نهائي «الرابطة» بلا رحمة ومعركة في دربي لندن
نهائي «الرابطة» بلا رحمة ومعركة في دربي لندن
اخبار مباشرة
بيرلا سعاده
Saturday, 15-Mar-2025 06:45

يستعد ملعب «ويمبلي» في العاصمة لندن، لاحتضان نهائي ناري في كأس الرابطة الإنكليزية بين ليفربول ونيوكاسل يونايتد، غداً، ويسعى الـ»ريدز» إلى تعزيز سجله بالألقاب، بينما يطمح الـ»ماغبايز» إلى تحقيق إنجاز تاريخي وإسعاد جماهيره بلقب ثمين غائب عن خزائنه منذ العام 1969.

سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف سيردّ ليفربول على أول انتكاسة حقيقية تحت قيادة مدربه الهولندي الجديد أرني سلوت، إذ أقصي بشكل مرير من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، بالخسارة بركلات الترجيح على ملعب «أنفيلد»، في أعقاب معركة شاقة.
الآن، يكمن الردّ الأمثل بالتتويج بأول لقب في عهد سلوت، ممّا سيشكّل رسالة قوية للجميع. فعلى رغم من أنّ متصدّر الـ»بريميرليغ» يُعتبَر المرشح الأوفر حظاً لحصد أول ألقاب الموسم، إلّا أنّ فريق سلوت سيحتاج إلى إثبات قدرته على النهوض سريعاً من خيبة الأمل الأخيرة، وتحويل الإحباط إلى مجد في كأس «كاراباو».
كانت كأس الرابطة آخر الألقاب التي حصدها المدرب الألماني السابق لـ»الحُمر»، يورغن كلوب، يوم قاد مجموعة شابة مليئة بالحماس لتجاوز تشلسي في نهائي العام قبل الماضي، إثر معاناة الفريق من إصابات عديدة. يومها، رفع الـ»ريدز» الكأس للمرّة العاشرة في تاريخه، معزّزاً رقمه القياسي.
لكنّ تحقيق اللقب الـ11 لن يكون سهلاً، لأنّ العقبة تتمثل في نيوكاسل وجماهيره المتحمّسة. وأقصى رجال المدرب الإنكليزي إيدي هاو أرسنال ذهاباً وإياباً في نصف النهائي، ليبلغوا النهائي للمرّة الثانية توالياً، وهم متعطّشون لتعويض من خسارتهم أمام مانشستر يونايتد. وعلى رغم من التحسن الكبير الذي شهده نيوكاسل في السنوات الأخيرة، إلّا أنّ فريق هاو لم يكن حاضراً في تلك الليلة. بالتالي، سيحتاج إلى إثبات أنّ الأمور قد تغيّرت.
سيدخل سلوت المباراة بتشكيلته المفضّلة 4-2-3-1، مع خطّ دفاعي رباعي، يقوده الإسكتلندي أندرو روبيرتسون، الهولندي فيرجيل فان دايك، الفرنسي إبراهيما كوناتي، بالإضافة الى الإنكليزي جيريل كوانسا بدلاً من الظهير الأيمن ترينت أليكساندر أرنولد، الذي تعرّض إلى كدمة أمام سان جيرمان. أمّا الهجوم، فسيرأسه الجناحان المصري محمد صلاح والكولومبي لويس دياز، ويتوسطهما المجري دومينيك سوبوسلاي، بالإضافة إلى البرتغالي ديوغو جوتا.
بدوره، يواجه نيوكاسل مشاكل دفاعية مشابهة، إذ قد يضطرّ للدّفع بالمدافع الإنكليزي كيران تريبيير أو فالنتينو ليفرامينتو في مركز الظهير الأيسر بدلاً من الأيمن، بينما يبقى مات تارغيت خياراً متاحاً أيضاً. وعلى رغم من أنّ دان بيرن كان الخيار المعتاد كمدافع أيسر، إلّا أنّه سيضطر لشغل قلب الدفاع بجانب السويسري فابيان شار، نظراً لاستمرار غياب الثنائي الهولندي سفين بوتمان وجمال لويس.
في الهجوم، يمتلك نيوكاسل سلاحاً قوياً يتمثل بالمهاجم السويدي ألكسندر أيزاك، إلى جانب هارفي بارنز وجاكوب ميرفي، ممّا سيُشكّل تهديداً لدفاع الـ»ريدز»، ظلّ غياب أنطوني غوردون بسبب الإيقاف.
بالتأكيد، ستكون الأمور مختلفة، لكنّ ذلك قد لا يكون كافياً للتفوّق على ليفربول. فنيوكاسل أصبح أكثر تأقلماً مع المباريات الكبيرة، ويسعى إلى الفوز بأول ألقابه المحلية منذ عام 1969.
مع ذلك، وعلى رغم من عدم الشكّ في أسلوب سلوت، إلّا أنّ ليفربول لم يُثبِت بعد نجاعته في تحقيق الألقاب تحت قيادته الهولندية - ببساطة لأنّه أوّل نهائي في العهد الجديد.
لذلك، سيستمد نيوكاسل الأمل، حتى وإن كانت الإصابات والإيقافات قد حرمته من فرصة استخدام النظام الذي حقّق به نجاحاً كبيراً ضدّ أرسنال في نصف النهائي. أمّا ليفربول، فيبدو أنّ لديه الكثير من الجودة والخبرة في المباريات الكبيرة التي قد تُرجِّح كفّته.

