PSR ليس مثالياً لكنّ علاج الصدمة من الـ"بريميرليغ" كان له تأثير
PSR ليس مثالياً لكنّ علاج الصدمة من الـ"بريميرليغ" كان له تأثير
فيليب باكنغهام
Thursday, 16-Jan-2025 06:13
ساد جَوّ من اليأس بين عدد من أندية الدوري الإنكليزي الممتاز الصيف الماضي. كانت السنوات المالية تقترب من نهايتها في القسم الأعلى لكرة القدم الإنكليزية، وكان الضغط يتصاعد لتحقيق أرباح قبل فوات الأوان. بيع اللاعبين أصبح ضرورة لتجنّب خرق قواعد الربحية والاستدامة (PSR) قبل 30 حزيران.

كان ما حدث في نيوكاسل يونايتد في ذلك الوقت بمثابة نموذج مُصغّر للفوضى. فقد وافق الـ"ماكبايز" على مَضَض على بيع يانكوبا مينتيه، جناحه الشاب حينها، إلى برايتون مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، ثم وافق على انتقال إليوت أندرسون، المهاجم المحلي المَنشأ، إلى نوتنغهام فورست مقابل 35 مليون جنيه إسترليني.

وأوضح المدرب إيدي هاو للصحافيّين في تشرين الأول عن تلك الصفقات: "لم يكن لدينا خيار آخر. لم نستطع خرق PSR، ولم نكن مستعدّين لمواجهة خصم نقاط. والصفقتان الوحيدتان المتاحتان لدينا في ذلك الوقت هما اللتان أتممناهما".

نيوكاسل، الذي أنفق 320 مليون جنيه إسترليني في أول عامَين ونصف تحت إدارة ملاّكه السعوديّين، لم يرغب في بيع مينتيه أو أندرسون. ومن المحتمل أنه لم يرغب أيضاً في دفع 20 مليون جنيه إسترليني لنوتنغهام مقابل الحارس الثالث اليوناني أوديسياس فلاكوديموس، الذي لم يشارك بعد في الدوري الممتاز تحت إدارة هاو.

لكنّ بيع أندرسون كان مشروطاً بموافقة فورست، الذي خرق الـPSR الموسم الماضي وكان على وشك تجاوزه مجدّداً، على الحصول على مقابل في الصفقة، ممّا جعل نيوكاسل في موقف لا يمكنه الخروج منه.

كانت أندية أخرى تمارس التكتيك عينه، مثل أستون فيلا وإيفرتون وتشلسي وليستر سيتي، إذ أبرمت صفقات متبادلة لتحقّق الامتثال. حوالى 200 مليون جنيه إسترليني، معظمها كـ"ربح صافٍ"، جُمِعت بشكل جماعي من قِبل هذه الأندية الـ6 في الأسابيع الأخيرة من حزيران. وأكّدت نتائج يوم الثلاثاء أنّ التداول كان مفيداً.

لم ترفع فترة التقييم التي استمرّت 14 يوماً لحسابات موسم 2023-2024 وحسابات الـPSR أي إشارات حمراء في الـ"بريميرليغ". وعلى عكس كانون الثاني الماضي، عندما وُجِّهت اتهامات لإيفرتون وفورست، لم تكن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات تأديبية.

ما زالت حالة ليستر أكثر تعقيداً، إذ يعتقد الدوري الإنكليزي أنّ الـ"فوكسز" لا يزالون عرضةً لتهمة واحدة على الأقل وسط التحدّيات القانونية المتبادلة، لكنّ عام 2024، المعروف بعام "العلامة النجمية"، ترك بصمته.

التُهم الثلاث المتعلّقة بـPSR التي عُولِجت الموسم الماضي (اثنتان لإيفرتون وواحدة لفورست) أسفرت عن خصم 12 نقطة إجمالاً، وهو نوع من علاج الصدمة الذي يصعب تجاهله.

قد لا يُعرف أبداً مدى قرب نيوكاسل وأندية أخرى من تجاوز حَدّ الإنفاق الموسم الماضي. ستكشف حسابات موسم 2023-2024، التي يجب تقديمها بحلول نهاية آذار، بعض الدلائل. لكنّ غياب الشفافية في عملية الـPSR يجعل من الصعب تقديم تحليل كامل ومستنير.

