السعودية ستزيد التجارة والاستثمار مع الولايات المتحدة بـ600 مليار دولار
السعودية ستزيد التجارة والاستثمار مع الولايات المتحدة بـ600 مليار دولار
إسماعيل ناعور وقاسم نعمان- نيويورك تايمز
Friday, 24-Jan-2025 06:43

ذكرت وسائل الإعلام السعودية أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحدّث مع الرئيس ترامب، الذي جعل المملكة أول محطة له في أول جولة خارجية له كرئيس في عام 2017.

صرّح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس ترامب، الأربعاء، أنّ المملكة تعتزم زيادة استثماراتها وتجارتها مع الولايات المتحدة بما لا يقل عن 600 مليار دولار خلال السنوات الـ4 المقبلة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.
أكّد ولي العهد، وهو القائد الفعلي للمملكة، لترامب، أنّ إدارته الجديدة لديها القدرة على خلق «ازدهار اقتصادي غير مسبوق» في الولايات المتحدة، وأنّ المملكة ترغب في المشاركة، وفقاً لبيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية.
وذكر البيت الأبيض في بيان صحافي أنّ المكالمة كانت الأولى لترامب مع زعيم أجنبي، وناقشا الوضع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى «طموحات المملكة الاقتصادية الدولية» وسبل «زيادة الازدهار المشترك» بين البلدَين.
وعد ترامب بتسريع الاستثمارات في الولايات المتحدة، خصوصاً لإحياء قطاع التصنيع. وأثناء حملته الانتخابية العام الماضي، صرّح بأنّه سيستخدم مزيجاً من التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية لإجبار الشركات على الاستثمار في الولايات المتحدة.
وأعلن ترامب، الثلاثاء، عن مشروع «ستارغيت»، وهو مشروع مشترك بين OpenAI و«سوفت بنك» و«أوراكل»، يهدف إلى إنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي بقيمة لا تقل عن 100 مليار دولار، مع إمكانية استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار خلال 4 سنوات.
وكانت السعودية المحطة الأولى لترامب في أول رحلة خارجية له كرئيس في عام 2017، ممّا يعكس الأهمية التي أولتها إدارته لعلاقته مع ولي العهد. وخلال تلك الفترة، سعت الولايات المتحدة إلى إبرام صفقات كبيرة مع المملكة، بما في ذلك صفقات تسليح.
منذ ذلك الحين، وقّع ترامب وأسرته عدة صفقات تجارية شخصية في منطقة الخليج، خصوصاً في السعودية والإمارات. وأعلنت منظمة ترامب في أيلول عن مشاريع عدة في السعودية، وكشفت أيضاً عن برج ترامب في جدة بقيمة 533 مليون دولار بالتعاون مع «دار غلوبال»، الذراع العالمية لشركة «دار الأركان» العقارية السعودية. وتُعدّ «دار الأركان ودار غلوبال» شركات خاصة، لكنّها تربطها علاقات وثيقة مع الحكومة السعودية.
كما حصل جاريد كوشنر، صهر ترامب، على استثمار بقيمة مليارَي دولار من صندوق حكومي سعودي لصالح شركته الخاصة للاستثمار المباشر، بعد 6 أشهر من مغادرة ترامب البيت الأبيض في عام 2021.
وأوضح سلمان الأنصاري، المحلل الجيوسياسي السعودي، أنّ «شيئاً واحداً مؤكّداً، ترامب ومحمد بن سلمان يُتقنان لغة الأعمال»، مستخدماً الاختصار الشائع لإسم ولي العهد.
وأخبر ترامب الصحافيّين في المكتب البيضاوي، الاثنين، أنّ السعودية كانت أول محطة له الخارجية خلال ولايته السابقة لأنّهم «وافقوا على شراء منتجاتنا بقيمة 450 مليار دولار»، إذا أرادت السعودية «شراء 450 أو 500 أخرى»، فإنّه «ربما سيذهب إلى هناك» كأول رحلة خارجية له في ولايته الثانية.
في الربيع، قبل انتخابه، تحدّث ترامب مع ولي العهد. لم يكن من الواضح ما الذي تمّت مناقشته وما إذا كانت هذه هي المحادثة الوحيدة بينهما منذ مغادرة ترامب منصبه.
خلال الحملة الانتخابية، أخبر ترامب قناة «العربية»، المملوكة للسعودية، بأنّه يكنّ «الكثير من الاحترام لمحمد، الذي يقوم بعمل عظيم». وظلّ ترامب داعماً لولي العهد في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي، على رغم من تقييم وكالة المخابرات المركزية بأنّ ولي العهد ربما وافق على عملية القتل وتقطيع جثة خاشقجي.
وتحدّث وزير الخارجية ماركو روبيو أيضاً مع ولي العهد السعودي، في مكالمة ناقشا خلالها «قوة الشراكة الأميركية السعودية في هذا الوقت من التغيّرات الهائلة»، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية. وفي عام 2018، عندما كان سيناتوراً، أكّد روبيو إنّه «لا شك» أنّ ولي العهد السعودي كان متورّطاً في مقتل خاشقجي.
وتركّز إدارة ترامب أيضاً على إقناع السعودية بالانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وهي اتفاقية توسطت فيها الإدارة خلال ولايتها الأولى وأسفرت عن إقامة علاقات ديبلوماسية رسمية بين دول عربية عدة وإسرائيل.
وفي بيان صدر صباح أمس عن وكالة الأنباء السعودية، أعلنت السعودية أنّ ترامب وولي العهد محمد ناقشا أيضاً «سبل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط»، على رغم من أنّ البيان لم يذكر أي مناقشات حول توسيع محتمل لتلك الاتفاقيات.
في المكتب البيضاوي الاثنين، ناقش ترامب أيضاً تلك الاتفاقيات. وأخبر الصحافيّين: «لا أعتقد أنّك بحاجة إلى الضغط عليهم. أعتقد أنّ الأمر سيحدث، لكن ربما ليس بعد. لكنّهم سينضمّون إلى الاتفاقيات، اتفاقيات أبراهام». وعندما سُئل عن موعد توقّعه لتوقيع الجانبَين على اتفاق جديد، أجاب ترامب: «قريباً».
في العام الماضي، صرّح ولي العهد محمد بن سلمان أنّ المملكة لن تُطبّع العلاقات مع إسرائيل من دون الحصول أولاً على اعتراف بإقامة دولة فلسطينية، وهو موقف يمثل تغيّراً عن تصريحات سابقة.

theme::common.loader_icon