أخصائية تغذية


في هذا السياق، يبرز العلاج المناعي الفموي (OIT) كخيار واعد يمكن أن يُحدِث تغييراً جذرياً في التعامل مع الحساسية الغذائية.
أهمية العلاج المناعي الفموي
كشفت دراسة حديثة، نُشرت في Clinical & Experimental Allergy هذا الشهر، أنّ نهج «الانتظار والترقّب» قد لا يكون فعّالاً كما كان يُعتقد. فبينما كان يُظنّ أنّ بعض الأطفال يتخلّصون من الحساسية مع مرور الوقت، أظهرت البيانات أنّ نسبة الشفاء التلقائي أقل من المتوقع.
كما أنّ تأخير العلاج المناعي الفموي إلى سنّ المدرسة قد يؤدّي إلى فقدان المرحلة العمرية المثلى للعلاج، ممّا يُطيل فترة القيود الغذائية ويزيد من صعوبة إعادة إدخال الأطعمة لاحقاً.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون تجنّب المُسبِّبات أكثر خطورة ممّا يُعتقد، إذ يزيد من احتمالية حدوث تفاعلات تحسّسية شديدة عند التعرّض العرضي لها.
في المقابل، يُتيح العلاج المناعي الفموي تعريض الطفل تدريجاً للمُسبِّبات تحت إشراف طبي، ممّا يُعزّز مناعته ويُقلّل من مخاطر ردود الفعل المفاجئة.
دور التغذية في دعم العلاج
يلعب النظام الغذائي دوراً مهمّاً في تعزيز استجابة الأطفال للعلاج وتقليل التفاعلات الجانبية. فقد أثبتت الأبحاث أنّ بعض الأطعمة تساهم في تحسين فعالية العلاج المناعي الفموي، ومنها:
- مضادات الأكسدة: مثل الفواكه والخضروات لدعم الجهاز المناعي.
- الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون والمكسرات لتحسين الاستجابة العلاجية.
- البروبيوتيك: الموجود في اللبن والزبادي لتعزيز صحة الأمعاء والمناعة.
- أوميغا 3: في الأسماك الدهنية والمكسرات لخصائصها المضادة للالتهابات.
إلى جانب ذلك، يُعدّ التنوّع في مصادر البروتين والحبوب الكاملة أمراً ضرورياً لدعم صحة الجهاز المناعي والهضمي أثناء العلاج.
على رغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول الفعالية طويلة المدى، تشير الأدلة الحالية إلى أنّ العلاج المناعي الفموي يمكن أن يكون جزءاً أساسياً من استراتيجيات إدارة الحساسية الغذائية.
ومع تطوّر الدراسات، يُصبح من الضروري أن يواكب المختصّون في الرعاية الصحية المستجدات لضمان رعاية أكثر أماناً للأطفال المصابين بالحساسية، ممّا يمكنهم من توسيع خياراتهم الغذائية بثقة.








