
أعلنت حركة «حماس»، أمس، بأنّها وافقت على إطلاق سراح إيدان ألكسندر، الجندي الأميركي الإسرائيلي المحتجز في غزة منذ 17 شهراً، بالإضافة إلى تسليم رفات 4 رهائن آخرين يحملون جنسيات مزدوجة. إلّا أنّ إسرائيل شكّكت على الفور في جدوى هذا الاقتراح، مشيرةً إلى أنّ التوصّل إلى اتفاق وشيك أمر غير مرجّح.
مع ذلك، لم تكشف الجماعة المسلّحة الفلسطينية عمّا تطلبه مقابل إطلاق سراح الأسرى أو متى ستُسلّمهم إلى إسرائيل. وأضاف مسؤول كبير في «حماس»، أنّ العرض يشترط أن تُفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، وأن تعيد المساعدات إلى غزة، وأن تدخل في مفاوضات حول المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، مقابل الإفراج عن ألكسندر، الذي يُعتقد أنّه آخر أسير أميركي لا يزال على قيد
الحياة، إلى جانب رفات 4 أميركيِّين-إسرائيليِّين آخرين.
وأضاف المسؤول، أنّ «حماس» مستعدة لمناقشة عدد وهوية الأسرى الذين قد يُفرَج عنهم، بشرط أن تقبل إسرائيل مبدأ المبادلة بالنسبة إلى الأميركيِّين الـ5. وتحدّث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويّته نظراً لحساسية المفاوضات الديبلوماسية.
من جهته، رأى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ «حماس» تمارس «المراوغات والحرب النفسية» وأنّ إسرائيل وافقت على عرض أميركي منفصل، كان من شأنه أن يؤدّي إلى إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن مقابل تمديد وقف إطلاق النار.
ويبدو أنّ خطوة «حماس» تهدف جزئياً إلى استمالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ دعت إدارته مراراً وتكراراً إلى الإفراج عن ألكسندر. والتقى آدم بوهلر، الذي عيّنه ترامب مبعوثاً خاصاً لقضايا الرهائن، الأسبوع الماضي، مع مسؤولين من «حماس» في قطر، للتفاوض بشأن إطلاق سراح ألكسندر وتسليم جثث الأميركيِّين الـ4 الآخرين.
وقد يضع إعلان «حماس» رئيس الوزراء نتنياهو في موقف حرج؛ فرفضه لعرض يُعيد الأميركيين، أحياءً وأمواتاً، إلى ديارهم - حتى وإن كان الثمن باهظاً - قد يُثير غضب بعض أعضاء إدارة ترامب، الذين أعربوا صراحة عن رغبتهم في استعادة ألكسندر وجثث الآخرين.
وكان الوسطاء يأملون أن تكون إسرائيل و«حماس» قد توصّلتا بحلول الآن إلى تفاهم بشأن الخطوات التالية لوقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ في كانون الثاني. ومن المفترض أن تؤدّي المرحلة الثانية إلى إنهاء شامل للحملة العسكرية الإسرائيلية ضدّ «حماس»، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل أسرى فلسطينيِّين.
لكنّ المفاوضات تعثرت بسبب الخلافات العميقة بين الطرفَين حول مستقبل غزة. إذ تُطالب إسرائيل بإزاحة «حماس» عن الحكم، بينما ترفض «حماس» تفكيك أجنحتها العسكرية أو إرسال قادتها إلى المنفى. كما أنّ حلفاء نتنياهو اليمينيِّين المتشدّدين يدفعون نحو استئناف القتال ضدّ «حماس»، ما يعني أنّ إنهاء الحرب قد يُهدِّد استقرار حكومته.
وتجاوزت اللقاءات المباشرة التي أجرتها إدارة ترامب مع «حماس»، جهود وقف إطلاق النار المتعثرة، وخرقت السياسة الأميركية التي استمرّت لسنوات، في مقاطعة الحركة ورفض التفاوض المباشر معها. وأثارت هذه المباحثات استياء الحكومة الإسرائيلية، وهو ما أقرّه بوهلر خلال سلسلة من المقابلات التلفزيونية.
ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لقاءات بوهلر مع «حماس» بأنّها «حدث استثنائي لم يُسفِر عن نتائج بعد». لكنّ العرض الأخير لـ»حماس» كان مشابهاً لما طرحه بوهلر الأسبوع الماضي في الدوحة، إذ تضمّن خطة لإعادة إطلاق المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن المتبقين إلى ديارهم، وفقاً لمسؤول أميركي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويّته. وأضاف المسؤول، أنّ هذا الاقتراح جاء بعد أيام من المباحثات التي أجراها بوهلر بالتنسيق الوثيق مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط في إدارة ترامب.
ولا يزال ما يصل إلى 24 رهينة على قيد الحياة، بالإضافة إلى جثث أكثر من 30 آخرين، محتجزين في غزة، وفقاً للحكومة الإسرائيلية. من بينهم 5 أميركيين.








