

عادةً ما تستغرق سباقات الجائزة الكبرى حوالى ساعتَين، من لحظة انطفاء الأضواء الحمراء الخمسة حتى احتفالية التتويج على المنصة. لكن على رغم من ذلك، تأخذ السباقات في بعض الأحيان مسارها الخاص، وكان هذا هو الحال في جائزة الصين الكبرى.
كانت جائزة الصين الكبرى لعام 2025، المرحلة الثانية من بطولة العالم في الفورمولا 1، على حلبة شنغهاي الدولية أشبه برحلة Rollercoaster، مليئة بالإثارة. فمع عودتها إلى جدول بطولة الفورمولا 1، قدّم السباق معارك شرسة، استراتيجية عبقرية بين خطط التوقف لمرّة واحدة أو مرّتَين، ودراما غير متوقعة، ممّا أبقى الجماهير على أعصابها لما يقارب 5 ساعات.
كأس الصين ملوّنة بلون البابايا
بعد أن تمكّن فريق «ماكلارين» من تحقيق المركزَين الأول والثاني في سباق مثير، أظهر سائقه الأسترالي أوسكار بياستري، الذي انطلق من الصدارة، أداءً استثنائياً ليحقق فوزه الثالث في مسيرته، محافظاً على هيمنته طوال السباق. وأنهى زميله في الفريق، البريطاني لاندو نوريس، السباق في المركز الثاني، مما منح ماكلارين أول ثنائية له هذا الموسم، والـ50 في تاريخه كصانع.
جاء البريطاني جورج راسل، سائق مرسيدس، في المركز الثالث مُكمِّلاً منصّة التتويج، ومستمراً في أدائه القوي، خصوصاً أنّه الوحيد الذي نجح لبعض الوقت في التسلّل بين المتصدّرَين. في المقابل، واجه بطل العالم الحالي، الهولندي، ماكس فيرستابن صعوبة في توازن السيارة وتآكل الإطارات، ليكتفي بالمركز الرابع في أداء دون التوقعات العالية لفريق ريد بول.
كابوس فيراري: سباق الصين 2025
ما بدا وكأنّه إنهاء جيد لفريق فيراري، تحوّل بسرعة إلى كارثة بعد السباق.
فبعد نشوة الفوز في سباق الـ»سبرينت»، استُبعِد كل من شارل لوكلير (من موناكو، وعبر خط النهاية في المركز الخامس) والبريطاني لويس هاميلتون (على رغم من أنّه أنهى السباق في المركز السادس) إثر فشل سيارتيهما في الفحوصات الفنية ما بعد السباق.
كما عُثِر على سيارة لوكلير تحت الوزن المُحدِّد، بينما تمّ اكتشاف أنّ سيارة هاميلتون تعاني من تآكل مفرط في الأسطح، ممّا يُخالف لوائح الاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
بالإضافة إلى ذلك، واجه الفرنسي بيار غاسلي، سائق فريق ألبين، أيضاً الإقصاء، بسبب اختلافات مماثلة في الوزن، ممّا أضاف دراما غير متوقعة. فمع خسارة فيراري لـ 18 نقطة حاسمة في بطولة الصانعين، تثبت هذه الانتكاسة أنّها مكلفة في موسم يبدو أنّه سيكون شديد التنافس.
يوم جيد في مكتب «هاس»
أحد أبرز لحظات السباق كان الأداء اللافت من سائق هاس المبتدئ، البريطاني أولي بيرمان، إذ أحرز صاحب الـ19 عاماً أول نقطة له في سباقات الفئة الأولى من بطولات الفورمولا، بعدما أنهى السباق في المركز العاشر بفضل قيادة هادئة وناضجة. بيرمان، الذي تصدّر العناوين مع ظهوره الأول في وقت سابق من هذا الموسم، يواصل إثبات جدارته كنجم قادم في الرياضة.
من جهته، تميّز البريطاني-التايلاندي أليكسندر ألبون، سائق ويليامز، بإدارة الإطارات، فأنهى السباق تاسعاً ورُفِّع إلى المركز السابع بفضل خروج هاميلتون ولوكلير، بينما عانى السائقون الآخرون من تآكل الإطارات في وقتٍ مبكر من السباق. كما حصل زميله الإسباني كارلوس ساينز على النقطة، إذ رُفِّع من المركز الـ12 إلى العاشر مع إقصاء سائقَي فيراري.
كما أنّ الإيطالي كيمي أنطونيلي، سائق مرسيدس، أثبت مجدّداً أنّه أقوى المبتدئين في السباق، تماماً كما حدث في أستراليا، فحلّ ثامناً ورُقِّيَ إلى المركز السادس إثر إقصاء سائقَي فيراري.
السباق التالي؟ اليابان
مع انتقال سيرك الفورمولا 1 إلى سوزوكا من أجل جائزة اليابان الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم، في 6 نيسان، ستتوجّه الأنظار إلى ماكلارين لمعرفة ما إذا كان قادراً على الحفاظ على سرعة سيارتَيه، بينما سيكون فيراري حريصاً على التعافي من انتكاسة سائقَيه في شنغهاي. ومع تتالي فصول صراع البطولة، فإنّ موسم 2025 يبدو بالفعل أنّه سيكون واحداً من أفضل المواسم في تاريخ الرياضة.







