
تزداد أمراض القلب شيوعاً مع التقدّم في العمر، إذ تُصيب نحو 18% من الأشخاص فوق سنّ الـ65، مقابل 6% فقط بين من تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تختلف قلوب كبار السن فسيولوجياً؛ فمع تقدّم العمر يُصبح القلب أكثر تيبّساً وأقل قدرة على الامتلاء بالدم، كما يتراجع أداء الأوعية الدموية والألياف العصبية التي تتحكّم بإيقاع القلب، ممّا يرفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
شهدت السنوات الأخيرة تقدّماً ملحوظاً في أدوية وعلاجات أمراض القلب، إلّا أنّ هذا التطوّر الطبي قد يُعقّد اتخاذ القرار لدى المرضى المسنّين.
فبعض التدخّلات قد لا تُطيل حياتهم بشكل مؤثر أو تحسن جودتها، خصوصاً لدى مَن يعانون أمراضاً مزمنة أخرى. ويؤكّد الأطباء على أهمية النظر إلى حالة المريض ككل وليس التركيز فقط على فتح شرايين مسدودة.
على سبيل المثال، انتشر زرع أجهزة مقوِّم نظم القلب (.I.C.D) بين كبار السن منذ مطلع الألفية، لكنّها أثبتت محدودية فائدتها لدى مَن تجاوزوا الـ70 من العمر، إذ تمنع الموت المفاجئ - وهو ما يحدث غالباً لدى المرضى الأصغر سناً - من دون تأثير كبير على معدّلات الوفيات العامة. كما قد تُسبّب هذه الأجهزة صدمات مؤلمة ومقلقة للمسنّين.
وفي ما يخصّ النوبات القلبية غير الناتجة من انسداد كامل للشرايين (NSTEMI)، بيّنت دراسة حديثة أنّ العلاجات الدوائية وحدها فعّالة بقدر التدخّلات الجراحية لدى المرضى المسنين، مع انخفاض معدّلات المضاعفات في الحالتَين. وشدّد الباحثون على ضرورة مراعاة حالة المريض وظروفه الصحية والاجتماعية عند تحديد الخطة العلاجية.
أمّا إعادة التأهيل القلبي، على رغم من فعاليّته في تقليل النوبات والوفيات، إلّا أنّه يظل غير مستغل بالشكل الكافي، خصوصاً بين كبار السن بسبب صعوبات النقل والخوف من النشاط البدني.
وقد حاولت بعض المراكز تنفيذ برامج تأهيل من بُعد باستخدام أجهزة إلكترونية، إلّا أنّ النتائج لم تتفوّق على الرعاية التقليدية. ويواصل الأطباء بحث سبُل أكثر فعالية لتحفيز كبار السن على المشاركة في هذه البرامج الحيوية.








