

البولندي روبرت ليفاندوفسكي، البرازيلي رافينيا ولامين يامال اجتاحوا بوروسيا دورتموند وساعدوا برشلونة في التقدّم 4-0 قبل إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
سجّل رافينيا هدف التقدّم لفريق هانسي فليك من على خط المرمى، وأضاف ليفاندوفسكي الهدف الثاني من مسافة تقارب 30 سنتيمتراً إثر تمريرة حاسمة من رافينيا. وسجّل ليفاندوفسكي (36 عاماً) الهدف الثالث لبرشلونة (الـ99 له مع «بلاوغرانا)، ثم اختتم يامال التسجيل بلمسة نهائية رائعة إثر هجمة مرتدة خاطفة (د77).
في الشوط الأول، حصل دورتموند على بعض الفرص، لكنه تعرّض إلى هيمنة تامة بعد الاستراحة، قبل أن يستضيف الإياب الثلاثاء في ألمانيا، على أن يلتقي الفائز من هذه المواجهة مع الفائز بين إنتر ميلان وبايرن ميونيخ في نصف النهائي.
ثلاثي هجومي عبقري بلا هوادة
هناك مليون شيء يمكن قوله عن خط هجوم برشلونة - مزيج أنيق ومبهر من ليفاندوفسكي ويامال ورافينيا - لكن إليك واحدة منها: لم يكن هذا الثلاثي، بالمعايير المجرّدة تماماً، واعداً عندما بدأ الموسم.
أحدهم يبلغ 36 عاماً، وتظهر آثار السنوات عليه بوضوح. وآخر قادمٌ من موسم ثانٍ مخيّب للآمال ورُبط اسمه بالانتقال إلى السعودية، مقبرة الطموح. والثالث، لامين يامال، كان سيُسخَر منكَ لو أنّكَ حاولت حتى مقارنتهم بثلاثي ريال مدريد. لكن الآن؟ لم تَعُد الفكرة سخيفة، لا سيما بعد العرض القوي الأخير: هجوم ثلاثي عنيف ترك مدافعي دورتموند المساكين يبحثون عبثاً عن توازنهم وكرامتهم.
ليفاندوفسكي، الذي استعاد شبابه تحت قيادة فليك، أصبح الأول في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى يُسجّل 40 هدفاً هذا الموسم في جميع المسابقات. كان يامال مثالاً للهدوء والاتزان طوال اللقاء، وساهم في الهدفَين الأول والثاني للبولندي، ثم أنهى المباراة بهدف بلمسة خفيفة. سجّل رافينيا هدفاً وصنع آخرَين، رافعاً رصيده إلى 48 هدفاً ومساعدة، أكثر ممّا حققه رونالدينيو أو ريفالدو في موسم واحد مع برشلونة.
المرعب في الأمر هو أنّ النتيجة كان يمكن أن تكون أكبر بسهولة. قد يُعفى دورتموند من جرعة أخرى من العقاب - يُرجّح أن يواجه احتياطيي برشلونة في الإياب وربما يخسر أيضاً - لكن على الفرق المتبقية أن تكون على أهبة الاستعداد.
رافينيا يسرق هدف كوبارسي
تعابير وجهه كشفت كل شيء. بينما كان زملاؤه في برشلونة يحتفلون بما اعتقدوا أنّه أول هدف لباو كوبارسي في دوري الأبطال، بدا القائد رافينيا محرجاً. نظر إلى الأعلى باحثاً عن إعادة للقطة. لا بُدّ أنّه كان يعقد أصابعه داخل حذائه.
البرازيلي لم يكتفِ بارتكاب جريمة «سرقة الهدف» الفادحة، بل اندفع ليدفع الكرة إلى المرمى على رغم من أنّها كانت تعبُر الخط أصلاً. الخوف الفوري، الذي لم تُبدِّده الإعادات الأولى، كان أنّه أفسد كل شيء بوقوفه في موقف تسلّل.
في ركن آخر من شبه الجزيرة الإيبيرية، بدأت ساعة أثرية بالدوران إلى الخلف. الهواء أصبح بارداً. شبح ناني استيقظ وهو يَصرخ بصوت مخيف.
