أخصائية تغذية


في زمن باتت فيه الأطعمة المصنّعة ركناً أساسياً من حياتنا اليومية، تزداد المخاوف حول تأثير المكوّنات الصناعية والمضافات الغذائية على صحتنا العامة.
هذه المضافات، التي تمر أحياناً من دون ملاحظة أثناء قراءة الملصقات، تُستخدم لتحسين المذاق والمظهر وإطالة مدة الصلاحية، لكنّها تحمل في طيّاتها مخاطر غير مرئية.
سلّطت دراسة فرنسية حديثة الضوء على هذا الموضوع، مشيرةً إلى وجود علاقة بين بعض المضافات وزيادة خطر الإصابة بالسكّري من النوع الثاني.
استندت الدراسة، المنشورة في 8 نيسان بمجلة PLOS Medicine، إلى بيانات أكثر من 108 آلاف شخص بالغ في فرنسا، ضمن دراسة NutriNet-Santé الممتدة من 2009 إلى 2023. وقد راقب الباحثون عادات المشاركين الغذائية على مدار قرابة 8 سنوات، لتحليل مدى تأثير التعرّض اليومي إلى مزيج من المضافات الغذائية.
إعتمد الباحثون على تقارير غذائية مفصّلة، ساعدتهم في تحديد 5 خلطات رئيسة من المضافات الصناعية. من بين هذه الخلطات، تبيّن أنّ اثنتَين ترتبطان بزيادة احتمال الإصابة بالسكري.
الخلطة الأولى احتوَت على نشاء معدّل، صمغ الغوار، الكاراجينان، البوليفوسفات، والكركمين، وتوجد عادة في الحلويات ومنتجات الألبان والمخبوزات.
أمّا الخلطة الثانية، فشملت حمض الستريك، كراميل صناعي، أسبارتام وسوكروز، وتنتشر في المشروبات الغازية والعصائر والعلكة.
وأظهرت النتائج أنّ استهلاك كمّيات كبيرة من هذه المواد ارتبط بزيادة خطر السكّري بنسبة وصلت إلى 13%، ما يفتح الباب أمام تساؤلات مهمة حول علاقتنا اليومية بالطعام المعالج.
وعلى رغم من أنّ الدراسة لا تُثبِت علاقة سببية، إلّا أنّها تُحذّر من التراكمات الصحية المحتملة لهذه المضافات.
أبرز ما توصي به الدراسة هو زيادة الوعي عند التسوّق: قراءة المكوّنات، تجنّب المنتجات الغنية بالمضافات، والعودة إلى الطهي المنزلي باستخدام مكوّنات طبيعية كالتمر، العسل والفاكهة الطازجة. فالغذاء الصحي ليس بالضرورة مملاً، بل يمكن أن يكون لذيذاً وآمناً في آنٍ.
اليوم لم يَعُد الغذاء مجرّد وسيلة للشبع، بل خط الدفاع الأول ضدّ الأمراض المزمنة، والوعي بما نستهلكه هو أول خطوة نحو حياة أكثر صحة وتوازناً.








