

يعاني ريال مدريد من مشاكل في خط الدفاع، ويرغب في حلّها من خلال التعاقد مع قلب دفاع هذا الصيف. فقد عانى فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي من نقص في الخيارات في هذا المركز خلال الموسمَين الماضيَين، بسبب الإصابات وقلّة التعاقدات.
هذا الموسم، استقبل ريال 64 هدفاً، أكثر بـ14 هدفاً من مجموع الأهداف التي استقبلها في الموسم الماضي، حين فاز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. وقد ظهرت نقاط الضعف الدفاعية مجدّداً عندما تعرّض إلى هزيمة قاسية 3-0 أمام أرسنال في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال.
علنياً، أخفى أنشيلوتي انزعاجه من الوضع لحماية إدارة النادي، لكنّه كان يطالب داخلياً بتعزيزات منذ فترة. نية الإدارة والتزامها الآن يتمثلان في التعاقد مع قلب دفاع هذا الصيف، على رغم من أنّ بعض الأصوات المهمّة في النادي لا تزال حذرة.
كانت الخطة الأولية هي التعاقد مع قلب دفاع هذا العام، لكنّ قُدِّم ذلك عاماً واحداً إثر إصابة دافيد ألابا بتمزّق في الرباط الصليبي الأمامي في كانون الأول 2023. وقد فشل ريال في التعاقد مع ليني يورو (اتّجه إلى مانشستر يونايتد)، وتلقّى ضربات إضافية بإصابتَين خطيرتَين في الركبة لداني كارفاخال (تشرين الأول) وإيدير ميليتاو (تشرين الثاني)، وهي الإصابة الثانية للأخير بعد إصابته بتمزّق في الرباط الصليبي قبل عام.
بدا مدريد أنّه لا يملك خياراً سوى التعاقد مع مدافع جديد، وقد عُقدت اجتماعات عدة لمناقشة القضية بين الرئيس التنفيذي خوسيه أنخل سانشيز، كبير الكشافين جوني كالات، مدير كرة القدم سانتياغو سولاري، وأنشيلوتي. وأُبقي الرئيس فلورنتينو بيريز على اطلاع دائم، وله الكلمة الأخيرة دائماً.
استُبعِدت فكرة التعاقد المجاني خلال تلك المحادثات، على رغم من توفّر قائد الفريق السابق سيرخيو راموس حينها، فأعربوا عن شكوك جدّية في قدرتهم على العثور على اللاعب المناسب في سوق الانتقالات الشتوية. لم يُجرِ ريال أي صفقة شتوية منذ انضمام إبراهيم دياز من مانشستر سيتي في 2019.
مع ذلك، اتُفِق على التعاقد مع ظهير أيمن وقلب دفاع خلال نافذتَي الانتقالات التاليتَين. فكان ترينت ألكسندر-أرنولد الخيار المفضّل للظهير الذي لم يرغب ليفربول في التخلّي عنه شتاءً، لكنّ أنشيلوتي تلقّى رسالة من الإدارة منذ بداية آذار بأنّ الإنكليزي سيكون لاعباً في مدريد الموسم المقبل.
أمّا في مركز قلب الدفاع، فلا تزال هناك شكوك، وتُدرَس عدد من الأسماء. يرغب بعض المسؤولين في التعاقد مع قلب دفاع شاب يمتلك إمكانيات كبيرة، لكنّ آخرين لا يستبعدون خيار لاعب أكبر سناً يمكنه تقديم أداء فوري، بشرط ألّا يكون باهظ الثمن. أحد اللاعبين أصحاب الخبرة الذين يمكن أن يناسبوا هذا التوجّه هو جوناثان تاه (29 عاماً)، الذي سيغادر باير ليفركوزن صيفاً في صفقة حرّة، وعُرِضَ على ريال قبل أشهر عدة، لكن رُفِضَ.
ويليام صليبا (24 عاماً) هو الاسم المفضل، إذ جُمِعت تقارير إيجابية جداً عنه منذ ظهوره في سانت إتيان الفرنسي، ففكّر ريال في ضمّه حينها، لكنّ الفرنسي رحل إلى أرسنال (2019)، لكنّ النادي الملكي حافظ على علاقة إيجابية مع محيطه.
