الأرجنتين تحتفل بالتأهل إلى مونديال 2026 باكتساح البرازيل
الأرجنتين تحتفل بالتأهل إلى مونديال 2026 باكتساح البرازيل
اخبار مباشرة
فيليبي كارديناس - نيويورك تايمز
Thursday, 27-Mar-2025 06:11

اكتسحت الأرجنتين غريمتها وضيفتها البرازيل بنتيجة 4-1 في دربي ساخن للقارة الأميركية الجنوبية، فجر أمس في العاصمة بوينس آيرس. وتغيّرت ظروف تصفيات كأس العالم عندما تعادلت بوليفيا وأوروغواي 0-0 في وقت سابق من المساء، ممّا ضمن تأهّل الأرجنتين إلى كأس العالم 2026، وغيّر الأجواء المحيطة بهذه المباراة ولو قليلاً.

مع ذلك، كان الـ«كلاسيكو» حافلاً بالعداوة والأهداف، وهو أمرٌ نادرٌ عندما يتواجه العملاقان الكرويّان في أميركا الجنوبية. تميّزت فترة ما قبل المباراة بتصريحات الجناح رافينيا في وقت سابق، إذ توعّد في «بودكاست» الأسطورة البرازيلية روماريو بأنّ البرازيل ستُلحِق بالأرجنتين «هزيمة ساحقة داخل وخارج الملعب».

 

ثم انتشرت شائعة بأنّ الأرجنتين ستعرض كأس العالم الذي فازت به في قطر 2022 بجانب الملعب قبل المباراة. لكنّ المدرب ليونيل سكالوني نفى ذلك. وكما هو متوقع، اشتعلت الأجواء بين الفريقَين، إذ يتصادم تاريخ كرة القدم مع الواقع الحالي. ومع تبقّي أقل من 500 يوم على انطلاق كأس العالم المقبل، تجد البرازيل نفسها تنظر إلى غريمتها الأبدية من الأسفل، وهو ما يُسعِد الأرجنتينيِّين كثيراً.

 

سيطرت الأرجنتين على المواجهات الأخيرة، بدءاً من الفوز بنهائي كوبا أميركا 2021 بهدف في ريو دي جانيرو، ثم تحقيق أول انتصار لها على البرازيل في تصفيات كأس العالم خارج أرضها في تشرين الثاني 2024. استمر هذا الزخم في الملعب أمس، فأنهت الأرجنتين الشوط الأول متقدّمةً 3-1 وسط أجواء صاخبة في ملعب «مونومنتال» الخاص بريفر بليت. افتتح المهاجم يوليان ألفاريز التسجيل بعدما تجاوز بينتو (د4)، الحارس الثالث.

 

وضاعف لاعب الوسط إنزو فيرنانديز النتيجة، ممّا أصاب البرازيليِّين بالذهول وأشعل فرحة الأرجنتينيِّين المحتشدين. واستغل فيرنانديز تمريرة مرتدة من ناهويل مولينا ليسدّدها من مسافة قريبة (د12). كانت البرازيل تائهة في الدفاع، ممّا سمح للأرجنتين بشنّ هجمات مرتدة قاتلة.

 

لكنّ خطأ غير معهود من قلب دفاع الأرجنتين كريستيان روميرو سمح للبرازيل بتسجيل هدفها الوحيد، إذ تعرّض إلى مضايقة من قِبل المهاجم ماتيوس كونيا بالقرب من منطقة الجزاء، ليخطف الأخير الكرة ويسدّدها في شباك الحارس إيميليانو مارتينيز (د26).

 

أعاد هذا الهدف بعض الروح للبرازيل وأعطاها طاقة متجدّدة، فبدأ أبطال العالم 5 مرّات في الاستحواذ وشنّ الهجمات عبر فينيسيوس جونيور على الجناح الأيسر. وبدا أنّ المباراة تتحوّل لصالح البرازيل إلى أنّ مرّر فيرنانديز كرة ساحرة، إثر سلسلة تمريرات متقنة في الثلث الأخير من الملعب، ليَجد أليكسيس ماك أليستر الذي استغل الفرصة ببراعة وسدّد كرة ساقطة من فوق بينتو اليائس (د37).

