إيفرتون يلجأ إلى مويز مرّة ثانية
إيفرتون يلجأ إلى مويز مرّة ثانية
بيرلا سعاده
Tuesday, 14-Jan-2025 06:40
عاد المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز إلى قيادة الدكة الفنية في إيفرتون الإنكليزي، بعد توقيعه عقداً لمدة عامَين ونصف.

وتُعدّ هذه الفترة الثانية له مع «توفيز»، بعد ولايته الأولى التي استمرّت من عام 2002 إلى 2013. وجاء تعيين مويز في وقت حاسم، إذ يحتل إيفرتون حالياً المركز الـ16 في الدوري الإنكليزي الممتاز، بفارق نقطة واحدة فقط عن منطقة الهبوط.

 

خلال فترته الأولى مع إيفرتون، لعب مويز دوراً محورياً في تطوير أداء الفريق. وقاد نادي ضفاف الميرسيسايد لتحقيق مراكز متقدّمة في الـ«بريميرليغ»، بما في ذلك المركز الرابع في موسم 2004-2005، ممّا أهله لخوض تصفيات دوري أبطال أوروبا.

 

كما وصل إيفرتون تحت قيادة الاسكتلندي إلى نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي عام 2009. وتميّزت حقبة مويز الأولى بالتركيز على الانضباط، التنظيم التكتيكي، واستغلال إمكانات اللاعبين، وهي صفات جعلته محبوباً لدى جماهير «غوديسون بارك».

 

بعد مغادرته إيفرتون في عام 2013 لتولّي تدريب مانشستر يونايتد خلفاً للاسكتلندي السير أليكس فيرغسون، واجه مويز سلسلة من التحدّيات في مسيرته التدريبية. فاستمرّت فترته مع يونايتد 10 أشهر فقط، تلاها سفره إلى إقليم الباسك لقيادة ريال سوسيداد الإسباني، قبل العودة إلى شمال إنكلترا لإدارة دكّة احتياط سندرلاند، ثم إلى العاصمة لندن لقيادة وست هام يونايتد على حقبتَين قصيرتَين. وحقّق مويز نجاحاً ملحوظاً في العاصمة مع وست هام، توجّه بالفوز بلقب، النسخة الثانية من دوري المؤتمر الأوروبي (كونفرنس ليغ)، البطولة المستحدثة أخيراً من قِبل الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا)، في موسم 2022-2023.

 

يشير استحواذ مجموعة فريدكين أخّيراً على النادي الأزرق في مدينة لفيربول إلى بداية جديدة للـ»توفيز»، مع تغييرات كبيرة في الأفق، بما في ذلك الانتقال إلى ملعب جديد في «براملي-مور دوك».

 

كما أنّ معرفة مويز بثقافة النادي وخبرته الواسعة في الدوري الإنكليزي تجعلانه خياراً مناسباً لقيادة إيفرتون خلال المرحلة الانتقالية، إذ إنّه يُركّز حالياً على تحسين أداء الفريق لضمان البقاء في الدوري الإنكليزي، ممّا يُسهّل الانتقال إلى ملعبهم الجديد.

 

من المتوقع أن تُضيف عودة مويز إحساساً متجدّداً بالانضباط والمرونة التكتيكية، بما أنّ فلسفته التدريبية تعتمد على بناء دفاع قوي، تعزيز أخلاقيات العمل، واعتماد البراغماتية الاستراتيجية. ومن المتوقع أن تكون هذه المبادئ أساسية في رحلة إيفرتون للتغلّب على تحدّيات الموسم الحالي ووضع أسُس النجاح المستقبلي بعد ضمان البقاء في الـ«بريميرليغ».

 

في أول مؤتمر صحافي له عند توقيع عقد انطلاقة حقبته الثانية في «غوديسون بارك»، أعرب مويز عن حماسته للتحدّيات المقبلة والتزامه بإعادة بناء القوة التنافسية للنادي، مشدّداً على أهمية دعم الجماهير والعمل الجماعي لتحقيق أهداف النادي. كما أكّد على ضرورة دمج اللاعبين أصحاب الخبرة مع المواهب الصاعدة لبناء فريق متماسك وقوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات.

