

أكّدت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Nature، أنّ استهلاك المشروبات المحلّاة بالسكّر مسؤول عن 340,000 حالة وفاة سنوياً بسبب السكّري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما سجّلت الدراسة 2,2 مليون حالة إصابة إضافية بالسكّري و1,2 مليون حالة مرض قلبي في عام 2020، مع تركّز هذه الأرقام بشكل كبير في إفريقيا جنوب الصحراء وأميركا اللاتينية.
ويرجع هذا الارتفاع إلى زيادة استهلاك المشروبات الغازية في تلك المناطق، إذ تسعى شركات المشروبات إلى التوسّع خارج الأسواق الغربية التي شهدت تراجعاً في المبيعات.
وتشير الدراسة إلى أنّ التأثير الصحي لهذه المشروبات يتجاوز التقديرات السابقة، إذ كانت دراسة عام 2015 قد قدّرت عدد الوفيات المرتبطة بها بـ 184,000 فقط.
تؤدي المشروبات السكرية، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والعصائر المحلّاة، إلى زيادة سريعة في السعرات الحرارية الفارغة، ممّا قد يُسبِّب السمنة، يَضرّ بوظائف الكبد، ويرفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكّري من النوع 2، ما قد يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة مثل العمى وبتر الأطراف والموت المبكر.
ويرى داريُش مظفريان، أحد مؤلفي الدراسة، أنّ هذه النتائج ينبغي أن تدفع صانعي السياسات إلى اتخاذ إجراءات أقوى لمواجهة استهلاك هذه المشروبات، خصوصاً في الدول النامية التي تعاني من ضعف أنظمتها الصحية.
مع ذلك، شكّكت بعض الجهات في الدراسة، إذ أشارت كاثرين لوتمن، المديرة التنفيذية للمجلس الدولي لجمعيات المشروبات، إلى أنّ البيانات المستخدمة غير مكتملة في بعض الدول. لكنّ خبراء آخرين أكّدوا أنّ النتائج تتماشى مع الأبحاث السابقة حول الأثر الصحي للمشروبات السكرية.
ورصدت الدراسة أنماطاً استهلاكية لافتة، إذ كان الرجال يستهلكون المشروبات الغازية أكثر من النساء، وكانت معدّلات الاستهلاك أعلى بين الفئات المتعلمة في إفريقيا وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية.
في المقابل، كان الاستهلاك في الشرق الأوسط أعلى بين ذوي المستويات التعليمية المنخفضة.
وعلى رغم من خطورة الوضع، إلّا أنّ هناك بارقة أمل، إذ بدأت معدّلات استهلاك المشروبات الغازية في التراجع في أميركا اللاتينية نتيجة فرض ضرائب، وتقييد الإعلانات، ووضع تحذيرات على العبوات.