 

أكملت الأرجنتين انتصارها الساحق عندما سجّل جوليانو سيميوني هدفاً من زاوية شبه مستحيلة (د71)، من أول لمسة له بعد دخوله مباشرة إلى أرض الملعب.

 

الأرجنتين على العرش

 

مع تقدّم الأرجنتين بثلاثية، استعرض الحارس إيميليانو مارتينيز مهاراته عندما استلم تمريرة مرتدة وبدأ في مراوغة الكرة، ممّا زاد من إذلال البرازيليِّين. تزامناً، اقترب لاعب وسط لياندرو باريديس من البرازيلي رودريغو وقال له: «لدينا كأس عالم وكوبا أميركا، أما أنتم فلا شيء».

 

بعد أن حاول رافينيا إشعال نيران المنافسة، غادرت البرازيل بوينس آيرس وهي منهزمة ومهزومة نفسياً. استعرض الأرجنتيّنيون مهاراتهم وأداروا المباراة كما أرادوا طوال الشوط الثاني.

 

كما أنّ عدم وجود حِسّ الاستعجال والتخبّط التكتيكي في البرازيل أمرٌ مقلق، لكنّها لا تزال قُوّة كروية غير مستقرة تفتقر إلى الهوية داخل الملعب. كان من المفترض أن يعود نيمار خلال هذه النافذة الدولية، لكنّه تعرّض إلى إصابة عضلية منعته من المشاركة. وكان هناك أمل في أن يُعيد نيمار إحياء كبرياء البرازيل، لكن بدلاً من ذلك، تعرّض الـ»سامبا» إلى هزيمة قاسية على يَد فريق أرجنتيني قد يكون الأفضل في تاريخ البلاد.

 

الأرجنتين بخير من دون ميسي

 

حققت الأرجنتين انتصارَين وتأهلت إلى المونديال خلال هذه النافذة الدولية، على رغم من غياب ليونيل ميسي، الذي بقي في فورت لودرديل للتدرب مع إنتر ميامي بسبب إصابة في العضلة المقرّبة. لكن في الأرجنتين، لم يكن هناك قلق كبير بشأن غياب ميسي عن هذه المباريات. وأكّد القائد رودريغو دي بول: «نلعب بالطريقة عينها كلما ارتدينا هذا القميص. لا يهم أي مسابقة نشارك فيها، أردنا أن نقدّم للجماهير شيئاً يحتفلون به الليلة». وحلّ لاعب وسط تياغو ألمادا (23 عاماً) مكان ميسي في التشكيلة الأساسية ضدّ أوروغواي فسجّل هدف الفوز الرائع، ومرّة أخرى أمام البرازيل فصنع الهدف الأول لألفاريز. قدّم ألمادا أداءً مميّزاً وكان مثالاً إضافياً على مدى عمق وتكامل المنتخب حتى في غياب ميسي، الذي لا يزال هداف التصفيات (6 أهداف).

 

ما التالي للأرجنتين والبرازيل؟

 

يمكن للأرجنتين الآن أن تسترخي بعد أن انضمّت إلى اليابان، نيوزيلندا وإيران (بالإضافة إلى الدول الثلاث المضيفة: الولايات المتحدة والمكسيك وكندا) في قائمة البطولة المكوّنة من 48 فريقاً للدفاع عن لقبها. من المتوقع أن يواصل سكالوني إراحة ميسي وتوسيع قائمته من اللاعبين قبل عام من البطولة. ستواجه الأرجنتين تشيلي خارج أرضها ثم تستضيف كولومبيا خلال نافذة «فيفا» المقبلة في حزيران. أمّا البرازيل، فستدخل مبارياتها المقبلة ضدّ الإكوادور وباراغواي، في حالة يرثى لها. بلا شك، سيتعرّض المدرب دوريفال إلى انتقادات لاذعة بعد أداء فريقه الكارثي.

theme::common.loader_icon