يُعَدّ نقص الغذاء من أبرز الأسباب التي تساهم في انتشار الأوبئة خلال الحروب. فعندما يعاني الأفراد من نقص في العناصر الغذائية الأساسية، يَضعُف جهاز المناعة، ما يجعلهم عرضةً للأمراض المُعدِية.
أظهرت دراسة نشرتها المجلة الدولية للتغذية والصحة العامة في عام 2023، أنّ سوء التغذية يَزيد من خطر الإصابة بالأمراض بنسبة 45%، خصوصاً في مناطق النزاعات.
وتلعب المياه النظيفة دوراً محوَرياً في الوقاية من الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والإسهال. في كثير من مناطق النزاع، تُدمَّر أنظمة المياه، ما يزيد من مخاطر الأمراض المرتبطة بالمياه.
وأظهرت دراسة من منظمة الصحة العالمية في عام 2023، أنّ 80% من الأوبئة في مناطق الحرب ترتبط بنقص المياه النظيفة.
لمكافحة سوء التغذية، ينبغي توجيه المجتمعات نحو مصادر غذائية تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل الزنك والحديد وفيتامينات C وD التي تعزّز المناعة.
وأظهرت دراسة حديثة في مجلة التغذية السريرية عام 2023، أنّ تناول مكمّلات الزنك وفيتامين C ساعد بشكل كبير في تقليل مدة وشدّة إلتهابات الجهاز التنفّسي في مناطق النزاعات.
كما يُعَدّ البروتين ضرورياً لدعم جهاز المناعة، ويمكن الحصول عليه من مصادر نباتية مثل البقوليات والحبوب، خصوصاً في ظل ندرَة اللحوم.
وتلعب توعية المجتمعات حول كيفية التعامل مع الطعام والمياه بطرق صحية دوراً حيوياً في الوقاية من الأمراض.
على سبيل المثال، خلال الحرب الأهلية في اليمن، ساهمت حملات التوعية بغلي المياه وطهو الأطعمة جيداً في تقليل حالات الكوليرا.
كذلك، تساهم الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الجزر (فيتامين A)، المكسّرات (فيتامين E)، والفواكه الحمضية (فيتامين C) في تعزيز المناعة وتقليل مخاطر الأمراض الالتهابية والمعدية.
في حالات نقص التغذية الحاد، تُعتبَر المكمّلات الغذائية مثل الحديد والزنك ضرورية، خصوصاً للأطفال والنساء الحوامل.
إلى جانب ذلك، يجب استهلاك المياه المغلية أو المعبأة بشكل صحيح لضمان الترطيب وتعزيز وظائف الجسم.
مع تدمير الإمدادات الغذائية في مناطق النزاع، تبرز الحاجة إلى وضع خطط غذائية طارئة تعتمد على الموارد المحلية مثل زراعة الحدائق الصغيرة. وتلعب التغذية دوراً أساسياً في الوقاية من الأوبئة خلال الحروب.