عقد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون محادثات رسمية مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحضور أعضاء الوفدين اللبناني والقطري، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.
شارك عن الجانب القطري رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، وعن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وسفيرة لبنان في قطر فرح بري، ومجموعة من المستشارين والمسؤولين في الرئاسة.
في مستهل الاجتماع الموسّع، رحّب الأمير تميم بالرئيس عون، مؤكدًا أهمية الزيارة لتطوير العلاقات اللبنانية – القطرية في ظل الظروف الراهنة. من جانبه، ثمّن الرئيس عون الدعم القطري للبنان، خاصة في ما يتعلق بالمساعدات المخصصة للجيش.
استعرض الأمير تميم تاريخ العلاقات المتينة بين البلدين، مبدياً استعداد بلاده لتقديم ما يحتاجه لبنان، ولا سيما في مجالات الطاقة والكهرباء. وأكد أن الجيش اللبناني يستحق كل الدعم كونه المؤسسة الوطنية الجامعة.
الرئيس عون بدوره عرض لحاجات الجيش والتحديات الأمنية في الجنوب، مشيرًا إلى العقبات التي يواجهها الجيش في مناطق ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي. وتطرّق النقاش إلى العلاقات اللبنانية – السورية، حيث تم التأكيد على ضرورة الاستقرار والتنسيق على الحدود.
كما تناول البحث التطورات السياسية، من زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى سوريا، إلى التواصل القائم بين وزارتي الدفاع في البلدين. وخُتم اللقاء بتأكيد قطر دعمها الكامل للبنان في مسيرته نحو الاستقرار والإصلاح، قبل أن يقيم الأمير مأدبة غداء على شرف الوفد اللبناني.
وفي الشأن المحلي، أطلق رئيس الحكومة نواف سلام مشروع إعادة تأهيل طريق المطار، مشيدًا بدور شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) في تمثيل صورة لبنان. وأشار إلى أهمية الطريق كواجهة أولى أمام زوار البلاد، معربًا عن أمله بإنجاز الأشغال خلال شهرين أو ثلاثة.
وزير الأشغال فايز رسامني شدد بدوره على أن الاهتمام بالمطار لا يكتمل دون تحسين الطريق المؤدية إليه، مؤكداً أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، وكاشفًا عن إنشاء هيئة ناظمة للطيران المدني.
من جهته، أكد محمد الحوت، رئيس مجلس إدارة MEA، أن لبنان دخل مرحلة جديدة بعد انتخاب جوزاف عون رئيسًا وتكليف نواف سلام، لافتًا إلى أن المرحلة تحمل بوادر تحسّن. وشكر الوزير المعني على العمل لتحديث صالون الشرف وإنارة الطريق، مشيدًا بجهود وزير الداخلية لضبط الإعلانات العشوائية وتحويلها إلى مساحة تجارية منظمة.
في سياق متصل، وقّع وزير الداخلية أحمد الحجار قرارات دعوة الهيئات الانتخابية لاختيار أعضاء المجالس البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل بتاريخ 18 أيار 2025.
أمنيًا، تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية، حيث أغارت مسيّرة إسرائيلية على سيارة في وادي الحجير، ما أدى إلى سقوط قتيل وجريح، وفق إعلان الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه استهدف عنصرًا من قوة "الرضوان" التابعة لحزب الله. كما سُجّلت غارات على دراجة نارية في حانين ومنازل في شيحين وطيرحرفا، إضافة إلى أعمال تجريف نفذتها جرافة إسرائيلية قرب خلة وردة في عيتا الشعب.
إقليميًا، لا تزال الوساطات متعثرة في ملف وقف النار في غزة، في ظل تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي أكد أن العمليات ستتوسع إذا استمرت حماس برفض الصفقة، مشيرًا إلى خطوات لتقويض سيطرتها عبر وقف المساعدات الغذائية والطبية.
أما في سوريا، فقد أعلن وزير الداخلية السوري أنس خطاب عن إحباط "مشروع انقلاب" خطط له ضباط من النظام السابق، بالتعاون مع وزارة الدفاع. وجاء الإعلان بعد اضطرابات في بصرى الشام، انتهت بدخول عناصر الأمن لبسط الاستقرار.
وكانت التطورات في سوريا قد بلغت ذروتها في كانون الثاني الماضي، مع دخول فصائل مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى دمشق، ما أدى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي دام أكثر من خمسين عامًا.
وفي تطور دولي، أكّد الكرملين اليوم أن روسيا مستعدة لبذل كل ما يمكن للمساهمة في إيجاد تسوية سياسية للملف النووي الإيراني، وذلك قبل أيام من جولة محادثات جديدة بين طهران وواشنطن.