

بدأ السباق بسيطرة فيرستابن على صدارته عند المنعطف الأول، متقدّماً على ثنائي ماكلارين، نوريس وأوسكار بياستري. وشهدت المراحل الأولى انطلاقة نظيفة مع تغييرات طفيفة بين المتصدّرين. وبنى فيرستابن فارقاً حاسماً قدره ثانية واحدة ليخرج من نطاق الـ DRS، مدبّراً إطاراته المتوسطة ببراعة، بينما حاول ثنائي ماكلارين تقليص الفارق.
وجاءت اللحظة الحاسمة خلال الجولة الأولى من التوقفات في منطقة الصيانة، عندما دخل فيرستابن ونوريس الحظيرة في الوقت عينه. وأدّى توقف بطيء قليلاً لفيرستابن إلى معركة دراماتيكية جنباً إلى جنب عند الخروج من منطقة الصيانة، ممّا أجبر نوريس على الخروج إلى الحشائش عندما تمسك السائق الهولندي بخطه.
من هناك، تحكّم فيرستابن في وتيرة السباق ببراعة. وأنهى السائقون الثلاثة الأوائل السباق كما بدأوه، مع شارل لوكلير في المركز الرابع بفارق كبير، يليه جورج راسل. وفي الخلف، لفت كييمي أنتونيللي الأنظار في المركز السادس (مرسيدس)، مسجّلاً أسرع لفة في السباق، في حين قاتل الياباني يوكي تسونودا ليحقق المركز الـ12 في أول سباق له مع ريد بول.
في سباق أكمله جميع السائقين الـ20 حتى خط النهاية، أظهر فيرستابن أداءً خالياً من الأخطاء تحت الضغط، كونه لا يزال المعيار الأعلى في الفورمولا 1، على رغم من أنّ وتيرة ماكلارين القوية توحي بأنّه الفريق الذي يجب التغلب عليه.
منافسة عالية المستوى
كان فيرستابن، نوريس، وبياستري في عالمهم الخاص، فلم تفصل بينهم سوى 1.6 ثانية قبل 6 لفات من النهاية. وكان لوكلير (فيراري) أقرب سائق إليهم، متأخّراً بـ11 ثانية في اللفة الـ47.
تحكّم الهولندي في السباق بسهولة. وعلى رغم من شكواه من تغييرات السرعة في البداية، دخل في نسق مريح متقدّماً على ثنائي ماكلارين. ولم تبدأ التساؤلات إلّا في المراحل النهائية، خصوصاً حول ما إذا كانت ماكلارين ستُبدّل بين السائقين لمحاولة اللحاق بفيرستابن، إذ أصبح بياستري تهديداً أكثر جدّية خلف نوريس، ملتصقاً بمؤخّرة سيارة زميله. لكن مع الوقت، بدا أنّ النافذة المناسبة قد أُغلقت. ورفع نوريس من وتيرته، وكان الثلاثة الأوائل يقودون بأقصى طاقتهم.
أبقى فيرستابن سيارتَي ماكلارين خارج نطاق الـDRS، ولم يتعرّض إلى تهديد فعلي نظراً لكيفية تعامل ماكلارين (المتصدّرة بفارق 36 نقطة في ترتيب الصانعين) مع المراحل النهائية.
فيرستابن ونوريس يعيشان أول «لحظة»
مع تقدّم موسم 2024، بدأت تظهر معارك متقاربة بين فيرستابن ونوريس. وانتهى صراعهما في النمسا بالاحتكاك بين الثنائي. وبعد عدة أشهر، حاول نوريس تجاوز فيرستابن عدة مرّات في أوستن، وتلقّى عقوبة عندما تجاوزه على المضمار. وفي الأسبوع التالي، تعرّض فيرستابن إلى عقوبة بسبب صراعهما خلال جائزة مكسيكو سيتي الكبرى.
كان هناك 8 نقاط فقط تفصل بين نوريس وفيرستابن قبل جائزة اليابان الكبرى، فتصدّر سائق ماكلارين بعد فوزه الافتتاحي وحلوله وصيفاً في الصين. ومن الطبيعي توقّع «لحظة» أخرى هذا الموسم، نظراً لهامش الفارق الضئيل. لكن هذه المرّة، جاءت المعركة القريبة عند الخروج من منطقة الصيانة.
كان فيرستابن يتصدّر السباق، ونوريس خلفه مباشرة في المركز الثاني، عندما دخلا معاً منطقة الصيانة في نهاية اللفة الـ21. وتحوّلت المسألة إلى سباق جنوني للخروج من الحظيرة، وحاول السائق البريطاني التسلّل بجانب سيارة ريد بول للمنافسة على المركز، لكنّه انتهى على الحشائش. وادّعى نوريس عبر الراديو أنّ فيرستابن دفعه إلى الخارج، فردّ الأخير عبر الراديو: «قاد بنفسه إلى العشب».
أرقام قياسية جديدة لأنتونيللي
اعترف كييمي أنتونيللي (مرسيدس)، يوم السبت، بأنّه كان «ضائعاً جداً» في وقت سابق، حيث كافح لإيجاد نسقه على واحدة من أصعب الحلبات في الروزنامة.
لكن سلسلة من التحسينات في إعداد سيارته، بالإضافة إلى تطوّر قيادته الشخصية، مهّدت له الطريق لمواصلة انطلاقته الممتازة في الفورمولا 1، فسجّل بعض الأرقام القياسية الجديدة.
سمحت له فترة التوقف الأولى الطويلة على الإطارات المتوسطة بأن يتقدّم إلى الصدارة في اللفة الـ22 إثر دخول السيارات التي كانت أمامه. وأصبح الإيطالي أصغر سائق يقود سباقاً بعمر 18 عاماً و225 يوماً، متجاوزاً رقم فيرستابن الذي حققه في جائزة إسبانيا الكبرى 2016 بثلاثة أيام فقط.
وبفضل تفوّقه في الإطارات خلال الفترة الثانية، أصبح أنتونيللي أيضاً أصغر سائق يسجّل أسرع لفة في سباق، هذه المرّة بفارق أكثر راحة. وكان حامل الرقم السابق، مجدداً فيرستابن، بعمر 19 عاماً و44 يوماً عندما سجّل أسرع لفة في جائزة البرازيل الكبرى 2016.
من النادر أن يخسر فيرستابن رقماً قياسياً متعلقاً بـ»الأصغر»، خصوصاً أنّ ظهوره لأول مرّة بعمر 17 عاماً دفع الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) لإقرار حدّ أدنى جديد للسنّ (18 عاماً). وكان أنتونيللي قد أصبح ثاني أصغر سائق يُسجّل نقاطاً في أستراليا، وثالث أصغر سائق يشارك في سباق، لكنّه الآن يمتلك رقمَين قياسيَّين بشكل منفرد.
وعلى رغم من أنّ إطارات أنتونيللي الأحدث في المرحلة الأخيرة لم تكن كافية للحاق بزميله جورج راسل في المركز الخامس، إلّا أنّ المركز السادس كان نتيجة جيدة أخرى، ليحقق النقاط في أول 3 سباقات له على التوالي.








