‎“خُلاصة "الجمهورية
‎“خُلاصة "الجمهورية
Sunday, 26-Jan-2025 21:30

مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، توجه المئات من النازحين إلى بلداتهم التي غادروها خلال الحرب. إلا أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على المدنيين مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم جندي لبناني. وفي وقت لاحق، أكد مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش يواصل عملياته جنوب لبنان بناءً على تعليمات سياسية، وأنه يعمل على تمديد الهدنة عبر حوار برعاية واشنطن. كما أشار المصدر إلى مراقبة تحركات حزب الله وتحذير المدنيين من الاقتراب من الحدود.

في المقابل، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الاتصالات مستمرة لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي، مشدداً على أن الجيش اللبناني سيواصل جهوده لاستعادة الأراضي المحتلة. وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، مؤكدًا أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق بشكل كامل. من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن الظروف غير مهيأة لعودة السكان إلى البلدات الحدودية، مشيرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في نوفمبر 2024 نص على انسحاب القوات الإسرائيلية وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل". إلا أن إسرائيل أشارت إلى أن الانسحاب غير ممكن بسبب عدم تنفيذ لبنان للاتفاق بالكامل، وهو ما رد عليه الجيش اللبناني بتوجيه المسؤولية لإسرائيل عن تأخير التنفيذ.

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كابيلا القيامة بالصرح البطريركي في بكركي، بحضور عدد من المطارنة والرؤساء الدينيين والسياسيين. في عظته، تطرق إلى سرّ المعمودية وأهميته في حياة المسيحيين، مشيرًا إلى أن "المعمودية هي الولادة الجديدة من الماء والروح التي تخلّص الإنسان". كما تحدث عن "أحد كلمة الله" وأسبوع الكتاب المقدس، وأشاد بالجهود التي تبذلها رابطة الأخويات في لبنان. ودعا إلى وحدة اللبنانيين من أجل المصلحة الوطنية والإصلاحات الضرورية، مشددًا على أهمية الميثاقية في السياسة اللبنانية ورفض المحاصصة.

وفي كاتدرائية القديس جاورجيوس، ترأس المطران الياس عودة قداس الأحد، حيث ألقى عظته حول حادثة زكا في الإنجيل، مؤكدًا أن الإرادة والتصميم تؤديان إلى الخلاص، كما هو الحال مع زكا الذي تخطى جميع المعوقات ليلاقي يسوع. أشار إلى أن لبنان بحاجة إلى إرادة سياسية صادقة لإصلاح النظام وتجاوز المحاصصة، مؤكدًا على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تحقيق النهضة الوطنية.

وفيما يتعلق بالتطورات السياسية والعسكرية، قدم رئيس الحكومة المكلف نواف سلام شكره للبطريرك الراعي على موقفه، مؤكداً دعمه للجيش اللبناني في الحفاظ على سيادة لبنان وحماية المدنيين في الجنوب، معبرًا عن التزامه بإعادة بناء المناطق المتضررة من النزاع.

من جهة أخرى، استعرض البيان المشترك للأمم المتحدة حول الوضع في جنوب لبنان تأكيدًا على انخفاض مستوى العنف بعد دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، لكن التحديات ما زالت قائمة بسبب استمرار انتهاكات القرار 1701 ووجود قوى غير منسحبة من بعض المناطق. كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

في هذا السياق، أصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري بيانًا دعا فيه الدول الراعية لاتفاق وقف النار إلى إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، مشيدًا بتضحيات أهالي الجنوب في مقاومة الاحتلال. وأكد أن الدماء التي سالت في الجنوب هي رمز للصمود الوطني وإصرار اللبنانيين على سيادتهم.

من جهته، أكد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون في بيان له أن سيادة لبنان ووحدته غير قابلة للمساومة، داعيًا إلى ضبط النفس وثقة المواطنين بالقوات المسلحة اللبنانية التي تحرص على حماية لبنان وأمنه.

تستمر الأطراف اللبنانية والدولية في العمل على إيجاد حلول للأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان، مع التأكيد على ضرورة الالتزام الكامل بمقررات القرار 1701 وإعادة بناء لبنان من جديد.

theme::common.loader_icon