يتعيّن تقييم الأندية بناءً على تصرّفاتها، وأيام حزيران المجنونة كشفت عن قلق نابع من العقوبات المفروضة على إيفرتون وفورست قبل أشهر. وأثار ذلك حافزاً إضافياً للبحث عن أرباح سريعة في سوق الانتقالات بمجرّد انتهاء الموسم.

اعترف هاو بذلك - لم يكن لدى نيوكاسل رغبة في بيع مينتيه أو أندرسون، وبالتأكيد ليس كلاهما. لكن، كما أوضح هاو، الوجه البارز في تلك المنظمة، لم يكن هناك "خيار آخر" سوى قبول 65 مليون جنيه إسترليني كرسوم انتقال لهما لتجنّب خرق الـPSR.

هل كان تشلسي قريباً من هذا الحَدّ؟ هذا غير واضح، لكنّ التزامه يعود بقدر كبير إلى بيع فندقَين في موقع ملعب "ستامفورد بريدج" لشركات أخرى مملوكة لشركة BlueCo، الشركة الأم لتشلسي، كما يعود إلى البيع المتأخّر للمدافع إيان ماتسن إلى فيلا مقابل 37,5 مليون جنيه إسترليني. ولم يكن لدى الآخرين رفاهية الصفقات العقارية لتحسين الأرقام.

لا يزال للـPSR معارضون بارزون، مثل مالك فيلا المشارك ناصيف ساويرس، الذي أوضح لصحيفة "فاينانشال تايمز" في حزيران، أنّ اللوائح تعوق التقدّم و"ليست جيدة لكرة القدم"، لكنّ الموسم الماضي أظهر أنّ الإنفاق الزائد سيظل له ثمن رياضي. أصبح إيفرتون وفورست مثالاً سيئاً لا يَرغب أحد في اتباعه.

كان ذلك واضحاً من خلال الأعمال المفاجئة التي تمّت في حزيران، واستمرّ الحذر في هذا الموسم.

أوضح مانشستر يونايتد، أحد أقوى الأندية مالياً في كرة القدم الإنكليزية تقليدياً، أنّه ليس لديه مجال كبير لدعم المدرب الجديد البرتغالي روبين أموريم بعد خسائره الفادحة في السنوات الأخيرة.

ونيوكاسل لا يزال مقيّداً مالياً، فلم ينفق سوى حوالى 60 مليون جنيه إسترليني هذا الموسم. أمّا صافي إنفاق فيلا للموسم فبلغ حوالى 26 مليون جنيه إسترليني مع بداية فترة الانتقالات الشتوية الحالية.

كان بإمكان هذه الأندية الثلاثة إنفاق المزيد لكنّها تعلّمت الموسم الماضي أنّ العقوبات ستكون حتمية.

لن يكون من الملائم تهنئة الدوري الإنكليزي على قوة الحَوكمة بينما لا تزال 115 تهمة بانتهاكات مالية تُخيّم على مانشستر سيتي، بطل الدوري لـ4 مواسم متتالية، وتظل قضية ليستر غير محسومة. لكنّ الموسم الماضي كان بمثابة إنذار بضرورة الالتزام بالقواعد. خصم النقاط سيكون مصير أي نادٍ غير ممتثل.

"الدوري الإنكليزي يرى أنّ العقوبة المناسبة الوحيدة هي عقوبة رياضية تتمثل في خصم النقاط"، وجادل في جلسة الاستماع الأولى للـPSR الخاصة بإيفرتون، التي أسفرت عن عقوبة خصم 10 نقاط في البداية، خُفِّضت لاحقاً إلى 6 نقاط عند الاستئناف. وتكرّرت الجملة عينها عندما واجه فورست لجنة مستقلة.

الـPSR لديه تناقضاته وعيوبه، وقد يؤدّي إلى مزيد من الأعمال التجارية غير المنسقة والمشتتة قبل نهاية السنوات المالية في نهاية حزيران من كل عام. لكن الـ12 شهراً الماضية - وعدم توجيه أي اتهامات جديدة هذا الأسبوع - أوضحت للأندية أنّ العقوبات هي أمرٌ يجب أخذه على محمل الجَدّ.

theme::common.loader_icon