ماغي هراوي الشرتوني ما بين فن الرسم والحياة اليومية
ماغي هراوي الشرتوني ما بين فن الرسم والحياة اليومية
اخبار مباشرة
  • 08:30
    إذاعة الجيش الإسرائيلي: هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف عنصرا في "حزب الله" كان يوجه بالهجوم على طائرة إسرائيلية بقبرص
  • 08:28
    "القناة 15" نقلا عن مصدر أمني اسرائيلي: استهدفنا مؤخرا قاعدة T4 بسوريا في رسالة واضحة بأننا لن نسمح بحرية العمليات الجوية
  • 08:18
    ديوان نتنياهو: رئيس الشاباك أبلغ شرفيط أنه يريد فحص ترشيح أشخاص آخرين لمنصب رئيس الشاباك
  • 08:18
    إعلام إسرائيلي: أجهزة الأمن علمت بأن المستهدف في الغارة الإسرائيلية ببيروت كان يخطط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص
  • 07:55
    الطيران المسيّر الإسرائيلي يحلق فوق النبطية على علو منخفض
  • 07:27
    هيئة البث الإسرائيلية: الجيش يستعد لتوسيع سيطرته على مناطق في غزة وضمها للحزام الأمني
  • 07:25
    الاتحاد الأوروبي: إذا بدأت الولايات المتحدة حربا تجارية مع حلفائها فإن الصين هي المستفيد الوحيد من ذلك
  • 07:15
    الرئيس عون دان الغارة على الضاحية: إنذار خطير حول النيات المبيتة ضد لبنان
  • 06:51
    غارة إسرائيلية على الضاحية فجراً!
  • 06:09
    وزير الخارجية الصيني: إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا حل المشاكل فيجب عليها التوقف عن سياسة "الابتزاز الجمركي"
  • 22:01
    الخارجية الأميركية: ملتزمون بجمع الروس والأوكرانيين على طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية ودائمة
  • 21:55
    الخارجية الأميركية: يجب أن تمنع السلطات السورية الموقتة إيران وحلفاءها من استغلال الأراضي السورية
Saturday, 29-Mar-2025 06:02

السيدة ماغي هراوي الشرتوني، في السبعينات من عمرها، أم وجدة لكن هي أيضاً رسامة. على رغم من تقدّمها في العمر، لكنّ ريشة الرسم والفن لم تفارقها، بل هي صديقتها الصدوق منذ صغرها. التقت «الجمهورية» بالسيدة «ماغي» التي استسلمت للفن لتملأ وقتها وتُزيِّن مختلف الجدران منزلها أو ومنازل أولادها ولتشارك في «ثقافة الفن».

- في البداية كيف تصفين علاقتك بالفن من بدايتك وحتى اليوم؟

*علاقتي بالرسم علاقة شغف ومتعة. منذ صغري، أعتقد كان عمري 4 سنوات عندما بدأتُ بالرسم. كانت تخبرني أمي، رحمها الله، عن حُبّي للرسم منذ نعومة أناملي. كنتُ أرسم أينما كان. هذه المَوهبة خلقت معي وهي هِبة من الله وما زالت ترافقني حتى يومنا هذا. بعد زواجي، ركّزتُ على دوري كزوجة، ثم كأم لـ6 أطفال، وأصبحتُ جدّة وتقدّمتُ بالعمر، لكنّ شغف الرسم لم يفارقني يوماً.

- كيف توفّقين بين حياتك اليومية والإلتزام بإبداعك الفني في هذا العمر؟

*حياتي اليومية كحياة أي أمرأة، أهتم بأموري الخاصة، كما أقرأ كثيراً، كثيراً جداً... لكن لديّ حياة ثانية وهي التزامي الفني. وبكل صراحة لا أجد أبداً التقدّم بالعمر عائقاً للخيال وللإبداع. فعندما أريد أن أرسم أي رسمة، أجمع أفكاري، أستسلم لمخيّلتي وتبدأ ريشتي بالرسم.

- هل تغيّرت رؤيتك الفنية مع مرور السنين؟

*طبعاً تغيّرت، فقد أصبحت أكثر نضجاً. أصبحتُ أرى التُحَف الفنية واللوحات الزيتية وحتى الفَنّ التجريدي بطريقة كنتُ لا أراها من قبل. كما تغيّرت تقنياتي في الرسم، الألوان التي أستعملها وحتى الزوايا الفنية أصبحت مختلفة عمّا كانت عليه في صباي. مثلاً، الرسام ماغريت (Magritte)، عندما رأيتُ أعماله الفنية أول مرّة لم أفهمها جيداً، لكن بعد مرور الوقت والوصول إلى النضج الفني، الذي، أعتقد، كل رسّام يصل إليه خلال مسيرته الفنية، أصبح من الرسامين الذين أنبهر بلوحاتهم وأعشقها.

- ما هي أبرز التحدّيات التي واجهتكِ في مسيرتكِ الفنية سواء على المستوى الشخصي أو المهني؟

*على الصعيد الشخصي، لم يكن هناك الكثير من التحدّيات، زوجي موريس، رحمه الله، كان يُشجّعني على الرسم آنذاك. لكن وقتها لم تكن سوى تسلية لي، خصوصاً أنّني كنتُ أماً لـ6 أطفال، كان هناك الكثير من المسؤوليات، لذا أصبح الفن في المرتبة الثانية. لكن حالياً، لديّ متسع من الوقت لأنقل ما تراه عَيناي على اللوحات.

على الصعيد المهني، أو على الصعيد الفني، لم يكن هناك أي تحدّيات، خصوصاً أنّ الرسم يمشي في عروقي. فهو فسحة علاجية لي، يساعدني للارتقاء وللاسترخاء. يساعدني فن الرسم للنظر في أحداث الماضي والتركيز على النقاط الإيجابية منه.

