طغى الجو الانتخابي اليوم على المشهد الداخلي، فقد إنعقدت جلسة اللجان النيابية لبحث رزمة قوانين وابرزها اقتراح قانون انتخاب مقدم من النائب علي حسن خليل، وتقرّر "انشاء لجنة فرعية تجمع كل القوانين الإنتخابية وتعرض على المجلس". وشدد النائب الياس بو صعب بعد الجلسة التي رأسها، على أن "مناقشة تعديلات قانون الانتخاب يجب ان تبدأ الان كي لا يتحجج احد لاحقا بعدم توفر الوقت لتأجيل الانتخابات النيابية". وأعلن "أننا قرّرنا التريث بالبت باقتراحي قانونَين يتعلقان بالصليب الأحمر".

ووصف البعض اقتراح تعديل قانون الانتخاب بـ"التهريبة"، وقد اعترضت "القوات اللبنانية" على قانون خليل.

من جانبه، أوضح النائب سيزار أبي خليل أنّ تكتل "لبنان القوي" قدم اقتراح قانون لانتخاب اعضاء المجلس باقتراح مبني على القانون الأرثوذكسي مع تعديلات لتحسين ادارة العملية الانتخابية والتمثيل". وأكد أبي خليل "أننا مع مقاربة جذرية في هذا الموضوع تقوم على إلغاء شامل للطائفية وصولاً للعلمانية الشاملة، فإلغاء الطائفية السياسية وحدها لا يؤدي الى الهدف المنشود المتمثل بإلغاء الطائفية من كل جوانب الحياة السياسية والإجتماعية، وذلك يبدأ بقانون الأحوال الشخصية" وينسحب على أمور أخرى والوصول الى انتخاب اعضاء مجلس النواب".

وعلى خطّ الانتخابات البلدية، اعلنت وزارة الداخلية والبلديات عن تواريخ إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية بحسب المحافظات وفقاً للتالي: في جبل لبنان بتاريخ 4 أيار 2025 وفي لبنان الشمالي وعكار بتاريخ 11 أيار 2025 وفي بيروت، البقاع وبعلبك - الهرمل بتاريخ 18 أيار 2025، وفي لبنان الجنوبي والنبطية بتاريخ 25 أيار 2025، على أن تتم دعوة الهيئات الناخبة قبل شهر على الأقل من تاريخ الإنتخابات في كل محافظة.

وفي المواقف، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أهمية ان نكون موحدين ومتحدين إزاء المصلحة العامة والقضايا الداخلية والمصيرية لمواجهة التحديات لا سيما في ضوء الاحداث التي تشهدها المنطقة، مشددا على المسؤولية المشتركة في إعادة لبنان على السكة الصحيحة. كما شدد على ضرورة ان يبقى أي اختلاف تحت سقف مصلحة الدولة والبلد، منوها بما يشكله الأرمن من قيمة مضافة للمجتمع اللبناني.

هذا وأكد انطلاق عجلة العمل الحكومي، بدءاً من التعيينات الأمنية التي سيليها تعيين حاكم مصرف لبنان والتشكيلات القضائية والدبلوماسية والإدارية"، ولفت الى أن "كل خطوة نحققها في هذا الاتجاه تفتح لنا بابا جديدا في الخارج وتعزز الثقة بلبنان".

وعقب الاحداث التي حصلت عند الحدود اللبنانية السورية، سيُجري وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى زيارة إلى دمشق يوم الأربعاء، يلتقي خلالها نظيره السوري للبحث في الوضع الأمني عند الحدود بين البلدين المجاورين.

اقليميا، بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مطيحة بالهدنة، قدّمت مصر مقترحا جديدا لوقف النار، ينصّ على تحديد جدول زمني لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية.

كما نصّ المقترح المصري أيضاً على أن تطلق حماس كل أسبوع سراح 5 رهائن بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.

وردّا على ذلك، أعلن مسؤول إسرائيلي أن بلاده لم تتلق أي مقترح جديد للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. قال ان إسرائيل لا تزال تحاول إقناع حماس بقبول "مقترح ويتكوف" المدعوم من الولايات المتحدة.

