
تزداد أمراض القلب مع التقدّم في العمر، وتؤثر على أكثر من 18% ممَّن تجاوزوا الـ65 عاماً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض. وعلى رغم من أنّ العلاجات القلبية شهدت تحسناً ملحوظاً، إلّا أنّ اتخاذ القرار بشأن العلاج يُصبح أكثر تعقيداً مع التقدّم في السن.
كيف يتغيّر القلب مع العمر؟
يُصبح القلب أكثر صلابة وأقل قدرة على الامتلاء بالدم، كما تتصلّب الأوعية الدموية وترتفع معدّلات ضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، تتأثر الألياف العصبية المسؤولة عن النبضات الكهربائية، ما يؤدّي إلى تغيّرات متسارعة بعد سن الـ75.
تطوّر العلاجات وتأثيرها
شهدت السنوات الأخيرة تطوّراً في الأدوية والإجراءات الطبية، ممّا ساعد في تقليل النوبات القلبية والوفيات. لكن بالنسبة إلى المرضى في السبعينات والثمانينات، قد لا توفّر بعض الإجراءات تحسناً كبيراً في جودة الحياة أو إطالة العمر.
إعادة النظر في الأجهزة القلبية
يُستخدم جهاز إزالة الرجفان القلبي القابل للزرع (I.C.D) للوقاية من الموت المفاجئ. لكنّ الأبحاث تشير إلى أنّ هذه الأجهزة لا تقلّل الوفيات لدى المرضى
الأكبر سناً المصابين بفشل القلب غير الإقفاري.
كما أنّ الصدمات الكهربائية الناتجة منها قد تسبّب إزعاجاً وقلقاً، خصوصاً للمرضى في الثمانينات والتسعينات.
الجراحة أم العلاج الدوائي؟
أظهرت دراسة حديثة أنّ العلاج الدوائي وحده قد يكون فعّالاً مثل الإجراءات التدخّلية، مثل القسطرة والدعامات، للمرضى المسنّين الذين تعرّضوا إلى نوبات قلبية غير ناتجة من انسداد كامل في الشريان. وهذا يشير إلى الحاجة لتقييم جدوى الإجراءات الجراحية مقارنةً بالعلاجات الدوائية.
إعادة التأهيل القلبي: حلّ مهمَل
يُعدّ إعادة التأهيل القلبي، الذي يشمل تمارين رياضية تحت إشراف طبي، من أكثر العلاجات فاعلية في تقليل النوبات القلبية والاستشفاء والوفيات.
مع ذلك، فإنّ نسبة المشاركة فيه منخفضة، خصوصاً بين كبار السن، بسبب صعوبات التنقل والخَوف من ممارسة الرياضة. يبحث الباحثون عن طرق بديلة، مثل البرامج من بُعد، لكن لم تُحقق نتائج مرضِية حتى الآن.
أهمية اتخاذ قرارات مستنيرة
مع تقدّم السن، يُصبح من الضروري تقييم العلاجات المتاحة بعناية، مع مراعاة جودة الحياة والنتائج المتوقعة.
وينصح الأطباء المرضى وعائلاتهم بطرح أسئلة حول الفوائد والمخاطر والبدائل لكل خيار علاجي، لضمان اتخاذ قرارات مناسبة لحالتهم الصحية.








