
تُتاح رواية «أبناء وبنات» لتشايم غراد للمرّة الأولى باللغة الإنكليزية، بعد رحلة طويلة ومعقّدة نحو النشر.
غراد، الذي وُلد في ليتوانيا وتوفّيَ عام 1982، كان من أعمدة الأدب اليديشي، لكنّه لم يحظَ بشهرة إسحاق بشيفيس سنغر أو شالوم عليخم. على رغم من ذلك، وصلت روايته «الحاخامات وزوجاتهم» إلى نهائيات جائزة بوليتزر عام 1983.
تدور أحداث «أبناء وبنات» في ثلاثينات القرن العشرين، في بولندا وليتوانيا، وتركّز على أبناء الحاخامات الذين يتمرّدون على تقاليد آبائهم ويسعون إلى الحداثة. كان يمكن أن تُضاف إلى العنوان علامة استفهام، إذ يتساءل الآباء كيف انحرف أبناؤهم عن الطريق.
كتب غراد الرواية خلال الستينات والسبعينات أثناء إقامته في برونكس، بعد أن فقد عائلته في الهولوكوست. نُشرت في صحف يديشية، لكنّها لم تُترجَم بسبب منع زوجته الثانية الوصول إلى المخطوطة بعد وفاته. لم يُستأنف المشروع إلّا بعد وفاتها عام 2010.
تُصوّر الرواية بتفصيل دقيق الحياة اليهودية الأرثوذكسية بين الحربَين، في زمن كان فيه معاداة السامية تتصاعد، وإسرائيل مجرّد حُلم. يجادل اليهود حول القِيَم التي يجب الحفاظ عليها وسط التغيّرات. لكن ما يُميِّز العمل هو أسلوبه الحيَوي، إذ تهتز شخصياته بحيوية كوميدية تشبه رسوم روز تشاست، وكأنّ الجميع على وشك الدخول في شجار.
تملأ لحى الحاخامات صفحات الرواية، ويتجلّى ذلك في أوصاف غراد الطريفة، مثل لحية تتدلّى كأنّها مصنوعة من الخزف. كما تُبرز الرواية الطعام كعنصر مهمّ، حيث يُناقش الشخصيات إعداد اللاتكس بتفاصيل دقيقة.
القصة تدور حول الحاخام كاتزِنيلِنبُوغن وأبنائه الخمسة، خصوصاً نفتالي هرتز، الذي يعود من سويسرا حاملاً سراً: زواجه من غير يهودية وإنجابه ابناً غير مختون. تتوالى الأكاذيب، لكنّ عائلته تكاد تكتشفه.
وعلى رغم من أنّ الرواية غير مكتملة بسبب وفاة غراد، إلّا أنّ ترجمات روز وولدمان تُعيدها إلى الحياة بأسلوب متقن. بين الطرافة والألم، تعكس الرواية صراع اليهود مع هويتهم، فيصرخ الحاخام: «لا تقلّل من شأن الروح اليهودية!».








