فرص ضائعة، بطاقات حمراء وركلات جزاء
فرص ضائعة، بطاقات حمراء وركلات جزاء
مارك كريتشلي وجيمس ماك نيكولاس وإلياس بورك- نيويورك تايمز
Monday, 13-Jan-2025 06:17

فاز مانشستر يونايتد على أرسنال 5-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء مباراتهما في كأس الاتحاد الإنكليزي بالتعادل 1-1 عقب الوقت الإضافي، إذ أضاع الألماني كاي هافيرتز ركلة جزاء في سلسلة الركلات الترجيحية، ممّا أرسل يونايتد، الذي لعب بـ10 لاعبين، إلى الدور الرابع لمواجهة ليستر سيتي بقيادة المدير الفني السابق ليونايتد، الهولندي رود فان نيستلروي.

أهدر أرسنال العديد من الفرص خلال المباراة، لكنّه اصطدم أيضاً بتألق حارس يونايتد التركي ألتاي بايندير، في حين قام الحارس الإسباني ديفيد رايا بتصدّياً رائعاً في اللحظات الأخيرة أمام الهولندي جوشوا زيركزي، الذي سجل لاحقاً ركلة الترجيح الحاسمة.

بعد هجمة مرتدة سريعة في الشوط الأول، أنهى البرتغالي برونو فيرنانديز الكرة في الشباك بعد عمل فردي من الأرجنتيني أليخاندرو غارناشو، قبل أن تُغيّر البطاقة الحمراء التي حصل عليها البرتغالي ديوغو دالوت (بعد إنذار ثانٍ) مجرى المباراة. وسرعان ما أدرك أرسنال التعادل عبر البرازيلي غابرييل ماغلهاييساس.

بعد دقائق، كان بإمكان فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا التقدّم من ركلة جزاء، لكنّ بايندير تصدّى لتسديدة منخفضة للدنماركي مارتن أوديغارد نحو يساره، وتبعها بتصدٍ رائع آخر لرأسية ديكلان رايس. كما شهدت اللحظات المحيطة بقرار احتساب ركلة الجزاء مشادات حامية بين غالبية اللاعبين في الملعب.

لماذا حدثت الفوضى بعد قرار ركلة الجزاء؟

بدأت 5 دقائق من الجنون عندما راوغ رحيم سترلينغ داخل منطقة جزاء يونايتد، ومرّر سترلينغ الكرة إلى هافيرتز، الذي انطلق من وسط الملعب. بعد لمسة سريعة بدا أنّها فتحت له زاوية للتسديد بقدمه اليمنى، قام بلمسة حادة نحو اليمين، ممّا أفقد هاري ماغواير توازنه أمامه.

عندما تحرّك هافيرتز إلى يسار ماغواير، مَدّ الأخير ذراعه أمام الألماني ومدّ ساقه. اصطدمت ركبة هافيرتز بركبة ماغواير قليلاً، في الوقت الذي أصبحت فيه الكرة بحوزة مدافع يونايتد الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز. أشار الحكم آندي مادلي فوراً إلى نقطة الجزاء، فوصف محلل BBC ميكا ريتشاردز الحادثة بأنّها "غير كافية لركلة جزاء على الإطلاق" خلال تحليله.

تجمّع لاعبو يونايتد بقيادة ماغواير والأوروغوياني مانويل أوغارتي حول الحكم للاعتراض، وبدا المدافع الإنكليزي مذهولاً من القرار.

أثناء إعادة الحادثة للجمهور، بدأ لاعبو الفريقَين بالتدافع داخل منطقة الجزاء. واجه ماغواير هافيرتز قبل أن يتدخّل الهولندي يورين تيمبر للدفاع عن زميله. بعيداً من ماغواير وغابرييل، دخل أوغارتي وهافيرتز في مناوشة بالأيدي قبل أن يتقدّم أوغارتي للأمام، ليسقط هافيرتز أرضاً ممسكاً بوجهه.

بعد أن هدأت التوترات، سلّم غابرييل الكرة لأوديغارد لتنفيذ ركلة الجزاء، فسدّد بدقة نحو الزاوية اليمنى السفلية، لكنّ اليد اليسرى الممدودة لبايندير كانت أكثر من كافية، فدفع التسديدة بعيداً من المرمى قبل أن ينهض بسرعة للإمساك بها.

