4 أفلام دولية يمكنك مشاهدتها الآن
4 أفلام دولية يمكنك مشاهدتها الآن
ديفيكا غيريش- نيويورك تايمز
Monday, 13-Jan-2025 06:25

هذا الشهر، يحكي أحد أفراس النهر التابعة لبابلو إسكوبار قصته، ولوح ويجا يُرعب الأصدقاء في الهند، ولاجئ إيراني في فنلندا يواجه تحدّيات المراهقة.

يمكنك تسميته بـ"فرس النهر الكوكاييني": يُقدّم فيلم نيلسون كارلو دي لوس سانتوس أرياس الجديد والغريب، لمحة فريدة عن جزء غريب من تاريخ أميركا الجنوبية الحديث بطريقة سينمائية تعكس غرابته.

في الثمانينات، استورد بابلو إسكوبار 4 أفراس نهر إلى ممتلكاته التي ضمّت مجموعة من الحيوانات الغريبة. على مدى العقود اللاحقة، تكاثر القطيع حتى وصل عدده إلى حوالى 170 بحلول عام 2023، وأصبح يمثل نوعاً غازياً في كولومبيا. أحد هذه الأفراس، واسمه "بيبي"، هرب من المزرعة وقتلته السلطات في عام 2009.

في فيلم Pepe، يسرد لنا شبح هذا الكائن الشهيد، الذي يتحدّث بلغات عدة بصوت جهوري يمزج بين الفكاهة والرعب، القصة الطويلة والمعقّدة التي أدّت إلى موته بعيداً من موطنه الأصلي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

نرافقه في رحلة عابرة للقارات تبدأ من مستنقعات ناميبيا، حيث يتأمّل السياح الألمان أفراس النهر، وتنتهي عند أنهار كولومبيا، حيث يُثير أبناء جنسه الذعر بين الصيّادين المحليّين.

قصته حزينة، غريبة، مستوحاة وأحياناً مضحكة بشكل مذهل، وإن كان الضحك على حسابنا. يُقدّم الفيلم رؤيا جريئة تُدين الإستعمار الأوروبي، وعنف الكارتيلات، والتدمير البيئي، وهو حكاية تحذيرية عن كيفية تسبّب تدخّل البشرية المتغطرس في الطبيعة بكوارث تهدّد بابتلاعنا.

Romancham (متوفر على منصة هولو)

في السنوات الأخيرة، حققت السينما الناطقة بلغة المالايالامية، والآتية من ولاية كيرالا في جنوب الهند، نجاحات كبيرة، ويُعدّ فيلم "رومانشام" للمخرج جيثو مادهفان مثالاً بارزاً للموجة الجديدة الرائعة في إرث المنطقة الطويل لصناعة الأفلام المستقلة. ويُعدّ الفيلم كوميديا-رعباً مسلية بشكل استثنائي، تقدّم ضحكات صادقة ومشاهد رعب متقنة بالتساوي، من دون الاعتماد على نجوم كبار أو مؤثرات بصرية مبهرجة.

تبدأ القصة في مستشفى، حيث يتعافى البطل جيبي (سوبين شاهير) من صدمةٍ. وبينما يروي قصته للممرّضة، نرى كيف تطوّرت الأحداث. يعيش 7 شبان في شقة صغيرة في المدينة، بأسلوب حياة يعكس واقع عزّاب عاطلين من العمل: جدال، حفلات، إهمال للنظافة، وتعدٍ دائم على خصوصيات بعضهم البعض. في أحد الأيام، يجلب جيبي لوح ويجا إلى الشقة، وسرعان ما تصبح الأجواء أكثر ازدحاماً - ربما بأرواح غير مرئية.

ما يجعل Romancham ممتعاً للغاية هو أنّ الفكاهة والرعب ينبعان من تصرّفات الشخصيات البشرية، وليس من حِيَل خارقة للطبيعة. الأشباح هنا لا تُرهب الشخصيات بقدر ما توفّر مبرّرات جديدة لتصادماتهم وسلوكياتهم، ممّا يُضيف أبعاداً جديدة إلى قصة درامية مليئة بالمشاهد المليئة بالملاحظة عن الصداقة والحياة المشتركة.

