مراجعة C.B. Strike: إلغاء مع سبق الإصرار
مراجعة C.B. Strike: إلغاء مع سبق الإصرار
مايك هيل- نيويورك تايمز
Saturday, 25-Jan-2025 06:26

في موسم جديد من سلسلة HBO وBBC المستوحاة من روايات الغموض لج. ك. رولينغ، يتعرّض فنان غير مفهوم إلى الظلم.

لطالما أثارت ج. ك. رولينغ الجدل بمواقفها حول قضايا المتحوّلين جنسياً، ممّا جعلها طرفاً في معارك الثقافة منذ ما قبل بداية العقد. لكن يبدو أنّ هذا لم يؤثر على علاقتها المربحة مع شركة «وارنر براذرز ديسكفري»، التي من المقرّر أن تبدأ هذا الصيف تصوير مسلسل لـHBO يعتمد على رواياتها عن «هاري بوتر».

من الناحية الفنية، كانت نتائج تلك العلاقة مثمرة. فقد نالت أعمال رولينغ متوسط نجاح على الشاشة، يعادل أو يتجاوز ما حققه أي كاتب روائي شهير، بدءاً من أفلام بوتر وصولاً إلى أفلام Fantastic Beasts الممتعة للغاية.

واستمر هذا النجاح على التلفزيون مع مسلسل C.B. Strike، وهو إنتاج مشترك بين BBC وHBO يستند إلى الكتب التي كتبتها رولينغ تحت اسم روبرت غالبريث، وهو أحد أفضل مسلسلات الغموض البريطانية في السنوات الأخيرة.

لكن الأمور تصبح إشكالية مع عرض الموسم الجديد يوم أمس الأول بعنوان C.B. Strike: The Ink Black Heart، المأخوذ عن الرواية السادسة من سلسلة روايات رولينغ عن المحققين الخاصين كورموران سترايك وروبن إيلاكوت.

يظل هذا الموسم المكوّن من 4 حلقات، على قناة HBO، عملاً بوليسياً متقن الصنع مع أداءَين رائعَين في صميمه. لكنّ العنصر البشري الذي جعل الأجزاء السابقة من C.B. Strike متميّزة يبدو أقل حضوراً هنا، إذ تطغى عليه مواضيع حالية غير مثيرة للاهتمام، ويبدو أنّها نتيجة لتجربة رولينغ في العالم الحقيقي.

واجهت The Ink Black Heart تحدّياً منذ البداية: مصدرها رواية ضخمة تمتد لـ1000 صفحة مليئة بنسخ لمحادثات جماعية وتغريدات وتبادلات نصّية. الكتاب أشبه بعقبة طباعية مرهقة؛ إذ بدأ كل فصل من فصوله الـ107 بمقتطف شعري لا يجعل قراءته أسهل.

توم إدج، الذي كتب الجزء الأكبر من المسلسل، وسو تالي، المخرجة المخضرمة للعمل، اتخذا قراراً حكيماً بعدم محاولة وضع كل هذه الثرثرة الإلكترونية على الشاشة، مكتفيَين بالإشارة إليها شفهياً بين الحين والآخر. كما ضغطا القصة بمهارة، مستبعدَين خطوط حبكة كاملة للتركيز على التحقيق المركزي. ومع ذلك، لم يتمكّنا من جعل القضية أكثر إثارة.

القصة تدور حول جريمة قتل تتعلّق بمبدع كرتون إلكتروني كئيب، والمشتبه فيهم مجموعة متنوّعة وغير متجانسة من المعجبين المهووسين وشركاء الرومانسية والعمل وغيرهم من المرتبطين بالقضية. يبدو أنّ اهتمام رولينغ كان أقل بكشف هوية القاتل وأكثر في إيصال رسالة محدّدة: «الفنان الناجح عاجز أمام الهواة الذين يعتقدون أنّ شخصياتك تخصّهم».

سيكون الأمر أفضل لو أنّنا اهتممنا بهذه الشخصيات، لكنّ الضحية التي تُصفّى سريعاً هي الوحيدة التي تُظهر أي موهبة أو عمق شعوري. (إحدى المشتبهات الساذجات تقول إنّها غير محتملة أن تكون القاتلة لأنّها، على حدّ تعبيرها، «أنا مناهضة للفاشية»). الموسم له جو كئيب قليلاً مع نهج خالٍ من الحيوية في حل اللغز.

هذا يجعل The Ink Black Heart خيبة أمل مقارنة بالفصول السابقة مثل Lethal White وTroubled Blood، اللذَين كانا دراما عائلية غنية استخدمت حل الجرائم كإطار للقصة.

مع ذلك، لا يزال الموسم يحتفظ بالقوة الكبرى للمسلسل: العلاقة بين كورموران وروبن - علاقة مبنية على الاحترام، مفعمة بالمودة العميقة، ودائمة الترقب الرومانسي - والأداءات الجذابة للغاية من قِبل توم بيرك وهوليداي غرينجر.

يمكن أن تصبح رقصة المغازلة المستمرة بين الشخصيتَين مملة بسهولة، لكنّ الممثلَين يجدان طرقاً للحفاظ عليها منعشة ومفاجئة. تقدّم غرينجر أداءً ممتازاً باستمرار في دور روبن العميلة، لكنّ الموسم الجديد قد يكون أكثر إبرازاً لأداء بيرك الهادئ والمحتوي في دور كورموران، الذي يتقن المزج بين القوة الصلبة والتعاطف المحرج للمحقق. (كما أنّ دور روث شين كمديرة المكتب الكئيبة والمرحة، بات، يعتبر عنصراً حيوياً).

يمكنك الاستمتاع بهما في The Ink Black Heart على رغم من عيوبه، مع الأمل في رؤية تكيّف للرواية المقبلة، The Running Grave، التي تعيد التركيز على الأمور العائلية.

theme::common.loader_icon