أرسنال وتشلسي في اختبار القوّة والهيمنة
تتّجه الأنظار أيضاً إلى قمة كروية مثيرة، تجمع بين أرسنال وتشلسي، في دربي لندني جديد على ملعب «الإمارات»، في ختام الجولة الـ29 من الدّوري الإنكليزي الممتاز.
يدخل أرسنال اللّقاء بعد تعادله 1-1 أمام مانشستر يونايتد، ممّا قلّص آماله في ملاحقة ليفربول على الصدارة. ويجد «المدفعجية» نفسه في موقف صعب، إذ تفصله 4 نقاط عن نوتنغهام فورست الثالث، وسط صراع شرس على المراكز المؤهّلة إلى دوري الأبطال.
أمّا تشلسي الرابع، فيبدو أنّه استعاد توازنه بعد فترة من التذبذب، ممّا يجعل المواجهة أمام غريمه التقليدي ذات أهميّة قصوى في سباق إلى أوروبا.
من المرجّح أن يلعب «المدفعجية» بخطة 4-3-3، بدفاع مؤلّف من الهولندي يوريين تيمبر، الفرنسي ويليام صليبا، البرازيلي غابرييل ماغالهاييس، والإنكليزي مايلز لويس-سكيلي. لتوفير الديناميكية في الوسط، ينتظر مشاركة النروجي مارتين أوديغارد، الغاني توماس بارتي، وديكلين رايس، الذين تلعب خبرتهم دوراً محورياً في التحوّل الهجومي. أمّا في الهجوم، فاستُبعِد الألماني كاي هافرتز والبرازيلي غابرييل خيسوس حتى نهاية الموسم، ممّا يترك المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، بخيارات محدودة. وسيتعيّن عليه الإعتماد على كلّ من البلجيكي لياندرو تروسّار، الإسباني ميكيل ميرينو، والإنكليزي إيثان نوانيري لسدّ الفراغ.
بدوره، من المحتمل أن يبدأ المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا المباراة برسم تكتيكي 4-2-3-1، وبخطّ دفاعي يتقدّمه الظهير ريس جيمس والأرجنتيني إنزو فيرنانديز في الوسط. أمّا الهجوم، فيرأسه المهاجم البرتغالي بيدرو نيتو، من خلفه الجناحان الفرنسي كريستوفر نكونكو وجيدون سانشو، ويتوسّطهما كول بالمر. لطالما فضّل أرتيتا الاستحواذ على الكرة، مع التركيز على بناء الهجمات بشكل منظّم. ومع ذلك، فإنّ غياب المهاجم بوكايو ساكا يُعرّض نهجه إلى ضعف في الفعالية. بالإضافة إلى أنّ أرسنال يحتاج إلى هدّاف قادر على ترجمة الاستحواذ في الثّلث الأخير إلى أهداف.
يفرض غياب المهاجمَين الأساسيَّين، بسبب الإصابة، تعديلات تكتيكية على «المدفعجية». بالتالي، قد يكون الاعتماد على ميرينو كمهاجم وهمي خياراً أكثر مرونة، ممّا يسمح للاعبي الوسط بالتحرّك واستغلال المساحات التي يتركها الدفاع.
أمّا ماريسكا، فاعتمد على الظهيرَين المقلوبَين لتعزيز السيطرة في خط الوسط، واستخدم بشكل ملحوظ الظهير الأيسر مارك كوكوريّا في دور مركزي.
ساعد ذلك تشلسي في الاستحواذ على الكرة والتحكّم في إيقاع المباريات. وفي ابتكار جديد، دفع ماريسكا بجيمس في خطّ الوسط خلال الفوز 2-1 على كوبنهاغن، فسجّل الهدف الافتتاحي، مؤكّداً على تعدّد أدواره وقدرته على التأقلم.

theme::common.loader_icon