أخصائية تغذية


يُعدّ اضطراب ثنائي القطب حالة نفسية تتميّز بتقلّبات مزاجية حادة بين الهَوَس والاكتئاب، ممّا يجعل البحث عن استراتيجيات داعمة للاستقرار العاطفي أمراً بالغ الأهمية.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
يتميّز هذا الاضطراب بتغيّرات حادة في المزاج، إذ يعاني المريض من نوبات هوَس تتسمّ بالنشاط المفرط والاندفاعية، تليها فترات اكتئاب حاد تترافق مع انعدام الطاقة وصعوبة التركيز. على رغم من أنّ العلاجات الدوائية والعلاج النفسي هما الأساس، إلّا أنّ الاهتمام بدور التغذية في تحسين الأعراض يتزايد.
النظام الكيتوني وآليته
يعتمد هذا النظام على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون، ممّا يدفع الجسم إلى حالة «الكيتوزية»، إذ يَستخدم الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الغلوكوز.
ويُنتج الكبد الكيتونات، التي توفِّر طاقة بديلة للدماغ، ممّا قد يؤثر على المزاج والاستقرار العصبي.
نتائج الدراسة وتأثيرها
شارك في الدراسة 27 مريضاً خضعوا إلى نظام كيتوني معدّل لمدة 6-8 أسابيع، وأكمل 20 منهم التجربة. وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في الوزن (انخفاض بمقدار 4,2 كغم) ومؤشر كتلة الجسم (1,5 كغم/م²)، بالإضافة إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 7,4 ملم زئبقي، ممّا يُشير إلى فوائد على المستوى القلبي والتمثيلي.
على المستوى النفسي، ارتبط ارتفاع الكيتونات في الدم بتحسّن المزاج والطاقة، وانخفاض مستويات القلق والاندفاعية، ممّا قد يُشير إلى دور النظام الكيتوني في تحقيق توازن كيميائي عصبي.
التأثير العصبي والكيميائي
أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي انخفاضاً في مستويات الغلوتامات والغلوتامين بنسبة 11,6% و13,6% في مناطق الدماغ المرتبطة بتنظيم المزاج، وهو أمر مهمّ لأنّ فرط الغلوتامات يرتبط بحالات الهوَس والتوتر العصبي.
هل يمكن اعتباره علاجاً مساعداً؟
على رغم من النتائج الإيجابية، تبقى الدراسة تجريبية، ممّا يستدعي المزيد من الأبحاث لتحديد الفعالية طويلة المدى. ومع ذلك، فإنّها تعزّز الفكرة المتزايدة حول أهمية التغذية في دعم الصحة العقلية، ممّا قد يجعل النظام الكيتوني خياراً تكميلياً واعداً للعلاج التقليدي.








