المغتربون اللبنانيون العائدون يجدون وطناً منهكاً يحتاج إلى مساعدتهم
المغتربون اللبنانيون العائدون يجدون وطناً منهكاً يحتاج إلى مساعدتهم
اخبار مباشرة
  • 17:40
    الرئيس البيلاروسي: سنواصل المحادثات مع الرئيس بوتين بشأن مختلف القضايا
  • 17:26
    هآرتس عن مصدر إسرائيلي: نحن بعيدون كل البعد عن التطبيع مع لبنان
  • 17:22
    هآرتس عن مصدر مطلع: الحكومة الإسرائيلية لم تفكر قط في التفاوض على ترسيم الحدود مع لبنان
  • 17:02
    نتنياهو: نحافظ على البقاء في النقاط الـ5 في لبنان
  • 16:58
    جنبلاط لمطلقي النار: وجودكم مسيء لذكرى 16 آذار وللحزب
  • 16:56
    الكرملين: لا اتفاق بعد على موعد اتصال ترامب وبوتين
  • 16:47
    المدير العام لامن الدولة يعتذر عن عدم تقبل التهاني
  • 16:33
    جنبلاط: ما حصل في عاليه من تظاهرات عشوائية واطلاق نار يجعلني أقول إنه يبدو أن المسافة الفكرية بين كمال جنبلاط والمناصرين بعيدة جدا
  • 16:21
    الجيش: عمليات دهم وتوقيف 8 أشخاص في بلدتَي عرسال وبريتال
  • 15:58
    وزير خارجية إسرائيل: المدنيون العلويون والمسيحيون تعرضوا لمذابح في سوريا ويجب أن تقوم أوروبا بحماية الأقليات
  • 15:54
    الخارجية الأرمينية: اتفاق السلام مع أذربيجان جاهز للتوقيع
  • 15:52
    اعتذار قائد الجيش عن عدم تقبُّل التهاني
عبد اللطيف ظاهر- نيويورك تايمز
Tuesday, 11-Feb-2025 06:49

بعض اللبنانيين الذين غادروا البلاد في مَوجات هجرة متعاقبة شعروا بدافع العودة للمساعدة في جهود التعافي، بعد الحرب الدموية والمدمّرة بين إسرائيل و»حزب الله» التي تصاعدت في أيلول.

حين كان عبد القادري جالساً أمام التلفاز في الاستوديو الفني، حيث كان يعمل في الكويت، شاهد كيف تعرّضت بيروت، العاصمة ومدينة طفولته، إلى القصف الإسرائيلي، فتألّم لما كان يُعانيه أفراد عائلته، بمَن فيهم والدته وابنه (13 عاماً) كما أصدقاؤه هناك. بدأ يعاني من كوابيس ونوبات هلع حرمته القدرة على النوم.

 

عازماً على دعم عائلته والمساعدة في إعادة بناء بلده، قرّر القادري (40 عاماً) حجز تذكرة عودة إلى الوطن، مؤكّداً، في صباح جديد في ضواحي بيروت: «كان لبنان يدخل في مرحلة كارثية. العودة كانت الخيار الأفضل والوحيد».

 

بدأت الجالية اللبنانية الكبيرة والمؤثرة التي تُقدَّر بأنّها تساوي ما يقرب من 3 أضعاف عدد سكان البلاد البالغ 5,7 ملايين نسمة، بالعودة تدريجاً، على أمل تقديم الدعم المادي والمالي لبلد دمّرته واحدة من أكثر الحروب دموية منذ عقود في هذه الدولة المتوسطية.

 

التحدّيات هائلة. يعود المغتربون إلى بلد مُحطّم يعاني من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، ومبتلي منذ فترة طويلة بالتوترات الطائفية، الخلافات السياسية، والتدخّلات الخارجية. ولا تزال مَسيرة لبنان نحو المستقبل غير مؤكّدة، بعد صراع من المحتمل أن يُعيد تشكيل ميزان القوى داخل البلاد وعبر الشرق الأوسط.

 

لكنّ العائدين يؤكّدون أنّهم شعروا بأنّه لم يكن لديهم خيار آخر، حتى مع بقاء اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حزب الله» هشاً.

 

وشعرت زينة قيص (48 عاماً)، مستشارة اتصالات غادرت لبنان في عام 2004 إلى الدوحة، قطر، حيث تعمل بشكل متقطّع، بأنّ «بلدنا كان يُنادينا، وأنّ وجودنا الجسدي كان مهمّاً»، فعادت في تشرين الأول.

