هدف حاسم لفان دايك، تمريرة صلاح، وخطوة نحو اللقب
هدف حاسم لفان دايك، تمريرة صلاح، وخطوة نحو اللقب
دانيال تايلور وكونور أونيل- نيويورك تايمز
Monday, 14-Apr-2025 06:53

قبّل الهولندي فيرجيل فان دايك شعار ليفربول احتفالاً، بعدما سجّل هدف الفوز (2-1) المتأخّر برأسية أمام وست هام، ليدفع بفريقه خطوة إضافية نحو مجد الدوري الإنكليزي الممتاز. وبعد أيام قليلة فقط من إنهاء أزمة عقده وتوقيعه على عقد جديد لمدة عامَين، قدّم المصري محمد صلاح تمريرة مذهلة من خارج قدمه، ليهيّئ الكرة للكولمبي لويس دياز، مسجّلاً الهدف الافتتاحي للمباراة في وقت مبكر، لكنّ هدف آندي روبرتسون العكسي (د86) بدا وكأنّه أفسد الاحتفال في ملعب «أنفيلد».

مع ذلك، كان لا يزال هناك وقت لفان دايك، الذي يثق ليفربول في تجديد عقده قريباً، ليقابل ركنية أليكسيس ماك أليستر ويمنح فريق آرني سلوت 3 نقاط كاملة. بالتالي، تقدّم ليفربول بفارق 13 نقطة في الصدارة مع تبقّي 6 مباريات، وإذا سارت النتائج لصالحه، فقد يُتوّج باللقب في 20 نيسان، إذا فاز على ليستر سيتي وخسر أرسنال الوصيف أمام إيبسويتش تاون.

 

منعطف متأخّر هدّد بإفساد يوم ليفربول

 

لمدة 3 دقائق، وفي خضم مباراة مليئة بالتوتر والدراما، كاد المشهد الأبرز أن يكون لافتاً قبل 4 دقائق من نهاية الوقت الأصلي، حين ظهر روبرتسون وهو يصرخ غاضباً في وجه فان دايك. كان روبرتسون قد سجّل هدفاً عكسياً منح به وست هام التعادل 1-1، وكان الظهير الأيسر البديل غاضباً للغاية، ملقِياً باللَوم على فان دايك في ما حدث من ارتباك داخل منطقة الجزاء.

 

من المؤكّد أنّ فان دايك لن يستمتع بإعادة مشاهدة تلك اللقطة، لكنّه ردّ بطريقة تذكّر الجميع، في الأسبوع الذي أعلِن عن عقد صلاح الجديد، بأهمية بقائه في «أنفيلد».

 

كان الهدف الحاسم نموذجياً بأسلوب فان دايك، وبينما كانت الجماهير تحتفل، لم يكن من الممكن تجاهل أنّه قبّل شعار النادي. وتصالح مع روبرتسون في النهاية، فهي الأيام التي (كما غنّى جمهور الكوب «سنفوز بالدوري») يسهل خلالها فهم سبب رغبة فان دايك في البقاء أيضاً.

 

صلاح يستعرض رؤيته الثاقبة

بعد أن وضع حداً لأشهُر من التكهّنات، وأسعد جماهير «أنفيلد»، كان من الطبيعي أن يخضع صلاح إلى مزيد من التدقيق بعد تمديد عقده حتى عام 2027.

 

قبيل المباراة، انتشرت همسات حول «جفاف» صلاح الإبداعي، على رغم من أنّ غيابه عن المساهمة في الأهداف لـ4 مباريات فقط يبدو أشبه بجفاف إنكليزي شمالي مقارنةً بحرارة القاهرة اللاهبة. لكنّ التراجع الطفيف في الأداء لم يكن كافياً لإثارة القلق الحقيقي، فقدّم صلاح ضدّ وست هام تذكيراً جديداً بقيمته الكبيرة في نظر الإدارة.

 

عاش أولي سكارس (19 عاماً)، تحديداً، ظهيرة قاسية أمام الجناح المصري المتجدّد. فبعد مرور رُبع ساعة بقليل، سيطر صلاح ببراعة على تمريرة طويلة من إبراهيما كوناتي، وتجاوز سكارس وسدّد كرة ملتفة مرّت بجوار القائم.

 

وأدرك أنّ هذه الجبهة قد تكون مثمرة، فمرّر كوناتي مرّة أخرى لصلاح بعد لحظات، إذ وجده قرب الخط الجانبي الأيمن في الثلث الأوسط من الملعب. بينما اقترب سكارس من المصري، تجاوزه صلاح بسهولة، مُثبِتاً أنّ بنية الجسدية تفوق قدرات الشاب طوال المباراة.