في النهاية، كان إنذاراً كاذباً. ففالديمار أنطون أبقى رافينيا في موقف سليم، فاحتُسب الهدف. وظهرت ابتسامة خجولة على وجه كوبارسي. فعاد الشبح إلى بُعده الآخر.
رافينيا لم يكسب أي نقاط في خانة الكرم أو روح الفريق. لكنّه، من مسافة صفر مليمتر بالضبط، سجّل هدفه الـ12 في دوري الأبطال. وعاش برشلونة 24 ساعة رائعة. فغريمه ريال مدريد تلقّى هزيمة ساحقة 3-0 على يَد أرسنال، ممّا جعله على وشك توديع دوري الأبطال.
ثم، تغلّب برشلونة بسهولة على دورتموند، الذي كان يمكن أن يعادل النتيجة في الشوط الأول من فرصتَين خطيرتَين لسيرهو غيراسي. في البداية، واجه برشلونة صعوبة في التعامل مع تراجع يوليان براندت لاستلام الكرة، ما أتاح لكارني تشوكويميكا حرّية التحرّك وصنع اللعب، وكان فليك يبدو غاضباً في أكثر من مناسبة.
ليلة صعبة لغيراسي المتقلّب
كان يُتوقّع أن يخلق برشلونة الفُرَص الأفضل، وعلى دورتموند أن يعتمد على الهجمات المرتدة واستغلال كل فرصة تتاح له بفعالية أمام المرمى. لكن لم يفعل ذلك، وكان غيراسي من بين المذنبين، على رغم من تسجيله 10 أهداف في آخر 10 مباريات في دوري الأبطال.
بصراحة، وعلى رغم من سيطرة برشلونة في الشوط الأول، كان ينبغي على دورتموند أن يُنهيه بهدف واحد، وربما اثنَين. أولاً، من كرة مرتدة سقطت في مساحة شاسعة، ثم من عرضية أرضية لكريم أديمي كان يجب أن توضع في الشباك، لكنّ غيراسي فشل في لمسها بالشكل المناسب.
فغيراسي لاعب مزاجي في التسجيل. سجّل 4 أهداف ضدّ يونيون برلين في شباط، ثم هدفاً ضدّ سانت باولي، قبل أن يمرّ بشهر خالٍ من الأهداف. فكان هدفه ضدّ فرايبورغ، الأول له في 7 مباريات.
هل كان لدورتموند فرصة أصلاً؟
قد يكون دورتموند وصل مع بعض الإصابات، أبرزها لنيكو شلوتربيك ومارسيل سابيتزر، لكنّ المهمّة بدت دوماً أكبر من طاقته.
وعلى رغم من كونه قادراً على المنافسة نسبياً في الشوط الأول وصنع فرصاً جيدة، فإنّ انخفاض اللياقة البدنية واضطرار المدرب نيكو كوفاتش للجوء إلى دكّة البدلاء، كانا بداية كشف التفوّق الحقيقي لبرشلونة.
في خط الوسط، بدأ تشوكويميكا الذي خاض السبت أول مبارياته هذا العام، وفيليكس نميشا الذي شارك لأول مرّة منذ شهرَين. لكنّهما اضطرا إلى البدء، والبقاء في الملعب لفترة أطول ممّا ينبغي (67 دقيقة)، على رغم من أنّ علامات الإرهاق بدت عليهما منذ بداية الشوط الثاني.
تلك المشاكل كانت موجودة في جميع أنحاء الملعب. أفضل مستويات نيكلاس زوله أصبحت من الماضي البعيد، وكان من القسوة الدفع به في مواجهة خصم بهذا التألّق. جوليان دورانفيل لاعب واعد، لكنّ لم يكن متوقعاً أن يُقدِّم أكثر من ضخ طاقة جديدة. أمّا براندت، فلعب المباراة كاملة لكن بتأثير ضئيل جداً، فمن الصعب لوم كوفاتش على ذلك.








