رئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف USJ
في ذكرى الإستقلال الـ81 علينا أن نتوقّف سوياً ونطرح السؤال الكبير: هل ستكون الذكرى هذه السنة فرصةً لاستغلال إعادة بناء أرضنا وجذورنا أو ستكون استغلالاً لاستكمال مشروع تدمير الدولة وبلدنا؟
لبنان الأمس، هو بلد تراثنا وتاريخنا وأجدادنا، هو الذي صدّر الحرف إلى العالم، كما صدّر العلم والمعرفة، وبنى من خشب أرزه الشامخ أمتن الأساطيل التي استكشف بها قارات جديدة.
لبنان الأمس، هو لبنان الإبتكار والريادة والنهوض وتصدير نجاحات اللبنانيّين حول العالم، لبنان الأمس هو مثل حبّ الحياة والعيش الكريم، والعيش المشترك، في ظل الإحترام والمحبة والكرامة.
لبنان اليوم يُواجه مشروعاً ممنهجاً ومبرمجاً لضرب كل هذه الأركان، واحدة تلو الأخرى، إذا حاول البعض قطع الجذور وحرق التاريخ.
لقد حاول البعض تدمير العلم والمعرفة والتوجيه نحو الجاهلية، بعدما كانت نسبة العلم في بلدنا تقارب الـ98% من الشعب، كما حاولوا حرق لبناننا الأخضر وإشعال غاباتنا، وتهجير شبابنا وأدمغتنا، وتكسير روحنا الريادية والإبتكارية وتدمير منازلنا من خلال حرب الآخرين على أرضنا.
الإستقلال الحقيقي يبدأ باستقلالية الفكر وتطبيق الديموقراطية الحقيقية باحترام الدولة ومؤسساتها، بالثقة بالجيش الرسمي والشرعي المدافع الوحيد على الأرض وعن الحدود والشعب.
علينا في عيد استقلال الـ81 استغلال هذه الفرصة الأخيرة لإعادة بناء بلدنا على أسسه المتينة، وهي العلم والإبتكار والإنماء والعيش المشترك لنعود منصّة الحضارات والتجارة.
لبنان كان يمثل عقيدة الحُبّ والإزدهار بعيداً من عقيدة الموت والتدمير، أساس لبنان كان وسيبقى العيش المشترك لـ18 طائفة التي لن تكون 17 ولا 19.
إستقلال الـ81 سيكون فرصتنا الأخيرة ليس فقط لإعادة إعمار ما دُمّر، لكن خصوصاً لإعادة إعمار الأبناء وروح المبادرة وإعادة الثقة وإعادة مرونتنا المعروفة دولياً.
في الإستقلال الـ81 نحن على مفترق طرق، إمّا يكون إستغلالاً للفرصة الذهبية المتوافرة لدينا لإعادة بناء دولة الأمس وهو لبنان العلم، وحُبّ الحياة والعيش المشترك والريادة والإعمار والإنماء. وإمّا سيُتابع إستغلال ضعفنا لاستكمال مشروع التدمير المبرمج والممنهج، ليس فقط لمنازلنا والحجر، لكن أيضاً لجذورنا وتاريخنا والحقوق والقانون والعدل والعدالة ولكل كيان ومفهوم الدولة والدستور.
فليكن هذا الإستقلال استغلالاً إيجابياً وبنّاء، عوضاً عن الاستغلال الغامض والمدمّر والإستسلام إلى الأبد.