- ما الذي يلهمكِ لإختيار موضوعات لوحاتكِ في المعرض الذي تتحضّرين له؟

يُلهِمني دائماً جمال الطبيعة، زقزقة العصافير، الهدوء الذي أعيشه كل يوم. فكل يوم أتنزّه في حديقة بيتي وأراقب الشجر والأوراق والزهور والنحل والفراشات... أعشق رؤية الطبيعة تنمو وتتغيّر ألوانها بتغيير الفصول، كتغيّر ألوان لوحاتي. كما أحبّ أن أرسم الطبيعة وأستعمل الألوان بطريقة مختلفة عن الرسامين الآخرين. فكما ترى، أستعمل البنفسجي والليلكي والأزرق والأخضر كما يحلو لي. وهذا هو الجميل في الرسم، يمكنك أن ترسم وأن تلّون الأشكال التي تريدها، من دون قيود أو حدود بشكل عام.

- هل تشعرين أنّ الفن قد يساعد في تجاوز التحدّيات العمرية؟ وكيف؟

*بالنسبة لي القراءة والرسم والموسيقى... وغيرها من النشاطات، تساعدني في تخطّي شعوري بالوحدة، حيث تجعلني أنتقل إلى عالم آخر فيه ألوان وأفكار وألحان بعيدة من صخب الحياة ومشاكلها. يساعدني الرسم للتنفس والتركيز، كما يعطيني طاقة لروحي، وبعض الأحيان أشعر بأنّني رجعت طفلة صغيرة عندما أجلس أمام مسند لوحتي وأسترسل في خيالي.

- كيف توفقين بين حياتكِ اليومية والإلتزام بإبداعك الفني في هذا العمر؟

*أشكر الله على كل يوم. حياتي بسيطة جداً، كما ذكرت سابقاً، أحب القراءة والرسم وفن الطبخ. وأقضي وقتاً وفيراً على هاتفي الخليوي والـIpad وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، أتحدّث مع أولادي ومع أصدقائي، كما أقرأ الكثير من المواضيع التي تهمّني على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الفني.

- هل لديكِ رسائل معيّنة تحاولين إيصالها من خلال لوحاتكِ للفئات أصغر سناً؟

*أحب إيصال رسالة لجميع الأشخاص من مختلف الأعمار وهي أنّه على رغم من تقدّمي بالعمر، هذا لا يعني بأنّني لا أستطيع أن أقدّم شيئاً جميلاً للمجتمع. فأنا كأي فنانة في ربيع عمرها، أحبّ أن أشارك في الحياة الفنية وأن أجعل هذا العالم جميلاً.

- هل هناك فنانون لبنانيّون أو عالميّون أثّروا فيكِ بشكل خاص؟

*طبعاً هناك الكثير من الفنانين الذين أعشق رؤية أعمالهم الفنية. فلكل فنّان طريقته وتقنياته الخاصة في رسمه، لكن أنا أعشق «رونوار» والمدرسة الإنطباعية التي تُركّز على اللون والمشاهد الطبيعية-اليومية وعلى الألوان. كما أحب لوحات «مونيه» و»مانيه» والحيوية الموجودة في لوحاتهما.

- كيف ترين تأثر الثقافة اللبنانية على الفن في اللوحات التي تعكس الهوية والروح اللبنانية؟ وكيف تُقيِّمين الحركة الفنية في لبنان؟

*الثقافة تلعب دوراً بارزاً في إبراز الفن، كما أعتبر الفن جزءاً لا يتجزّأ من الثقافة. وأشكر الله بأنّ الثقافة اللبنانية في تطوّر دائم من خلال الروايات والمسلسلات والفنون التشكيلية التي تبرز بقوة على الساحة المحلية وحتى العربية والعالمية. وهذا يدلّ إلى أنّ ثقافتنا بصحة جيدة على رغم من الحروب والمشاكل التي يمرّ فيها لبنان من حين لآخر. وبالنسبة إلى الحركة الفنية في لبنان، يجب دعم الفنان. فهو ليس فقط بحاجة للدعم المادي لكن بحاجة للدعم المعنوي أيضاً. فالفنان اللبناني كفؤ ويستطيع أن يتجاوز كل المحن للوصول لمبتغاه وهو الفن الأصيل الذي لا مثال له.

- أخيراً، ما هي نصيحتك للفنانين الصاعدين؟ وما هي توقعاتكِ لمعرضكِ؟ وهل هناك مشاريع أخرى؟

*نصيحتي للفنان الشاب ألّا يستسلم بل أن يواجه التحدّيات لإظهار موهبته. الموهبة هبة من الله ويجب أن يستغلها. وبالنسبة إلى السيدات والرجال الذين تقدّموا في العمر، ولديهم موهبة الرسم أو أي موهبة، يجب أن يمارسوا هذه الموهبة لأنّها ستفيدهم على الصعيد النفسي والصحي أيضاً. وهذا ما تؤكّده الدراسات حول موضوع «العلاج بالفن». فأصبح الفن تقنية تُستخدم للتخفيف من القلق والخوف والوحدة. بالنسبة إلى معرضي، بعدما يُعلَن موعده، أتمنّى أن يلقى نجاحاً مميّزاً. وطبعاً الجميع مدعوّ للمشاركة في فرحتي. وفي النهاية، أترك هذا النجاح في يد الله.

أمّا بالنسبة إلى المشاريع المستقبلية، طبعاً هناك مشاريع لكن بحاجة للوقت لتنضج وتصبح جاهزة للجمهور.

 

 

theme::common.loader_icon