ساعات تفصل لبنان عن انتهاء المهلة المحدّدة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، دون حصول أي انسحاب، بل على العكس، أمعنت القوات المعادية بخرق الاتفاق عبر جرف الطرق والقيام بعمليات تفجير وتحليق للطيران الاستطلاعي.
وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية جوزاف عون في اتصال هاتفي، أنه يجري اتصالات للإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذه، وذلك في إطار المشاورات التي يجريها الرئيس عون لمواكبة الأوضاع في الجنوب. وأكد الرئيس عون لنظيره الفرنسي، ضرورة إلزام إسرائيل بتطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم.
في غضون ذلك، أكد الجيش اللبناني جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما إسرائيل بـ"المماطلة" بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
هذا ودعت قيادة الجيش المواطنين، "مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي". وشدد على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم.
وفي المواقف، أشار عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي الى ان "الاحد هو اليوم الذي يجب أن ينسحب فيه العدو من أرضنا، واذا لم يفعل سيرى العجب". من جهته، اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم ان "اجبار الاسرائيلي على الانسحاب من الاراضي اللبنانية يجب ان يكون اولوية لجنة المراقبة ضمن المهلة والا اعتبر ذلك احتلالا ولا يمكن قبوله".
إقليميا، سلّمت حركة "حماس" في قطاع غزة أربع رهائن إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل.
في المقابل، أفرجت اسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني بينهم 79 اسيرا من ذوي الاحكام العالية و121 يقضون احكاما بالسجن المؤبد، ومن بين المؤبدات 70 اسيرا سيتم ابعادهم. وسيمكث الأسرى الفلسطينيون المقرر إبعادهم في القاهرة نحو أسبوع قبل الانتقال إلى أماكن أخرى، وفق الاتفاق.
واتهمت حماس إسرائيل بـ"التلكؤ" في تنفيذ شروط وقف إطلاق النار بمنع النازحين الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة، محذرة من أن مثل هذه التأخيرات قد تكون لها تداعيات على المراحل اللاحقة من الاتفاق.
يأتي ذلك، بعد اعلان تال ابيب أنها لن تسمح للفلسطينيين بالعبور إلى شمالي قطاع غزة، متذرعة بعدم إعادة أسيرة مدنية تُدعى أربيل يهود ضمن مجندات أطلقت حركة حماس سراحهن.
ووفق الاتفاق، كان من المفترض أن تفتح إسرائيل، بمجرد تسلم الدفعة الثانية من أسراها، طريق صلاح الدين الذي يربط جميع أجزاء قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، أمام الفلسطينيين.
هذا وكشف موقع "أكسيوس" أن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الضغط للإفراج عن المحتجزة لدى حركة حماس أربيل يهود. وأوضح الموقع أن إسرائيل دعت ترامب لأن يطلب من مصر وقطر الضغط على حركة حماس لتصحيح ما وصفته بانتهاك صفقة الرهائن والإفراج عن الإسرائيلية أربيل يهود.
على خطّ آخر، أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، حملة الاختطافات الجديدة التي شنتها جماعة الحوثيين بحق موظفي الأمم المتحدة في مناطق سيطرتها شمالي البلاد.
دوليا، في خطوة مفاجئة، رفضت المكسيك استقبال طائرة عسكرية أميركية تحمل مهاجرين قررت واشنطن ترحيلهم. ولم تكشف السلطات المكسيكية عن سبب قرارها، لكن هذه الخطوة قد تعتبر بمثابة تحد للسياسات الأميركية الخاصة بالهجرة.
في سياق منفصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّه يجب على حلفائه العمل على تحديد صيغة لأي محادثات سلام مقبلة مع روسيا، مؤكدا أنه يجب إشراك كييف بهدف إجراء مفاوضات ناجحة. وقال زيلينسكي: "أتفهّم أن الاتصالات يمكن أن تكون بأشكال مختلفة. أعتقد أننا يجب أن نركّز اليوم على كيفية التوصّل إلى سلام عادل". وأضاف أنّ محادثات من دون تمثيل أوكراني لن تحقّق "نتائج حقيقية".