 

مع اقتراب المباريات المقبلة، بما في ذلك مواجهة أستون فيلا أولاً، ستكون خبرة مويز التكتيكية ومعرفته بالـ«بريميرليغ» أساسية لإبعاد الفريق عن منطقة الهبوط. وتُعدّ قدرته على تكييف التكتيكات بناءً على تحليل الخصوم وديناميكيات المباراة عاملاً هاماً في تحسين أداء إيفرتون في المباريات المتبقية من الموسم.

 

فخلال فترة وجوده في وست هام، فضّل مويز تشكيلة 4-2-3-1، مع التركيز على الهجمات المرتدة واللعب على الأطراف، فبنى فريقاً يتنافس بانتظام على التأهل عبر المراكز الأوروبية وفاز بدوري المؤتمر في 2023.

 

إلى ذلك، ومع اقتراب نهاية فترة تدريبه، ظهرت بعض الإحباطات بشأن تكتيكاته، خصوصاً في ما يتعلّق بكيفية التعامل مع لاعبين مثل الغاني محمد قدّوس، البرازيلي لوكاس باكيتا، والإنكليزي جارود بويين، فأنهى وست هام الموسم الماضي في المركز التاسع لكنّه استقبل 74 هدفاً، وهو رابع أسوأ خط دفاع في الدوري.

 

يُعدّ مويز مدرباً براغماتياً، لأنّه يُعدّل تكتيكاته بناءً على الموارد المتاحة. في إيفرتون، كان يعتمد غالباً على لاعبين فنيّين مثل لاعبَي الوسط الإسباني السابق ميكيل أرتيتا (مدرب أرسنال حالياً) والجنوب إفريقي السابق ستيفن بيينار، ويمكنه تكرار الأمر عينه مع الفرنسي إيليمان نداي.

 

فعلى رغم من أنّ الانتقال من أسلوب شون دايتش، المُقال منذ أيام من تدريب إيفرتون، إلى أسلوب مويز قد يكون أسهل من الانتقال إلى نظام مختلف تماماً، إلّا أنّ مويز قد يواجه بعض التحدّيات، إذ يفتقر إلى جَودة الظهيرَين أو تهديدات الهجوم التي كان يمتلكها بويين وقدّوس في وست هام.

 

لذلك، سيكون التعاقد مع لاعبين جدد أمراً حاسماً بالنسبة إلى المدرب الاسكتلندي. إذ يستعد إيفرتون لمواجهة صراع الهبوط ويتطلّع إلى تعزيز صفوفه في الصيف.

وكان مويز مشاركاً رئيساً في التعاقدات خلال فترته الأولى في «غوديسون بارك»، إذ إنّه كان يتابع اللاعبين عدة مرّات لتقييم مدى ملاءمتهم.

 

إذاً، تُمثل إعادة تعيين مويز مزيجاً من التقاليد والتفكير المستقبلي لإيفرتون. إنجازاته السابقة مع النادي، إلى جانب الخبرة التي اكتسبها من مهامه التدريبية الأخرى، تجعله قائداً كفؤاً لقيادة إيفرتون خلال هذه الفترة المحورية.

 

ويهدف التعاون بين مويز عبر مجموعة فريدكين إلى فتح فصل جديد من الاستقرار والنجاح، لضمان بقاء إيفرتون في الدوري الممتاز وبناء قاعدة لتحقيق إنجازات مستدامة في السنوات المقبلة. ويُتوقع أن تُسهم قيادته في تحفيز الفريق، وترسيخ الانضباط التكتيكي، وإشراك الجماهير، وهي مكوّنات أساسية في سعي إيفرتون إلى تجاوز التحدّيات الحالية وتحقيق النجاح على المدى الطويل.

theme::common.loader_icon