 

في الدوحة، شاهدت قيص العائلات النازحة من بيروت تصل إلى مدن وبلدات أخرى في جميع أنحاء لبنان بما تبقّى من ممتلكاتها، فشعرت «بدافع عاطفي» للعودة والمساعدة.

 

الآن، تؤكّد قيص أنّها عادت نهائياً إلى منطقة الكورة، على بُعد حوالى 30 ميلاً شمال بيروت، حيث تملك وزوجها منزلاً. فبدعم من الأصدقاء والعائلة، قادت حملة لتأمين الإمدادات (البطانيات، الأدوية، الطعام، الأواني، والملابس) لعشرات العائلات النازحة في بلدتها والقرى المجاورة.

 

وأضافت في مقابلة من مدينة البترون الساحلية، التي تضمّ أيضاً «قرية المغترب اللبناني»، المشروع السياحي: «أظهرت هذه الحرب الوطنية والتضامن والوحدة التي تجمع جميع اللبنانيّين بغضّ النظر عن منطقتهم أو دينهم. يستحق لبنان رؤية أكثر إشراقاً ومستقبلاً أفضل».

 

بدأ الاضطراب الاقتصادي في عام 2019، وتفاقم مع عمليات الإغلاق بسبب الجائحة. وأدّى الغضب من الفساد إلى احتجاجات ضخمة مناهضة للحكومة. ثم جاء انفجار مرفأ بيروت عام 2020، الذي دمّر أجزاءً من العاصمة وقتل المئات. وظل لبنان تحت إدارة حكومة تصريف أعمال لمدة عامَين، قبل أن يُنتخب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

 

وأوضح القادري، الفنان الذي غادر بيروت للمرّة الثانية بعد انفجار المرفأ: «كانت هذه السنوات الأخيرة في لبنان حقاً مثل الأفعوانية».

 

غادر القادري لأول مرّة إلى الكويت خلال حرب 2006 بين إسرائيل و»حزب الله»، لكنّه عاد عام 2014، وأسّس استوديو فنياً، وأعاد التواصل مع المدينة. قرّر المغادرة مرّة أخرى عندما دُمِّرت صالة العرض التي كان يعرض أعماله فيها بسبب انفجار المرفأ. وبعد أن أطلق مبادرة بعنوان «اليوم، أود أن أكون شجرة» في بيروت للمساعدة في إعادة بناء المنازل التي دمّرها الانفجار، توجّه إلى باريس، آملاً في العثور على عمل في مجال الفنون لدعم أسرته.

 

عندما تصاعدت الحرب الأخيرة، توجّه إلى الكويت من باريس لتنظيم معرض فني. الآن، هو مجددًا في بيروت: «المستقبل قد يكون مظلماً ومقلقاً ومخيفاً، لكنّنا هنا. حتى لو غادرنا، فإنّنا نعود دائماً».

 

بدأ اللبنانيّون مغادرة وطنهم في موجات منذ أواخر القرن الـ19، عندما كان تحت الحكم العثماني، ثم خلال الحكم الفرنسي وبعد الاستقلال في الأربعينات. فرّوا من الانقسامات الطائفية، الأزمات الاقتصادية، والمجاعة خلال الحرب العالمية الأولى، والاغتيالات السياسية، والحرب الأهلية من 1975 إلى 1990.

 

في بلدان مثل أستراليا، البرازيل، نيجيريا، والولايات المتحدة، أقاموا حياة جديدة لأنفسهم. ومن بينهم المحامية الدولية أمل كلوني، والمُفكّر الاقتصادي نسيم نيكولاس طالب.

 

لكنّ كثيرين ظلّوا مرتبطين بوطنهم: عام 2023، أرسل المغتربون نحو 6 مليارات دولار كتحويلات مالية، أي ما يعادل 27,5% من الناتج المحلي الإجمالي للبنان، وفقاً للبنك الدولي.

 

وعندما اندلعت الحرب في العام الماضي، استنفرت الجالية اللبنانية في الخارج لجمع الأموال وتقديم المساعدات الطارئة. ويؤكّد المغتربون أنّهم يراقبون كيف تُخطّط الحكومة الجديدة لإعادة بناء الاقتصاد، وضمان استمرار الهدنة الهشة بين إسرائيل و»حزب الله»، وتحقيق الاستقرار في البلاد، قبل أن يقرّروا العودة.

 

ويرى كونراد كنعان (31 عاماً)، المحامي المقيم في فرنسا وزار بيروت أخيراً، أنّ من بين الاعتبارات الأخرى التحوّلات الجيوسياسية في المنطقة، وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل لبنان، «لا أعتقد أنّ الصمود أمر إيجابي للغاية، إنّه مرهق».

theme::common.loader_icon