على رغم من ذلك، من غير المرجّح أن ينضمّ صليبا في الصيف، إذ يمتدّ عقده مع أرسنال حتى عام 2027، وقد يمُدِّده برغبة من «المدفعجية»، فإما أن يُرفَض عرض مدريد أو تكون رسوم الانتقال باهظة للغاية. ولذلك، يتبع ريال استراتيجيّته المعتادة في سوق الانتقالات: الحفاظ على علاقة وثيقة مع اللاعب بهدوء، والتمهيد لمحاولة التعاقد معه في 2026 بمبلغ مناسب أو في 2027 كلاعب حرّ.
العديد من اللاعبين في التشكيلة الحالية لريال انضمّوا عبر هذا النهج الأول، مثل الحارس تيبو كورتوا من تشلسي في 2018 مقابل 40 مليون يورو، إدواردو كامافينغا من رين في 2021 مقابل 31 مليون يورو، دياز من سيتي في 2019 مقابل 19 مليون يورو. أمّا الذين انضمّوا بعد انتهاء عقودهم مع أنديتهم السابقة، فيشملون ألابا من بايرن ميونيخ في 2021، أنطونيو روديغر من تشلسي في 2022، وكيليان مبابي من باريس سان جيرمان العام الماضي.
يُعدّ الإسباني ديان هايسين (19 عاماً)، اسماً آخر يُحكى عنه خلف الكواليس، ويحظى بإعجاب داخل أروقة مدريد، ولديه عقد مع بورنموث حتى 2030، يتضمّن شرطاً جزائياً بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني. وتشير مصادر مطلعة على الوضع إلى صعوبة رؤية ريال ينفق هذا المبلغ الكبير عليه. وأفاد الصحافي ديفيد أورنستين من «ذا أثليتيك» في جلسة الأسئلة والأجوبة، أنّه من الأرجح انضمام هايسين إلى نادٍ آخر في الـ»بريميرليغ»، وسط اهتمام ليفربول، تشلسي، وأرسنال.
كما رُبِط اسم ريال بأمثال جوريل هاتو (أياكس) والفرنسي كاستيلو لوكيبا (22 عاماً) الذي يمتلك شرطاً جزائياً بقيمة 90 مليون يورو، لكنّه توصّل لاتفاق مع لايبزيغ خلال تجديد عقده الأخير، يسمح له بالمغادرة مقابل مبلغ أقل، لكنّ إنكلترا تُعدّ وجهته الأكثر ترجيحاً.
وعلى رغم من المشاكل الدفاعية التي يعاني منها ريال ونوايا الإدارة، تُشكّك مصادر في «فالديبيباس» في إبرام صفقة قلب دفاع، مشيرةً إلى «وعود» سابقة لم تُنفّذ بخصوص التعاقدات، وعدد قلوب الدفاع الذين يتقاضون رواتب ضمن الفريق، بالإضافة إلى وجود لاعبين في الأكاديمية.
ألابا (33 عاماً) لديه عقد حتى 2026، ويُريد البقاء وفق مصادر مقرّبة منه. عقد روديغر (32 عاماً) ينتهي في 2026؛ ويُريد البقاء على رغم من اهتمام سعودي. أمّا ميليتاو (27 عاماً)، فجدّد عقده في 2022 حتى 2028 وسيستمرّ.
راوول أسينسيو فرض نفسه في التشكيلة الأساسية منذ تصعيده من كاستيا، وقد فعّلت الإدارة شروطاً مسبقة لتمديد عقده حتى 2027. وخُطِّط لعقد اجتماعات لمراجعة شروط أسينسيو (22 عاماً).
كما هناك خيارات من كاستيا، أمثال ياكوبو رامون (20 عاماً) ما لم يغادر في الصيف، وجوان مارتينيز (17 عاماً)، الذي يتعافى من إصابة في الركبة.