Luise (متوفر على منصة توبي)

يروي فيلم Luise أحداثه عبر سلسلة من المشاهد البسيطة والصامتة التي تدور في كوخ منعزل في منطقة الألزاس خلال القرن الـ20. الفيلم عبارة عن إثارة تاريخية أُخرِجت بدقة متناهية لكنّها مشحونة بالعواطف.

تدور الأحداث في عام 1918، إذ تقع الألزاس على الحدود بين الإمبراطوريتَين المتحاربتَين: فرنسا وألمانيا. على تلة منعزلة، تعيش لويز (لويز أشينبرينر) بمفردها - وهو تطوّر حديث كما يكشف أحد التحوّلات البارعة في البداية.

في صباح مصيري، تتلقّى لويز زائرين غير متوقعين: امرأة فرنسية (كريستا ثيريت) تحاول الهرب عبر الحدود إلى هولندا، وجندي ألماني مصاب (ليونارد كونز) هارب من وحدته. وتتحدّث لويز باللغات الألمانية، الألزاسية، والفرنسية، ممّا يسمح لها بالتواصل مع الضيفَين، بينما ينظر كل منهما إلى الآخر بنظرات عدائية.

هذا المثلث اللغوي، الذي يجمع بين الغموض والتوتر الحميم، يتحوّل إلى مثلث عاطفي يُغذّيه الإغراء الجنسي لدى الفرنسية، الكاثوليكية المتزمتة لدى الجندي، والرغبات المرتبكة لدى لويز.

Any Day Now (متوفر على Film Movement Plus)

استوحى المخرج هاماي راميزان فيلمه من حياته كلاجئ إيراني في أوروبا، ويُعدّ الفيلم قصة مليئة بالعذوبة والضوء، على رغم من أنّ الغيوم تتربّص في أطرافها.

في نواحٍ عديدة، تبدو حياة رامين مهديبور (13 عاماً) أشبه بجنة صغيرة. يَعيش مع أسرته المكوّنة من والدَيه وأخته الصغرى، الذين يُشكّلون وحدة عائلية مليئة بالحُبّ والدفء. لديهم حياة اجتماعية نشطة مع الجيران، والمدرسة الثانوية بدأت بشكل مبشر بالنسبة إلى رامين (أرن-سينا كيشفاري)، ولديه صديق مقرّب يُدعى جيجي وإعجاب بدأ يتشكّل تجاه فتاة.

لكنّ المشكلة تكمن هنا: أسرة مهديبور تعيش في مأوى لطالبي اللجوء في فنلندا، وفي بداية الفيلم، يتلقّون رسالة رفض من السلطات. وعلى رغم من الجهود البطولية التي يبذلها الوالدان للحفاظ على حياة طبيعية لأطفالهما، فإنّ عدم اليقين يُخيّم عليهم فيواجهون العملية الصعبة للاستئناف.

مثلما تحاول أسرة مهديبور تجاهل واقعها القاسي، يركز فيلم Any Day Now على تفاصيل الحياة اليومية لرامين، مثل لحظات الفرح البسيطة. ويصوّر التفاصيل بلمسة جميلة وملموسة، إذ يتابع رامين وهو يشم الزهور، يستكشف الغابات المليئة بالطحالب مع أصدقائه، ويرقص بتردّد في حدث مدرسي مع الفتاة التي يُعجب بها.

مع ذلك، فإنّ هذه المشاهد المألوفة عن مرحلة المراهقة مشحونة بقدر من المأساة والتوتر، حيث تنتظر الأسرة معرفة مصيرها، ممّا يُذكّرنا كيف يمكن للعنف الناتج من التهجير أن يحرم ضحاياه حتى من أبسط متع الحياة.

theme::common.loader_icon