عاجل : التحكم المروري: استثنائيا تم تحويل الطريق البحرية لتصبح وجهة السير من جونية باتجاه بيروت تسهيلا لحركة المرور على المسلك الغربي للاوتوستراد
يوفنتوس لماذا أقال موتا واتجه إلى تودور لإنقاذ موسمه؟
يوفنتوس لماذا أقال موتا واتجه إلى تودور لإنقاذ موسمه؟
اخبار مباشرة
فيليب باكنغهام
Friday, 28-Mar-2025 05:30

كان من المفترض أن يكون الموسم مختلفاً بالنسبة إلى يوفنتوس. فالفراق مع المدرب البراغماتي القديم ماسيميليانو ألّيغري، في الصيف الماضي، كان قد فتح الطريق أمام اتجاه ديناميكي جديد، وبداية جديدة لرحلة العودة إلى قمة كرة القدم الإيطالية. فكان من المنتظر أن يكون تياغو موتا حامل راية يوفنتوس الجديد، بأسلوب أكثر جاذبية وسلاسة، لكن هذه الخُطَط المعيبة انتهت بشكل مفاجئ مساء الأحد.

مع تبقّي 9 مباريات لإنقاذ الموسم في الدوري، أقيلَ موتا (42 عاماً) واستُبدِل بالمدافع السابق للنادي، إيغور تودور. وأكّد بيان يوفنتوس ما أصبح أمراً لا مَفرّ منه خلال فترة التوقف الدولي. تراجعت أسهم موتا بعد الخروج من الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد أيندهوفن المتواضع، ثم الخسارة في كأس إيطاليا أمام إمبولي، لكنّ الهزيمتَين القاسيتَين 4-0 و3-0 أمام أتالانتا وفيورنتينا توالياً جرّدتا آخر بقايا الثقة بقدرته على إيقاف التدهور.

 

التراجع إلى المركز الخامس في الدوري أثار شكوكاً حادة حول قدرة يوفنتوس على التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، وهو الحدّ الأدنى من التوقعات لموسم سينتهي بمشاركة الفريق في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.

 

لا يعتاد يوفنتوس على إقالة المدربين في منتصف الموسم (أندريا أنييلي لم يفعل ذلك أبداً خلال 13 عاماً كرئيس للنادي)، لكنّ تدهور موسم بدا واعداً استدعى اتخاذ إجراءات حاسمة في مراحله الأخيرة، حتى بعد منح المدير العام لكرة القدم، كريستيانو جيونتولي، دعمه لموتا إثر الهزيمة أمام فيورنتينا، مؤكّداً: «بالطبع نحن محبطون للغاية، لكنّنا مقتنعون بأنّنا قادرون على تجاوز هذه المرحلة معاً». وعندما سُئل عمّا إذا كان ذلك مع موتا، أجاب: «بالطبع».

 

لم يَعُد من الممكن التغاضي عن فشل موتا، الذي أبهر الجميع كمدرب لبولونيا الموسم الماضي، في استخراج أفضل أداء من مجموعة لاعبين جُمِّعوا بتكلفة باهظة. إذ أنفق يوفنتوس نحو 160 مليون جنيه إسترليني (206,6 ملايين دولار) منذ رحيل ألّيغري، أكثر من أي نادٍ إيطالي آخر هذا الموسم. لكنّ الصفقات الأغلى، مثل الهولندي تيون كوبمينيرز، نيكو غونزاليس، والبرازيلي دوغلاس لويز، فشلت جميعها تحت قيادته. وأُنفِقَ المزيد في كانون الثاني، لكن من دون تحسن واضح.

 

ربما أشار موتا إلى الإصابات كعذر، إذ عانى المدافع البرازيلي بريمر من إصابة قطع في الرباط الصليبي الأمامي في دوري الأبطال أمام لايبزيغ في تشرين الأول، ممّا حرمه من أحد أقوى مدافعيه وأدّى بمرور الوقت إلى تراجع صلابة يوفنتوس الدفاعية.

 

لكنّ قلّة من الأشخاص كانوا سيُبرِّئون موتا من المسؤولية. فقد أدّى التدوير المستمر في تشكيل الفريق إلى زعزعة استقرار اللاعبين، كما هُمِّش القادة الذين كانوا ركيزة الفريق تحت قيادة ألّيغري وباعهم.