 

تقدّم صلاح نحو حافة منطقة الجزاء، ثم لعب تمريرة رائعة ومَوزونة بدقّة لتصل إلى دياز المتأهّب، الذي وضعها بسلاسة من مسافة قريبة. أي حديث عن تراجع الحاسة الإبداعية لصلاح كان، بطبيعة الحال، سابقاً لأوانه. ويمكن لجماهير ليفربول أنّ تتوقع الاستمرار في مشاهدة السرعة والرؤية الثاقبة والحدّة التهديفية التي أظهرها صلاح في هذه التمريرة الحاسمة خلال الموسمَين المقبلَين.

 

توتر... واللقب في المتناول

كانت هناك عروض أفضل لليفربول «المرشح للقب»، إذ عانى أحياناً، وبالنظر إلى الكأس التي أصبحت قريبة، كان من اللافت أنّ الأجواء في «أنفيلد» بدت فاترة إلى حدٍ ما حتى تلك اللحظات الختامية المدهشة.

 

لكن، في النهاية، قرّب هدف فان دايك المتأخّر ليفربول خطوة جديدة ليجعل من الممكن تأكيد الفوز بالبطولة الـ20 في تاريخه (معادلاً رقم مانشستر يونايتد) في أقرب وقت ممكن، وربما في عطلة نهاية الأسبوع المقبل.

 

قد لا يكون الفريق يُمطر الخصوم بالأهداف كما فعل في بداية الموسم. ومع ذلك، فإنّ فوزاً على ليستر - يبدو في متناول اليد - سيحسم كل شيء إذا خسر أرسنال أمام إيبسويتش.

 

لكن لننسَ أنّ إيبسويتش فاز مرّة واحدة فقط في ملعبه «بورت مان رود» طوال الموسم. وعلى الأرجح، سيتأكّد التتويج في الأسبوع الذي يَليه. يُمكن لأرسنال تأجيل الحسم إذا فاز على كريستال بالاس، لكنّ الأمور ستُحسم إذا فاز ليفربول بعدها على توتنهام في «أنفيلد».

 

في كلتا الحالتَين، يبدو أنّ الوقت قد حان لحجز حافلة الاحتفالات المكشوفة، وكان هدف فان دايك (د89)، بعد دقائق من تورّطه جزئياً في هدف روبرتسون العكسي، مَتبوعاً بهتافات متحدّية: «لن يُزَحزِحنا أحد».

 

هل يكون برادلي حلاً طويل الأمد؟

بينما يشعر ليفربول بسعادة لتأمين بقاء صلاح بعقد جديد، لا تزال قضايا العقود الكبرى، مثل فان دايك وترينت ألكسندر-أرنولد، قائمة. الأخير، تحديداً، قد ينتقل إلى ريال مدريد، ورحيله سيكون خسارة ضخمة. لكن قد يكون الحل موجوداً بالفعل في صفوف الفريق، إذ أظهر كونور برادلي قدرته على الارتقاء إلى مستوى التحدّي بأداء واثق.

 

كانت هذه أول مشاركة أساسية للإيرلندي الشمالي منذ التعادل 2-2 مع إيفرتون في شباط، بعد فترة إصابة، لكنّه بدا مرتاحاً على الفور في الجهة اليمنى.

 

عند الاستحواذ على الكرة، كان برادلي يتحرّك نحو صلاح، وينطلق من الداخل ليُفسح المجال للمصري ويجعله يستلم الكرة في مناطق مركزية غالباً. وسدّد برادلي كرة قوية في بداية المباراة كادت أن تسكن الشباك لولا انحرافها الطفيف.

 

تعاون بشكل جيد مع صلاح طوال اللقاء، وكان واضحاً أنّ المصري بدا أكثر خطورة حين لعب إلى جانبه ظهير تقليدي، مقارنةً بالمباراة ضدّ فولهام حين شغل كورتيس جونز مركز الظهير بشكل موقت.

 

عندما هاجم وست هام، أظهر برادلي صلابة دفاعية، وجارى التهديدات الكبرى الممثلة بجارود بوين ومحمد قدّوس. قد لا يمتلك مدى التمريرات والإبداع الذي يتمتع به ألكسندر-أرنولد، لكنّه يبدو متفوّقاً من الناحية الدفاعية.

theme::common.loader_icon