
حالياً، تحمل المشروبات الكحولية تحذيرات بشأن مخاطر الشرب أثناء الحمل أو قبل القيادة، لكنّها لا تشير إلى المخاطر السرطانية. ويرى مورثي أنّ العديد من الناس يعتقدون أنّ الشرب المعتدل آمن، لكنّ البيانات تثبت العكس، حتى عند استهلاك مشروب واحد يومياً. مع ذلك، فإنّ تغيير الملصقات يتطلّب موافقة الحكومات، بينما يمتنع العديد من القادة والسياسيِّين عن شرب الكحول تداركاً لمخاطرها الصحية.
تاريخياً، ارتبط شرب الكحول المعتدل بفوائد لصحة القلب، لكنّ دراسات حديثة انتقدت منهجية هذه الأبحاث، وأظهرت أنّ حتى الكميات القليلة من الكحول ترفع خطر الإصابة بالسرطان، لا سيما سرطان الثدي والفم والحنجرة.
في عام 2020، أوصى تقرير علمي بخفض الحدّ اليومي الموصى به للرجال إلى مشروب واحد فقط، لكنّ الإرشادات الغذائية النهائية أبقت على الحدّ السابق (مشروبَين يومياً).
ومع ذلك، أقرّت حكومات بأنّ حتى الشرب ضمن الحدود الموصى بها قد يَزيد من خطر الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب.
وعلى رغم من تراكم الأدلة، فإنّ تحديث التحذيرات على المشروبات الكحولية يواجه عقبات كبيرة. فمنذ عام 1988، لم تُعدَّل الملصقات التحذيرية على العبوات والزجاجات الكحولية، على رغم من معرفة العلاقة بين الكحول وسرطان الثدي منذ عقود.
على الصعيد العالمي، تفرض 47 دولة ملصقات تحذيرية على الكحول، لكن نادراً ما يُذكر السرطان. فقط كوريا الجنوبية تحذّر من سرطان الكبد، بينما ستضيف أيرلندا تحذيراً حول العلاقة المباشرة بين الكحول والسرطانات القاتلة بحلول عام 2026.
خلص التقرير إلى أنّ الكحول تتحلّل في الجسم إلى مادة الأسيتالديهيد، التي تتسبّب في تلف الحمض النووي وتؤدّي إلى نمو الخلايا السرطانية. كما تزيد الكحول من الالتهابات وتؤثر على مستويات الهرمونات مثل الإستروجين، ممّا يعزّز خطر الإصابة بسرطان الثدي.
واختتم مورثي تصريحه بالتأكيد على أنّ تقليل استهلاك الكحول هو الخيار الأفضل للحدّ من مخاطر السرطان.








