تمّ تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بما لا يقلّ عن 1,085 مبنى منذ الغزو الإسرائيلي الذي استهدف «حزب الله»، بما في ذلك العديد من الهدم المتعمّد، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة «نيويورك تايمز».
تُظهر صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو دماراً واسع النطاق في 6 قرى على طول الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، كاشفةً عن 1,085 مبنى سوّيَت بالأرض أو تعرّضت لأضرار جسيمة منذ الغزو الذي بدأ في 1 تشرين الأول، والهدف منه تقويض «حزب الله».
في وقت سابق من هذا الشهر، استخدمت صحيفة «نيويورك تايمز» صور الأقمار الصناعية للتحقق من تدمير عشرات المباني في قريتَين أخريَين. وتقدّم الصور لمحةً عن الوضع في جنوب لبنان. فهناك صعوبة في إمكانية الوصول إلى المنطقة منذ بدء الغزو، وحجم الأضرار غير واضح.
تدّعي إسرائيل أنّها تستهدف «حزب الله» الذي بدأ بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان تضامناً مع «حماس» بعد هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل والردّ الإسرائيلي اللاحق في غزة. منذ ذلك الحين، تبادلت إسرائيل ولبنان إطلاق النار عبر الحدود.
تشير إسرائيل إلى أنّ غزوها البري يهدف إلى إعادة الإسرائيليِّين إلى مجتمعاتهم الحدودية. واتهمت البلاد «حزب الله» بوضع بنية تحتية عسكرية في مناطق مدنية، وتُصدر تحذيرات مسبقة بإخلاء المدنيِّين في القرى التي تعتقد أنّ «حزب الله» يتمركز فيها. وقد غادر العديد من السكان المنطقة، وبعض البلدات خلت بالكامل. بحسب الأمم المتحدة، إنّ 1,4 مليون شخص نزحوا في جميع أنحاء البلاد.
وفقاً لأحدث تحليل أجرته «نيويورك تايمز»، يبدو أنّ قرية واحدة، وهي محيبب، قد تمّ تدميرها بالكامل تقريباً، مع بقاء عدد قليل فقط من المباني قائمة. وفي 5 قرى وبلدات أخرى، تمّ تدمير أحياء بأكملها.
تُظهر مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل الجيش الإسرائيلي وجنود فرديِّين، والتي تحققت منها «نيويورك تايمز»، أنّ ما لا يقلّ عن 200 من المباني قد تمّ تفجيرها في عمليات هدم مُتحكّم فيها، إذ يضع الجنود المتفجّرات ثم يفجّرونها من بُعد.
وشوهدت عمليات الهدم المتحكّم فيها في 5 من القرى الـ6: بليدة، كفركلا، محيبب، رامية، وعيتا الشعب. ولم يكن من الممكن تحديد كيف تضرّرت المباني الأخرى.
لم يعلّق متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي مباشرة على الدمار في القرى المحدّدة، مشيراً فقط إلى أنّ إسرائيل تضرب أهدافاً عسكرية «لمواجهة التهديد المستمر الذي يشكّله «حزب الله» على المنازل والعائلات الإسرائيلية».
في بيانات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف الجيش الإسرائيلي أنّ قواته عثرت على أنفاق لـ»حزب الله» ودمّرتها تحت المنازل ومبانٍ أخرى في ميس الجبل، كفركلا، ومحيبيب، وتحت تل في عيتا الشعب. لم يكن من الممكن التحقق بشكل مستقل ممّا إذا كان تصوير الأنفاق قد تمّ في تلك البلدات. كما نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لأنفاق اكتشفها في أماكن أخرى على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية.
أوضح «حزب الله» أنّه نشط في المنطقة، مضيفاً في تصريحات على «تليغرام» أنّه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في 5 قرى، وأنّه اشتبك مع القوات الإسرائيلية في إحدى القرى، وهي عيتا الشعب.
أثار بعض خبراء القانون الدولي تساؤلات حول مدى الدمار. وأكّد توم دانينباوم، أستاذ مساعد في القانون الدولي فيجامعة تافتس، أنّه لا يجوز استهداف المباني غير العسكرية إلّا إذا كانت تُستخدم عسكرياً، أو إذا كانت لدى إسرائيل معلومات محدّدة تشير إلى أنّها مخصّصة لذلك الاستخدام. وأضاف: «لا يجوز استهداف منطقة بأكملها تتداخل فيها أهداف عسكرية وأغراض مدنية».
وكانت أضرار الدمار الأشدّ في بلدة ميس الجبل، التي كانت تضمّ قبل الحرب حوالى 8,000 نسمة. وجدت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ ما لا يقل عن 311 مبنى دُمِّرت أو تعرّضت إلى أضرار جسيمة.
في بلدة بليدة القريبة، دُمِّر ما لا يقل عن 168 مبنى، مع تسوية مسجد في مبنى قديم بالأرض وسقوط مئذنته.
في عيتا الشعب، تُظهر صور الأقمار الصناعية أنّ ما لا يقل عن 206 مبانٍ قد دُمّرت، ما أدّى إلى تسوية الجزء الشرقي بأكمله من القرية تقريباً.
في كفركلا، وهي الأكبر بين المجتمعات الـ6 التي حللتها «نيويورك تايمز»، بوجود حوالى 10,000 نسمة قبل الحرب، دُمِّر أو إلحقت أضرار جسيمة بما لا يقل عن 284 مبنى.
أمّا قرية محيبب الصغيرة، فدُمِّرت بالكامل تقريباً في عملية هدم مُتحكّم بها، وفقاً لمقاطع الفيديو. وتُظهر صور الأقمار الصناعية أنّ ما لا يقل عن 76 مبنى دُمِّرت، وبقيت فقط بعض الهياكل. وتعرّض ضريح قديم في القرية إلى أضرار جزئية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير ما لا يقل عن 40 مبنى في قرية رامية. وأظهر مقطع فيديو موثوق نُشر على «إنستغرام» من قِبل جندي إسرائيلي، ونُشر على «X» من قبل الصحافي الفلسطيني يونس طراوي، الجنود وهم يعدّون العدة قبل تفجير جزء كبير من القرية. وسمع الجنود يهتفون بينما ارتفعت سحابة دخان كبيرة.