أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ ما لا يقلّ عن 10 أشخاص قُتلوا خلال الغارات. كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أنّ العشرات اعتُقلوا.
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أنّه يواصل ما وصفه بعملية جديدة لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية المحتلة من قِبل إسرائيل. وذكرت مصادر فلسطينية أنّ ما لا يقل عن 10 أشخاص قُتلوا خلال العمليات.
وصرّحت متحدّثة باسم الجيش الإسرائيلي أنّ «10 مسلّحين استُهدفوا» خلال العملية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. في وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنّها قتلت 8 مسلحين منذ بدء الغارة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ 10 أشخاص قُتلوا في جنين ومحيطها منذ بدء العملية.
وأُصيب ما لا يقل عن 4 أشخاص أمس في جنين، حيث تركّزت الغارات الأخيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». كما استُهدِفت مدن أخرى في الضفة الغربية خلال الغارات.
وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين التابعة للسلطة الفلسطينية أنّ القوات الإسرائيلية اعتقلت ما لا يقلّ عن 25 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية منذ مساء الثلاثاء.
وأدّى تعزيز الأمن عند الحواجز الإسرائيلية المنتشرة عبر الأراضي المحتلة إلى إبطاء حركة المرور أو إيقافها بالكامل. وفي إحدى الحالات، تُوفّيَت امرأة (45 عاماً) عند حاجز خارج الخليل أثناء انتظارها السماح لها بالذهاب إلى المستشفى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
في جنين، أكّد رئيس البلدية محمد جرار لـ«وفا» أنّ القوات الإسرائيلية احتجزت ما يصل إلى 600 شخص في مستشفى جنين الحكومي طوال الليل، لكن سُمح لهم بالمغادرة صباح أمس. وذكرت الوكالة أنّ جرّافات إسرائيلية سدّت أبواب المستشفى بالتراب المستخرج من الشوارع القريبة.
من جهته، أعلن محمود السعدي، رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين، أنّ المرضى الذين تمّ إجلاؤهم نُقلوا إلى حاجز لتفتيشهم، وفُحِصت بطاقات هويّتهم قبل السماح لهم بالعبور. وأضاف السعدي أنّ بعض الأشخاص احتُجزوا عند الحاجز.
وصرّح محمد المصري، وهو أحد سكان المدينة وعضو سابق في اللجنة المحلية لإدارة مخيّم جنين للاجئين، في مقابلة أمس: «الوضع صعب للغاية».
وأوضح المصري أنّ عائلته فرّت من منزلها عند بدء الغارة الإسرائيلية، لأنّ «لا ماء ولا كهرباء»، مضيفاً أنّ القوات الإسرائيلية قسّمت أجزاء من جنين إلى مناطق صغيرة وأمرت بعض السكان في مناطق عدة بالإخلاء بينما احتُجز الرجال.
كما أكّد جرار أنّ الناس أُجبروا على مغادرة منازلهم، وهو ادّعاء نفاه المتحدّث العسكري الإسرائيلي، المقدّم ناداف شوشاني، قائلاً: «لا يوجد أمر إخلاء في جنين».
وأثناء إحاطة الصحافيّين عن العملية، أوضح العقيد شوشاني أنّ الأشخاص في مستشفى جنين الحكومي احتُجزوا موقتاً للتأكّد من عدم تعرّضهم إلى أذى بسبب المتفجّرات التي كان الجيش يفجّرها في المنطقة المجاورة.
ومنذ التوصّل إلى هدنة موقتة في غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ركّزت إسرائيل اهتمامها على الضفة الغربية، حيث تصاعدت التوترات مع ازدياد قوة المسلّحين وتصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليّين ضدّ المدنيّين الفلسطينيّين.
وصرّح العقيد شوشاني أنّ العملية في الضفة الغربية كانت مشابهة من ناحية الحجم لعملية نفّذها الجيش في آب. وأشار إلى أنّ الغارات التي استمرّت 10 أيام في جنين أدّت إلى مقتل 21 شخصاً، وفقًا لوسائل الإعلام الفلسطينية والسكان، وكانت واحدة من أوسع وأشدّ الغارات فتكاً في الضفة الغربية منذ سنوات.
وأضاف العقيد أنّ العملية كانت جزءاً من جهود إسرائيل للحَدّ من الهجمات المسلحة، مشيراً إلى أنّ العديد منها يتضمّن استخدام متفجّرات محلية الصنع وُضِعت تحت الشوارع المدنية وفي مركبات عسكرية إسرائيلية.
وتابع العقيد شوشاني: «استراتيجيّتنا هي مواجهة هؤلاء الإرهابيّين مع تمكين السكان المدنيّين من مواصلة حياتهم».
وأعلنت كتيبة جنين التابعة لـ«كتائب شهداء الأقصى»، وهي مجموعة مسلحة مرتبطة بشكل غير مباشر بحركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ مقاتليها كانوا يخوضون «اشتباكات عنيفة» مع القوات الإسرائيلية في مناطق عدة من جنين، وأنّهم فجّروا عبوات ناسفة.
وأوضحت المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فارسخ، أنّ القوات الإسرائيلية ما زالت «تفرض حصاراً مشدّداً على مخيّم جنين والأحياء المحيطة به»، ممّا حال دون وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين. وأضافت أنّ الجيش الإسرائيلي أطلق طلقات تحذيرية على سيارات الإسعاف يوم الثلاثاء.
في سلسلة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أمس، أكّد رولاند فريدريش، مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيّين في الضفة الغربية، أنّ العملية الإسرائيلية «من المتوقع أن تستمر لعدة أيام»، مشيراً إلى استخدام أسلحة متطوّرة، بما في ذلك الضربات الجوية، في جنين.