

سيتمكن مشجّعو الدوري الإنكليزي الممتاز أخيراً من مشاهدة كيفية عمل تقنية التسلّل شبه الآلية (SAOT) عند تطبيقها في الـ"بريميرليغ" خلال عطلة نهاية الأسبوع في 12-13 نيسان. ويُفترض أن تكون هذه الإضافة مهمّة، إذ ستساعد في تقليل الوقت اللازم لاتخاذ قرارات التسلّل، كما ستوفّر تصوّرات رُسُومية أوضح لقرارات التسلّل.
استُخدِمت تقنية SAOT بالفعل في أحدث بطولات كأس العالم للسيدات والرجال (أستراليا ونيوزيلندا 2023 وقطر 2022)، دوري أبطال أوروبا منذ موسم 2022-2023، الدوري الإيطالي منذ كانون الثاني 2023، كما قُدِّمت في الدوري الإسباني مع بداية الموسم. وجُرِّبت أيضاً في الجولتَين الخامسة والسادسة من كأس الاتحاد الإنكليزي هذا الموسم.
ما هي تقنية SAOT؟
SAOT هي أداة لحَكم الفيديو المساعد (VAR) تعمل على إتمام العناصر الأساسية في عملية اتخاذ قرار التسلّل. وتشمل هذه العناصر الأساسية تحديد «نقطة الركل» (اللحظة الدقيقة التي لُعِبَت فيها الكرة) وتحديد موقع المدافع والمهاجم المعنيَّين.
بالنسبة إلى حالات التسلّل، يؤكّد حكم الفيديو المساعد (VAR) أو يوصي بتغيير القرارات التي يتخذها الحكم ومساعدوه في الحالات الجدلية، بالتالي ستساعد تقنية SAOT في اتخاذ هذه القرارات.
في الطريقة الحالية، ومن دون SAOT، تُحدَّد حالات التسلّل من خلال مشغلي الإعادة (RO)، الذين يُحدِّدون يَدوياً «نقطة الركل» لقرار التسلّل ثم رسم خطوط على المدافع والمهاجم المعنيَّين باستخدام زوايا كاميرا متعدّدة. بعد ذلك، يُصدَر القرار، ويمكن اعتبار اللاعب متسلّلاً إذا كان أي جزء من رأسه أو جسمه أو قدمَيه متقدّماً عن آخر مدافع. وقد تعرّضت هذه العملية الحالية إلى انتقادات لاستغراقها وقتاً طويلاً.
متى وأين ستُستخدَم؟
كما أفاد موقع «ذا أثلتيك» أمس، ستظهر تقنية التسلّل شبه الآلية لأول مرّة في الدوري الإنكليزي الممتاز نهاية الأسبوع المقبل (12-13 نيسان). وستكون SAOT اختصاراً جديداً يتعيّن على المشجّعين الاعتياد عليه. وكان يُفترَض أصلاً أن تُقدَّم «بعد إحدى فترات التوقف الدولي في الخريف»، وفقاً لما ذكرته رابطة الدوري الإنكليزي، لكن تأجّل ذلك. وقد وافقت أندية الـ«بريميرليغ» بالإجماع على إدخالها لموسم 2024-2025 في نيسان 2024، لكن استغرق الأمر عاماً كاملاً حتى تصل أخيراً.
كيف ستعمل؟
ستُتِم SAOT عمل مشغّل الإعادة من خلال اقتراح «نقطة الركل» وإنشاء خطوط التسلّل تلقائياً عند ثاني أقرب مدافع والمهاجم المعني. ووفقاً للـ»بريميرليغ»، سيُوفِّر ذلك في المتوسط حوالي 31 ثانية لكل قرار تسلّل.
بعد ذلك، يُراجَع قرار SAOT ويُعتمَد من قِبل حكم الفيديو المساعد (VAR)، ثم يُنشأ عرض مرئي يُعرَض تلقائياً على شاشات الملاعب للمشجّعين.
رُكِّب ما يصل إلى 30 كاميرا جديدة حول كل ملعب في الـ»بريميرليغ» لدعم النظام، وتتميّز العديد من هذه الكاميرات بالتقاط اللقطات بمعدّل ضعف معدّل الإطارات في الكاميرات التلفزيونية التقليدية (100 إطار في الثانية).
خلال بطولتَي كأس العالم اللتَين استخدمتا SAOT، استعان «فيفا» بكرات «متصلة» تحتوي على شرائح إلكترونية لتحديد «نقطة الركل» بدقّة، لكنّ الـ«بريميرليغ» لا يرى أنّ هناك حاجة لاستخدام شريحة في الكرة، إذ ستتبّع الكاميرات حركة الكرة بدقّة.
كما يتمّ تتبّع اللاعبين بشكل مستمر باستخدام 10,000 نقطة بيانات على أجساد جميع اللاعبين الـ22 في الملعب، ممّا يُساعد في تحديد ما إذا كان المهاجم في وضعية تسلّل عند «نقطة الركل» تلقائياً، كما يُبلّغ حكم الفيديو المساعد (VAR) ومشغل SAOT إذا كان أي لاعب متسلّل قد شارك في بناء الهجمة.
SAOT تعمل بشكل آلي بالكامل، ويمكن أن تُدار بواسطة مشغّل واحد فقط، في حين يتطلّب نظام VAR العديد من الأشخاص للقيام بالعمل يدوياً.
هل سيزيد ذلك من دقّة القرارات؟
لن تؤثر التقنية على دقّة قرارات التسلّل، لكنّها تهدف إلى زيادة سرعة اتخاذ القرارات.
من الناحية الفنية، لا يمكن أن تصبح قرارات التسلّل في الـ«بريميرليغ» أكثر دقّة - حُكِمَ عليها بأنّها دقيقة بنسبة 100% هذا الموسم، وفقاً للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم (FA).
مع ذلك، فإنّ الشكاوى حول التأخيرات الزمنية عند مراجعة حالات التسلّل الهامشية لم تتوقف، على رغم من أنّها السنة السادسة للـVAR في الـ«بريميرليغ».
ويُفترَض أن تُسرّع SAOT العملية، لكنّها ليست مثالية - كما ظهر في حالة التسلّل التي استغرقت 7 دقائق خلال مباراة بورنموث ضدّ وولفرهامبتون في كأس الاتحاد في آذار. فقد أدّت احتمالية وجود لمسة يَد إلى تعقيد الفحص، ممّا استدعى اللجوء إلى الطريقة اليدوية القديمة.
ما الذي يعنيه هذا لنظام VAR؟
تُعتبَر هذه التقنية «شبه آلية» لأنّها لا تزال تتطلّب تدخّلاً بشرياً من حكم الفيديو المساعد، الذي يؤكّد القرار ويُراجع «نقطة الركل» ويتأكّد من صحة اللاعبين المحدّدين وأجزاء أجسامهم المقارَنة.
كما يمكن لحكم الفيديو المساعد (VAR) أن يُقرّر أنّ الحكم يحتاج إلى إجراء مراجعة ميدانية في حالة قرار تسلّل «خاضع إلى التقدير»، مثلاً عندما يكون اللاعب المهاجم في وضعية تسلّل لكنّه لم يلمس الكرة، ومع ذلك قد يكون متداخلاً مع اللعب.
لا يزال لدى حكم الفيديو المساعد خيار رسم الخطوط يدوياً في حالة فشل SAOT أو عندما يحجب اللاعبون رؤية الكرة أو كاميرات النظام، وهي الحالات التي تُعرف باسم «الحالات الحدّية» (edge cases’).