وأكد المسؤول أنه إذا لم توافق على شروط إسرائيل، "فسنواصل زيادة الضغط حتى تنهار حماس".

هذا ودانت وزارة الخارجية السعودية إعلان إسرائيلي عن إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة، مجددةً رفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأكدت السعودية أن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه من دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

في سياق منفصل، وبعدما دعت واشنطن طهران لتفكيك كامل برنامجها النووي في رسالة اعتبرتها الأخيرة تهديداً، جاء الرد الإيراني. فقد أعلنت إيران انفتاحها على إجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، رافضًة احتمال إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن ما لم يتغير موقف الطرف الآخر.

وقال وزير الخارجية عباس عراقجي أنه واثق من أنه لن تكون هناك حرب لأن إيران على أتمّ الاستعداد لمواجهة هذا الوضع.

الى ذلك، وبعد الاتهامات التي طالت العراق حول تورط شركة سومو في بيع نفط إيراني على أنه عراقي لمساعدة طهران في تجاوز العقوبات، كشف وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، عن محادثات أميركية عراقية في هذا الشأن.

وقال عبد الغني إن "القوات البحرية الأميركية احتجزت ناقلات إيرانية تحمل النفط، ووجدت وثائق تشير إلى أنه نفط عراقي رغم أنه إيراني".

وأضاف أنه "اتضح فيما بعد أن هذه الوثائق مزورة، حيث قامت هذه الناقلات الإيرانية بتزويرها لتبيع النفط إلى شركات عالمية على أنه عراقي".

إلى ذلك، أكد أن السلطات العراقية "تحدثت مع الجانب الأميركي لتوضح تفاصيل تلك القضية، وأن لا علاقة للعراق بها". وأوضح أن الجانب الأميركي تفهم المسألة.

الى تركيا، حيث هاجم الرئيس رجب طيب أردوغان المعارضة الرئيسية، قائلاً إن احتجاجاتها على سجن رئيس بلدية إسطنبول، منافسه السياسي الرئيسي، قد تحولت إلى "حركة عنف"، وأكّد أن "استعراض" المعارضة سينتهي وستشعر بالخزي على الشر الذي جلبته لتركيا.

دوليا، عقب محادثات الأميركيين مع الروس في السعودية، قال عضو في الوفد الأوكراني إلى المحادثات مع الجانب الأميركي في الرياض، أنه يتوقع جولة جديدة حول هدنة محتملة. وقال: "ننتظر راهنا نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا"، وأضاف أن "بعدها سنجري لقاء آخر مع الولايات المتحدة".

بعيدا عن المحادثات بين اميركا وروسيا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المزيد من الدول ستنضم لاتفاقات إبراهيم، مشيرا إلى أن بلاده توصلت لاتفاق بشأن المعادن النادرة. وقال: "نحن نحرز تقدما جيدا فيما يتعلق بأوكرانيا وروسيا. وأحد الأشياء التي نقوم بها هو توقيع اتفاق قريبا جدا بشأن المعادن الأرضية النادرة مع أوكرانيا".

وفي الوقت الذي انتقد فيه زعماء غرينلاند زيارة مقررة هذا الأسبوع لوفد أميركي رفيع المستوى، صرّح ترامب بأن إدارته تتعامل مع أشخاص في غرينلاند يرغبون في حدوث أمر ما، في إشارة إلى دعواته المتكررة للولايات المتحدة لضم الإقليم الدنماركي شبه المستقل. وقال: "أعتقد أن غرينلاند ستكون جزءًا من مستقبلنا".

وكان وزير الخارجية الدنماركي قد اعتبر أن الزيارة المتوقعة لمسؤولين أميركيين، من بينهم مستشار الأمن القومي، إلى منطقة غرينلاند الدنماركية، "غير لائقة".

الى ذلك، وجه رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني انتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطالبه باحترام سيادة كندا.

واعتبر كارني أن كندا تواجه أخطر أزمة بسبب الإجراءات التجارية غير المبررة التي اتخذها ترامب وتهديداته لسيادتها. قال: "يدعي أن كندا ليست دولة حقيقية، إنه يريد كسرنا حتى تتمكن أميركا من الاستحواذ علينا. لن نسمح بحدوث ذلك".