
شهدت الحدود السورية اللبنانية تصعيدًا عسكريًا منذ مساء الأحد بين الجيش السوري وعناصر من حزب الله، مما أسفر عن مقتل ستة جنود سوريين واثنين من اللبنانيين. وفقًا لقائد العمليات العسكرية على الحدود، ماهر زيواني، فإن حزب الله خرق الحدود وقتل عددًا من الجنود السوريين. وأوضح زيواني أنه تم تعزيز التنسيق مع الجيش اللبناني لتأمين النقاط الحدودية ومنع اختراقات مستقبلية. كما نفذ الجيش السوري قصفًا مدفعيًا استهدف مستودع ذخيرة تابع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، بينما تعرضت قافلة إعلامية تابعة لقناتي "العربية" و"الحدث" للقصف من قبل الحزب، مما أسفر عن إصابة مصور صحافي وعدد من الصحافيين.
في رد فعل سريع، أشار الجيش اللبناني إلى استمرار الاتصالات مع السلطات السورية لضبط الأمن على الحدود، وأكد تعرض بعض القرى اللبنانية لقصف من الأراضي السورية، مما استدعى ردًا قويًا على مصادر النيران. في هذه الأثناء، تم إرسال جثامين ثلاثة جنود سوريين قتلوا في الاشتباكات إلى قراهم، بينما وصلت تعزيزات كبيرة إلى الحدود السورية اللبنانية لتأمين الوضع وسط توترات متزايدة.
من جهته، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الأوضاع على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، وأوضح أنه تابع الأحداث منذ اندلاعها وحتى ساعات الصباح الأولى، مشيرًا إلى أنه وجه قيادة الجيش لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف التصعيد. كما أشار إلى ضرورة التنسيق مع السلطات السورية لحل المشكلة بأسرع وقت ممكن، وبما يضمن سيادة الدولتين. في حديثه مع وفد من الرابطة السريانية، أكد عون على أهمية بناء لبنان على أساس العدالة والمساواة بين جميع مكوناته، معبراً عن تقديره للطائفة السريانية التي قدمت الكثير للبنان.
وفي سياق موازٍ، شهدت إسرائيل تطورات سياسية هامة تتعلق بجهاز الأمن العام "الشاباك"، حيث قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة رئيس الجهاز، رونين بار، مبررًا ذلك بعدم الثقة في أدائه. واعتبرت المعارضة الإسرائيلية بقيادة يائير لبيد أن القرار يأتي في وقت حساس، خصوصًا مع التحقيقات الجارية بشأن مكتب رئيس الوزراء بعد الهجوم الذي وقع في أكتوبر 2023. وأوضح لبيد أن هذه الخطوة تهدف إلى إضعاف التحقيقات وتأثيرها على سير العدالة.
على الصعيد الفلسطيني، رفضت حركة حماس تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف التي وصف فيها رد الحركة على المقترح الأمريكي بشأن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بأنه "غير مقبول". وأكد المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، أن الأولوية تكمن في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي من تنصلت عن التزاماتها. وأضاف أن "لغة التهديد لا تؤدي إلى نتائج إيجابية"، محذرًا من أن المسار الصحيح هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
وفي تطور آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن طهران لا تخطط للكشف عن تفاصيل الرسالة التي تلقتها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاتفاق النووي، موضحًا أن التقارير الإعلامية المتعلقة بمضمون الرسالة تظل مجرد تكهنات. وأضاف أن "محتوى رسالة ترامب لا يختلف كثيرًا عن تصريحاته العلنية"، وأن إيران لا تعتزم نشر التفاصيل في وسائل الإعلام.
وفي سياق الدعم الدولي، تعهدت المملكة المتحدة بتقديم مساعدات مالية تصل إلى 160 مليون جنيه استرليني (200 مليون دولار) هذا العام لدعم جهود إعادة بناء سوريا. وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن هذه المساعدات ستساهم في توفير احتياجات السوريين الأساسية من الماء والغذاء والرعاية الصحية والتعليم خلال عام 2025، وذلك خلال مؤتمر المانحين الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عدم اكتراثه بتهديدات الحوثيين في اليمن، وذلك عقب شن الجيش الأميركي غارات جديدة ضد مواقعهم لليوم الثاني على التوالي. وأكدت القيادة المركزية الأميركية استمرار غاراتها الجوية ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.








