أخصائية تغذية
مع الانتشار المتزايد لمرض السكري من النوع 2 عالمياً، تتّجه الأبحاث إلى اكتشاف حلول طبيعية لإدارة هذا المرض بشكل فعّال.
أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Nutrients عام 2024، دور الجزر في تحسين مقاومة الأنسولين وتنظيم مستويات السكّر في الدم، إذ تمّ اختبار تأثيره على فئران مصابة بالسكّري من النوع 2.
الجزر: بديل طبيعي محتمل
أحد المحاور الأساسية لهذه الدراسة هو استكشاف الجزر كبديل طبيعي لبعض الأدوية التقليدية، مثل أدوية الثيازيدولين (TZDs).
يحتوي الجزر على مركّبات طبيعية تعزّز استجابة الجسم للأنسولين، الهرمون المسؤول عن تنظيم السكّر في الدم.
وتعمل هذه المركبات على خلايا محدّدة تُحسن عملية التمثيل الغذائي للدهون، ممّا يساهم في خفض مقاومة الأنسولين.
النتائج: تنظيم أفضل للغلوكوز
أُجريت التجربة على مجموعتَين من الفئران؛ الأولى تناولت مسحوق الجزر كمكمّل غذائي، بينما خضعت الثانية إلى نظام غذائي عالي الدهون من دون إضافة الجزر.
بعد 16 أسبوعاً، أظهرت الفئران التي تناولت الجزر تحسناً واضحاً في قدرتها على امتصاص الغلوكوز ومعالجته، ممّا يُشير إلى دور الجزر في تنظيم مستويات السكّر في الدم.
تعزيز صحة الأمعاء
أبرزت الدراسة أيضاً تأثير الجزر الإيجابي على الميكروبيوم المعوي، وهو مجموعة الكائنات الدقيقة التي تعيش في الأمعاء وتؤثر على الأيض.
ولوحظت تغييرات إيجابية في توازن الميكروبات لدى الفئران التي استهلكت الجزر، مع زيادة البكتيريا المفيدة وانخفاض الضارة، ممّا ساهم في تحسين عملية امتصاص السكّر وتنظيمه.
الجزر كجزء من نظام غذائي صحي
تشير النتائج إلى أهمية الجزر ليس فقط كمصدر للفيتامينات والمعادن، بل كمكمّل غذائي طبيعي يساهم في تحسين مقاومة الأنسولين وإدارة مستويات السكر لدى مرضى السكري.
ويعزز هذا الغذاء الطبيعي صحة الأمعاء، ما يجعله خياراً آمناً وفعّالاً للمرضى.
دعوة لمزيد من الأبحاث
على رغم من النتائج الواعدة، تبقى الحاجة ملحّة لإجراء أبحاث طويلة الأمد لتحديد الجرعات المثالية للجزر وفهم تأثيراته بشكل أعمق.
مع تزايد الاهتمام بالعلاجات الطبيعية، يمكن أن يصبح الجزر جزءاً مهماً من استراتيجيات إدارة السكّري في المستقبل.