ما مصدر تألّق بايندير في التصدّيات؟

نادراً ما حصل على فرصة اللعب خلال عامه الأول في مانشستر، لكنّ بايندير ضَمَن المشاركة في بطولات الكأس بفضل وعود المدرب السابق الهولندي إريك تين هاغ. وأوفى المدرب البرتغالي الجديد روبن أموريم بتلك الوعود، حتى بعد الهدف الأولمبي الذي سُجّل عليه في كأس الرابطة أمام توتنهام.

على رغم من بعض اللحظات المهتزة في المباراة - بما في ذلك محاولة ضعيفة لإبعاد عرضية تسبّبت في هدف غابرييل وتكرار تسديدات غير دقيقة أرسلت الكرة إلى الخارج - إلّا أنّ بايندير تحوّل إلى لاعب آخر بعد ذلك. تصدّى لركلة جزاء، ثم رأسية رايس من مسافة قريبة، وأخيراً أبعد محاولة متأخّرة لرايس حول القائم. كما حافظ على قوّته في مواجهة الضغط خلال الركلات الثابتة لأرسنال.

كانت هذه المباراة الخامسة فقط لبايندير. لا يزال الحُكم النهائي عليه معلّقاً. لكنّ الأداء الذي قدّمه بعد هدف أرسنال سيمنحه الثقة التي يحتاجها بشدة.

كيف أضاع أرسنال كل تلك الفرص؟

فشل أرسنال في التسجيل من 23 محاولة على المرمى أمام نيوكاسل منتصف الأسبوع، وكرّر ذلك بعدم قدرته على إنهاء الهجمات هنا.

كان هافيرتز أكثر اللاعبين إهداراً، إذ سدّد كرتَين فوق العارضة في موقفَين بدا فيهما أنّ التسديد على المرمى أسهل. كما أضاع رايس فرصة رائعة بعد تمريرة مقوّسة من أوديغارد، فجاءت رأسيته في منتصف المرمى وكان بايندير في انتظارها، وتصدّى أيضاً لتسديدة منخفضة من رايس في نهاية الوقت الأصلي. ومنع الهولندي ماتيس دي ليخت البلجيكي لياندرو تروسارد من التسجيل وهو على بُعد خطوات من خط المرمى في الوقت الإضافي.

سيزيد هذا الإهدار التركيز على حاجة أرسنال للتعاقد مع مهاجم خلال فترة الانتقالات الشتوية. ويجب أن يشعر أرتيتا بالامتنان لإمكانية الاعتماد على غابرييل، على رغم من أنّ حقيقة أنّ قلب دفاعه هو أحد أبرز تهديداته الهجومية، وهي مشكلة في الهجوم.

ما دور غارناشو في خطة أموريم؟

يتعرّض أداء غارناشو إلى الانتقاد أخّيراً، وهو أمر غير منصف بالنظر إلى عمره (20 عاماً) والموهبة التي يتمتع بها.

دفع أموريم بغارناشو في التشكيلة الأساسية لأول مرّة منذ أكثر من شهر، فردّ الجميل بدوره الحاسم في هجمة مرتدة كلاسيكية ليونايتد على ملعب "الإمارات"، يمكن مقارنتها بهجمات رونالدو 2009 وروني 2010.

إذا كنتَ تنوي اللعب بشكل ضيّق ومتماسك كما فعل يونايتد هنا، فأنتَ بحاجة إلى سرعة في الهجمات المرتدة. ومع تجميد ماركوس راشفورد، أصبح غارناشو أفضل خيار ليونايتد في هذا السياق.

استغل غارناشو بشكل رائع سوء تقدير غابرييل للكرة العالية، وانطلق بسرعة داخل المساحة التي حاول يونايتد استغلالها طوال المباراة. ولا يزال بحاجة لإيجاد تمريرة حاسمة، فنجح في ذلك بإتقان، إذ مرّر إلى فيرنانديز الذي أودعها في الشباك.

هل بالغ فيرنانديز في الاحتجاج بحذائه؟

شهد الشوط الأول المليء بالتوقفات لحظة احتجاج مثيرة من فيرنانديز، فحصل على بطاقة صفراء لرمي حذائه مرّتَين على الأرض اعتراضاً على قرار الحكم.

كان فيرنانديز غاضباً لأنّ البرازيلي غابرييل خيسوس اصطدم به من الخلف أثناء تحضيره لتسديدة على حدود منطقة جزاء أرسنال، ممّا أدّى إلى خلع حذائه.

theme::common.loader_icon