"بريدجيت جونز": مجنونة بحُب ذلك الفتى
"بريدجيت جونز": مجنونة بحُب ذلك الفتى
إليزابيث فنسنتيلي- نيويورك تايمز
Friday, 21-Feb-2025 06:45
تعود الفوضوية اللندنية في الجزء الثالث من السلسلة، الذي يضاهي في روعته الفيلم الأول، بل وربما يتفوّق عليه.

على رغم من أنّ محبّي بريدجيت جونز معتادون على تطوّرات الحبكة الطريفة، إلّا أنّ قلة منهم كان بإمكانهم توقّع المنعطف المفاجئ في الجزء الجديد من سلسلة أفلامها: بشكل معجزة، يُعيد فيلم «بريدجيت جونز: مجنونة بحب ذلك الفتى» تحقيق التوازن البارع بين الخِفة، المواقف الهزلية والعاطفة، وهو التوازن الذي كان السمة المميّزة للفيلم الذي بدأ كل شيء عام 2001، «يوميات بريدجيت جونز».

 

نظراً لانخفاض مستوى الأجزاء السابقة، انتهى الفيلم السابق في السلسلة، «طفل بريدجيت جونز»، بزواج بطلتنا (رينيه زيلويغر) من رفيق روحها مارك دارسي (كولين فيرث) وسط أجواء سعيدة، لكنّ السلسلة نفسها كانت في حالة مزرية. بدا ذلك الفيلم، الذي صدر عام 2016، متكلّفاً وغير مضحك، وكأنّه زفرة الموت الأخيرة بدلاً من أن يكون قرعاً لأجراس زفاف مبهجة.

 

يبدأ فيلم «مجنونة بحب ذلك الفتى»، من إخراج مايكل موريس، بعد مرور 4 سنوات على وفاة مارك دارسي - فالسعادة دائماً ما تكون عابرة، وهو ما يمثل النغمة العاطفية المؤثرة التي توازن أجواء الأفلام المرحة بشكل عام.

 

لا تزال بريدجيت فوضوية ومبعثرة كما عهدناها، من النوع الذي يُشعل المعكرونة عن طريق الخطأ ويترك أطفاله الصغار (ميلا يانكوفيتش وكاسبر كنوبف) يتحكمون في المنزل. ولحسن الحظ، لا تزال تحتفظ بأصدقائها الداعمين (جيمس كاليس، شيرلي هندرسون وسالي فيليبس). كما أنّها لا تزال تتسكع مع زير النساء الأنيق دانيال كليفر، الذي يجسّده، كالمعتاد، هيو غرانت - ولا تزال الطريقة التي تعاملت بها أفلام بريدجيت جونز مع هذه الشخصية التي أصبحت غير مقبولة اجتماعياً، أشبه بسحر من الطراز الرفيع.

 

ومن حسن الحظ، تعود إيما تومسون أيضاً بدور طبيبة بريدجيت النسائية، لتنطق كلمة «الزهري» بطريقة تستحق أن تصبح ترنداً على «تيك توك».

 

مع ذلك، فقد حان الوقت لتتقدّم بريدجيت في حياتها وتستمتع بخمسينياتها. وفي فترة وجيزة، تقع بين ذراعَي روكستر ماكدف البالغ من العمر 29 عاماً (ليو وودال، «اللوتس الأبيض»)، الذي يُنقذها من محاولة يائسة لتسلق شجرة - إحدى العديد من لحظات الكوميديا الجسدية في الفيلم، وهي خطوة ذكية نظراً لبراعة زيلويغر في هذا النوع من الأداء.

 

وكما هو الحال في السلسلة، هناك رجل آخر يَلوح في الأفق. فبينما يُوصف روكستر بأنّه «أدونيس الأشجار»، يُشار إلى معلم العلوم، السيد والكر، بأنّه «فاشي مهووس بالصفارة».

 

إنّه إعادة تدوير من دون أي إثارة للصراع القديم بين مارك ودانيال، لكن لا أحد سيعترض، خصوصاً أنّ السيد والكر يُجسده شيوتيل إيجيوفور بسحر طبيعي يجعلك تتساءل لماذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يحصل على دور رئيسي في فيلم كوميدي رومانسي.

 

يتعامل «مجنونة بحب ذلك الفتى» بخفة مع قضية أخرى دائمة الحضور في السلسلة: علاقة بريدجيت - وبالامتداد، سواء كان ذلك منصفاً أم لا، علاقة زيلويغر - بجسدها. يتجلّى ذلك بشكل أكثر وضوحاً في حادثة حقن شفاه تخرج بنتيجة كارثية، لكنّ الفيلم ينجح بطريقة ما في تجنّب الوقوع في فخ السخرية غير المريحة.

 

بعد ما يقرب من ربع قرن، تتبلور أفلام بريدجيت جونز لتصبح صورة مؤثرة لشخصية تتصالح مع عيوبها وقوّتها في الوقت الفعلي، على غرار سلسلة أنطوان دواينيل لفرانسوا تروفو، التي تتبّعت تلك الشخصية من مراهق هارب في «الركلات الأربع مئة» (1959) إلى رجل مطلّق حديثاً في «الحب على الهروب» (1979). أنا الآن متحمّس لرؤية بريدجيت كجدة مجنونة.

theme::common.loader_icon