 

تجاهل دانيلو، الذي حمل شارة القيادة طوال الموسم الماضي، قبل إنهاء عقده في كانون الثاني، ممّا سمح للظهير البرازيلي بالانتقال إلى فلامينغو. أمّا فيديريكو كييزا، الذي بدا أنّه أعاد إحياء مسيرته مع يوفنتوس الموسم الماضي، فبيع إلى ليفربول، في حين انتقل مويز كين إلى فيورنتينا. والآن، يحتل كين وصافة ترتيب هدافي «سيري أ» بعد مهاجم أتالانتا، ماتيو ريتيغي، متفوّقاً على مهاجم يوفنتوس، دوشان فلاهوفيتش، الذي لم يؤمِّن مكاناً أساسياً تحت قيادة موتا.

 

يمكن إرجاع بعض هذه القرارات الإستراتيجية إلى جيونتولي، إذ رُكِّز على خفض معدّل أعمار الفريق، لكنّ الصعوبات التكتيكية التي واجهها موتا منذ الفوز 1-0 على إنتر، الشهر الماضي، كلّفت الفريق الكثير. وكانت الهزيمة أمام فيورنتينا التي سبقت التوقف الدولي، مدمِّرةً. إذ أقرّ أليساندرو ديل بييرو، أسطورة النادي، لشبكة «سكاي سبورت» بعد الخسارة: «أنا قلق من غياب أي ردّة فعل من اللاعبين».

 

حقّق موتا 18 انتصاراً فقط من أصل 42 مباراة في الدوري والكأس، ممّا جعله واحداً من أقل المدربين نجاحاً في تاريخ يوفنتوس بنسبة فوز بلغت 43%. ولم يكن أمامه أي مجال للهروب. فقط لويجي ديل نيري (40%) وساندرو بوبيو (24%) كانت لديهما نِسَب فوز أسوأ منذ عام 1929-1930.

 

سيتشبّث يوفنتوس بالأمل في أن يجد موسمه بعض الاحترام تحت قيادة تودور، إذ لعب المدافع الكرواتي السابق 55 مباراة دولية، وكان لاعباً ليوفنتوس بين عامَي 1998 و2007، وفاز بـ4 ألقاب في «سيري أ» (إثنَين منها ألغِيا بسبب فضيحة «كالتشيو بولي»)، وشارك في نهائي دوري الأبطال 2003 ضدّ ميلان في مانشستر.

 

منذ ذلك الحين، أصبح تودور مدرباً متنقلاً، قاد فرقاً في كرواتيا (هايدوك سبليت)، اليونان (باوك)، تركيا (كارابوك سبور وغالاتا سراي)، وفرنسا (مارسيليا). لكنّه لم يقد أي فريق لأكثر من 50 مباراة منذ مغادرته هايدوك سبليت في 2015.

 

على رغم من أنّ سيرته الذاتية التدريبية ليست مقنعة بالكامل، فإنّ فتراته في إيطاليا عزّزتها إلى حدٍ ما، إذ حقق المركز التاسع مع فيرونا، وسجّل تحسناً بتعيينه في منتصف الموسم مع أودينيزي. وفي الموسم الماضي مع لاتسيو انتهت آماله في كأس إيطاليا إثر هدف متأخّر ليوفنتوس في نصف النهائي.

 

ولا ننسى أنّه عمل كمساعد مدرب لأندريا بيرلو في يوفنتوس. وعلى رغم من أنّ ذلك الموسم شهد نهاية سلسلة ألقاب الدوري المتتالية التي استمرّت 9 سنوات، فإنّ رصيد 78 نقطة الذي جمعه الفريق في 2020-2021 لم يتجاوزه أحد.

 

حالياً، يَسير يوفنتوس نحو تحقيق 68 نقطة، ولا تزال أمامه مباريات صعبة خارج ملعبه ضدّ روما (7)، بولونيا (4)، ولاتسيو (6). فقد يكون المركز الخامس في الدوري كافياً مرّة أخرى للتأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، لكنّ إقالة موتا أكّدت أنّ أحداً في ملعب «أليانز» لم يكن مستعداً للمغامرة. الآن، لدى تودور فرصة لجعل هذا الحل قصير المدى حلاً طويل الأمد.

theme::common.loader_icon