مقرّرات سرّية لـ«14 آذار» حول الحكومة وسوريا
مقرّرات سرّية لـ«14 آذار» حول الحكومة وسوريا
فادي عيد
جريدة الجمهورية
Wednesday, 25-Sep-2013 00:52
نامَت قوى «14 آذار» على مقرّرات إجتماعها الموسّع الأخير الذي بقيَت معظم مقرّراته طي الكتمان، لذلك لم يحظ بـ«همروجة» إعلامية على غرار اللقاءات السابقة، مع الإشارة إلى أنه كان الإجتماع الأول بهذا الحجم منذ مدة طويلة، وذلك بعد الخلافات والتباينات في وجهات النظر بين مكوّنات هذا الفريق على خلفية قانون الإنتخاب وبعض الملفات الإقليمية والداخلية، إضافة إلى تمايز حزب الكتائب.
علم في هذا الإطار، أنّ هذا اللقاء قد يكون الأطول بحيث استغرق ساعات تخلّلها نقاش مستفيض في الشأن الحكومي والأمن الذاتي وسوريا، إلى قضايا تعنى بآلية دور فريق "14 آذار" وعمله في هذه المرحلة، وقد برزت خلاله تباينات ووجهات نظر مختلفة، وتحديداً حول شكل الحكومة المقبلة.

إذ رأى البعض، ولا سيما منهم "القوات اللبنانية"، أنه يجب التشدّد والإستمرار في الموقف الذي اتخذ غداة تكليف الرئيس تمام سلام الداعي إلى تأليف حكومة حيادية لا تشارك فيها لا "8 ولا 14 آذار"، في حين أن الكتائب وأفرقاء آخرين يرون أن ثمة استحالة في تأليف حكومة من دون "حزب الله" لأن عواقبها قد تكون وخيمة على الأرض، وهذه المسلّمة يجب الإقرار بها.

وفي المقابل يجب أن يكون هناك إجماع على سياسة الحكومة وبرنامجها، خصوصا بيانها الوزاري، وإعتبر البعض أنّ الإنتصار يكون في إلغاء ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، والإصرار على أن يكون "إعلان بعبدا" هو البيان الوزاري، وهذا الأمر حظيَ بإجماع المشاركين.

وعلم أنّ مشاورات هاتفية حصلت مع الرئيس سعد الحريري الذي أعطى توجيهاته لفريقه السياسي المشارك في الإجتماع برئاسة رئيس كتلة تيار "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. وكشفت المعلومات، أن الجميع كانوا متفقين على المشاركة في طاولة الحوار، وتحديداً الفريق الكتائبي، وإن كان الرئيس أمين الجميّل لم يشارك شخصياً في الإجتماع كونه كان على ارتباط بحديث متلفز ومباشر.

وعلم أيضاً أن الفريق الكتائبي كان يرى ضرورة المشاركة في طاولة الحوار وتلبية دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وإلتزام "إعلان بعبدا" الذي يراه بمثابة ثوابت كتائبية، في حين أنّ ثمة أجواء عن إصرار غالبية المجتمعين على معاودة الحوار بشروط تكمن في "إلتزام "إعلان بعبدا" صراحة"، بعدما كان حزب الله تنكّر له، إضافة إلى التشديد على ضرورة إنسحاب الحزب من سوريا، لأنّ مشاركته تناقض هذا الإعلان الذي يدعو إلى الحياد في الوضع الإقليمي.

كذلك، بحث المجتمعون في الشأن الحكومي وضرورة الإسراع في تأليف الحكومة، لأن "حزب الله"، وبتوجّهات سورية وإيرانية، يسعى إلى عرقلة التأليف وصولاً إلى استمرار حكومة تصريف الأعمال حتى موعد الإستحقاق الرئاسي، وعندها تتولى هذه الحكومة إدارة البلاد وتتحكّم بكل المسارات تلبية للرغبات السورية والإيرانية.

إضافة إلى ذلك عرض المجتمعون لدور "14 آذار" في المرحلة المقبلة بعد فتور واضح في الحراك السياسي، واتفقوا على إجتماع آخر يعقد قريباً لمتابعة الملفات الأساسية في البلد، ولا سيما منها الخلافية، على أن يتم تفعيل أداء "14 آذار" وتزخيمه على مستوى المواجهة السياسية الحاصلة، وذلك في موازاة دعم كل من دمشق وطهران المطلق لحلفائهما في لبنان، وفي هذا الإطار، حدّدت الأمانة العامة في اجتماع استثنائي عقدته أمس الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة، إنطلاقاً من روحية ما سبق أن إتفق عليه في الإجتماع الموسّع الأخير.
theme::common.loader_icon