشعل برادلي مسيرته الاحترافية بسلسلة من العروض الجيدة جعلته يدخل النقاش كخليفة محتمل لألكسندر-أرنولد، بما في ذلك هدف وتمريرتان حاسمتان في الفوز 4-1 على تشلسي.
قد يكون برادلي (21 عاماً) الخيار الأول الموسم المقبل. بإمكان جو غوميز اللعب كظهير (وكذلك جاريل كوانساه)، لكن سيكون من المجازفة ألّا يضمّ ليفربول ظهيراً أيمن آخر على الأقل للمنافسة مع برادلي. ومن المفاجئ للغاية أن يحصل كالفن رامزي (21 عاماً) الذي يقضي فترة إعارة حالياً مع كيلمارنوك الاسكتلندي، على تصنيف «مثل توقيع جديد».
على رغم من صغر سنّه، فإنّ برادلي أصبح قائداً لمنتخب أيرلندا الشمالية، وهو ظهير أكثر تقليدية من ألكسندر-أرنولد. وإحدى أفضل سمات برادلي هي لياقته البدنية، وتحديداً جريِه غير الأناني من دون الكرة يؤدّي إلى تمديد خطوط دفاع الخصم. وغالباً ما يظهر ذلك في انطلاقاته الداخلية من المواقع الجانبية. يمكن أن تكون هذه الانطلاقات إلى المناطق المركزية لجذب انتباه قلوب الدفاع. وبدلاً من ذلك، يمكن إيجاد برادلي بتمريرات تُلعب خلف ظهير الخصم.
ما هي الخيارات الخارجية؟
ذلك، يقودنا إلى لاعب مرتبط بقوة بليفربول: الهولندي جيريمي فريمبونغ (باير ليفركوزن)، الذي يُعدّ من الأكثر هجوميةً بين الأظهرة. سيكون بمثابة نوع مختلف، إذ أصبح يميل أكثر إلى الجناح منه إلى الظهير.
تعني مجموعة مهارات فريمبونغ أنّه لا يُطلب منه أن يشارك بشكل كبير في بناء اللعب، وهذا يتضح عند النظر إلى انطلاقاته من دون كرة عندما يكون فريقه في حالة استحواذ.
إذا كان فريمبونغ الخيار المفضّل في «أنفيلد»، فسيتعيّن عليه إمّا التكيّف مع دور أكثر توازناً أو أن يُعدّل سلوت على الأرجح بعض التكتيكات لتوفير الحماية الكافية في القناة اليمنى.
دعونا ننتقل إلى الإسباني بيدرو بورّو (توتنهام)، الذي يُشبه ألكسندر-أرنولد في كثير من المؤشرات الأسلوبية كصانع للفرص ومحرّك للكرة. يحتل بورّو (25 عاماً) المركز الثاني في قائمة أكثر الأظهرة صناعةً للفرص في الـ«بريميرليغ» (44 فرصة). كما أنّه الأكثر إرسالاً للعرضيات من اللعب المفتوح (109 كرات).
تُظهر بيانات SkillCorner أنّ بورّو نشط في الجري لدعم بناء اللعب مقارنةً بالأظهرة الآخرين، سواء عبر التحرّك نحو الكرة أو بالتوجّه نحو نصف المساحة أو القناة الجانبية (الجري الجانبي). فأكبر عقبة أمام ضمّه ستكون سمعة توتنهام في التفاوض الصعب.
بطبيعة الحال، ارتبط ليفربول الصيف الماضي بالظهير الأيمن لوتشاريل غيرترودا (فاينورد)، أحد العناصر الذي قاده سلوت إلى الفوز بلقب الدوري الهولندي 2022-2023، ثم كأس هولندا في الموسم التالي.
لم يلعب أي لاعب تحت قيادة سلوت أكثر من غيرترودا (أكثر من 100 مباراة خلال 3 مواسم)، إذ يثق به للقيادة من مواقع مختلفة، سواء بالانتقال إلى خط الوسط من مركز الظهير الأيمن، أو اللعب كقلب دفاع أو كظهير تقليدي. تقديم خيار متعدّد الاستخدامات لدعم برادلي سيكون منطقياً، لكنّ انتقاله إلى لايبزيغ في آب قد يجعل صفقة جديدة في وقت قريب أمراً مفاجئاً.
تينو ليفرامنتو (22 عاماً) لاعب نيوكاسل يونايتد هو خيار آخر، لأنّه مدافع متوازن ثنائي القدم، يمكنه اللعب في أي من مركزَي الظهير. يجمع بين نقل الكرة هجومياً والعمل الدفاعي القوي. كما أنّ لديه خبرة إنكليزية مع ساوثهمبتون والآن نيوكاسل، لكن الأخير لديه مُلّاك أثرياء، يُرجّح أن يطلبوا مبلغاً مرتفعاً.
أما البرازيلي فاندرسون (23 عاماً)، فيُعدّ مرشحاً مناسباً يتماشى مع نموذج التعاقدات في ليفربول، إذ انتقل من غريميو إلى موناكو عام 2022 وتطوّر ليُصبح واحداً من أكثر الأظهرة استقراراً في «ليغ1».
دفاعياً، يُعرف فاندرسون بأنّه عدواني ويَميل إلى المبادرة، وغالباً ما يضغط بقوة على خصمه ليُقلّل المساحة المتاحة له في مواجهات واحد لواحد التي غالبا ما ينتصر بها بنسبة نجاح 72% ضدّ الأجنحة المراوغة.
هجومياً، لا يمتلك فاندرسون القدرة عينها على تنفيذ الكرات المقوّسة التي اعتدنا رؤيتها من ألكسندر-أرنولد، لكن لديه سمات إيجابية في لعبه الهجومي، إذ يُفضّل العرضيات الأرضية المنخفضة، وغالباً ما تكون موزونة بدقّة.
لاعبان في بورتو قد يثيران اهتمام ليفربول: جواو ماريو (25 عاماً) ومارتيم فرنانديز (19 عاماً). لعب ماريو مباراة واحدة أكثر من فرنانديز في الدوري (20 مقابل 19)، لكنّ الأخير يتفوّق في عدد التمريرات الحاسمة (5 مقابل 3).
يُعدّ فرنانديز من المواهب الصاعدة في البرتغال، وإذا كان برادلي سيكون خياراً أساسياً لسلوت، فقد يكون لاعب مراهق يخوض موسمه الأول على مستوى الكبار، هو المنافس المثالي.








