مانشيت: واشنطن متفائلة بسلام دائم.. ووعود عربية بمساعدات وحراك دولي لانتخاب الرئيس وقائد الجيش يتقدّم
مانشيت: واشنطن متفائلة بسلام دائم.. ووعود عربية بمساعدات وحراك دولي لانتخاب الرئيس وقائد الجيش يتقدّم
Thursday, 09-Jan-2025 06:04

اليوم الخميس 9 كانون الثاني 2025، يقف الاستحقاق الرئاسي على مفترق حسم وجهته، إما في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية بما يعيد الانتظام للحياة السياسية والدستورية في لبنان، وإمّا في اتجاه استمرار الدوران في حلقة الفراغ المستحكم بالموقع الرئاسي الأول منذ مطلع تشرين الثاني من العام 2022.

مؤشرات المشهد الداخلي السابق لجلسة اليوم تشي بأنّ الاستحقاق الرئاسي على نار فوق الحامية، والسباق الإنتخابي محصور نظرياً بمجموعة قليلة من المرشّحين، فيما الوقائع تؤشّر إلى أنّ التركيز هو على قائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح يتقدّم بسرعة نحو القصر الجمهوري. واللافت للانتباه في هذا السياق، كانت مبادرة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى الانسحاب من المعركة الانتخابية، وقال في بيان: «اما وقد توفرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (اليوم)، وإزاء ما آلت اليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب. وإنني إذ أشكر كل من اقترع لي، فإنني انسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الاولى. وإنني اتمنى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن ان يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية».

الرياح انتخابية

الوقائع التي تسارعت في الساعات الأخيرة على أكثر من خط داخلي، تؤكّد أنّ الرياح انتخابيّة ورئيس الجمهورية سيولد في الجلسة الانتخابية التي ستُعقد في المجلس النيابي اليوم، وتوازي ذلك شراكة خارجية بصورة علنية ومباشرة؛ أميركية، فرنسيّة، سعوديّة ليس فقط، في إنضاج الطبخة الرئاسية، بل تعكف على رفع أسهم قائد الجيش وتدفع بقوة إلى انتخابه رئيساً للجمهورية.

في تقييم أجواء الاتصالات الأخيرة، يتبدّى جلياً أنّ الدفّة الرئاسيّة تميل نحو قائد الجيش، وثمة جهات سياسية استبقت الجلسة بحسم نتائجها سلفاً، والإعلان عن أنّ العماد جوزف عون رئيس للجمهورية مع وقف التنفيذ. فيما تقاطعت جهات اخرى على التأكيد أنّ الجلسة الانتخابية ستفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وإذا كان العماد جوزف عون قد أصبح على باب القصر الجمهوري، وعلى مسافة خطوة من فوزه برئاسة الجمهورية، فإنّ من الأفضل التريّث في انتظار ما ستقرّره صندوقة الاقتراع، على اعتبار أنّ الحسم المسبق ينطوي على استعجال وتسرّع، وخصوصاً انّ باب المفاجآت ليس مقفلاً.

اتصالات

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ حضور الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ظلّ قوياً ومباشراً على الخط الرئاسي، بتزكية قوية لخيار قائد الجيش، الذي تبنّاه أيضاً، وبصورة واضحة، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وكذلك الموفد السعودي يزيد بن فرحان، في اللقاءات والاتصالات التي أجرياها في الساعات الأخيرة.

ووفق المعلومات، فإنّ لقاء لودريان برئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كان جيداً، جرت فيه مقاربة موضوعية للوضع اللبناني بصورة عامة. وأشارت مصادر المعلومات، إلى أنّ الموفد الفرنسي أعرب عن ارتياح الإدارة الفرنسية من اقتراب لبنان من حسم استحقاقه الدستوري، كخطوة تعتبرها باريس بداية انتقال لبنان من وضعه الراهن وأزماته الصعبة، إلى مرحلة الإنقاذ والإصلاح والإجراءات الإنعاشية للاقتصاد اللبناني. وقارب بصراحة العماد جوزف عون كخيار رئاسي قادر على مواكبة ضرورات المرحلة المقبلة ومتطلباتها، بالشكل الذي يخدم مصلحة لبنان ويحقق تطلعات اللبنانيين. وشدّد لودريان على أهمية أن يحظى بالقدر الأعلى من توافق المكونات السياسية.

وأفيد بأنّ النائب رعد كان إيجابياً جداً في اللقاء مع لودريان، وإبلاغ الموفد الفرنسي بموقف «حزب الله» الداعي إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، واستعداد الحزب للتوافق على الشخصية التي تشكّل مصلحة للبنان. كما اكّد في الوقت نفسه انّ «حزب الله» منفتح على كل الخيارات، ولم يقف امام إجماع اللبنانيين على اسم رئيس للجمهورية».

ووفق معلومات «الجمهورية»، فإنّ اتصالات الموفد السعودي ركّزت على الخيار نفسه، وانّ العماد جوزف عون يشكّل الخيار الرئاسي الذي يحظى بمروحة دعم وقبول واسعة داخلياً وعربياً ودولياً، وهذا سينعكس بطبيعة الحال مصلحة للبنان واللبنانيين. ونقلت مصادر المعلومات عنه أجواء تفيد بمقاربة سعودية متحمسة للتفاعل الإيجابي للعهد الرئاسي الجديد، وانّ «المملكة ستكون كما كانت على الدوام إلى جانب لبنان، ومبادرة إلى توفير ما يعيد للبنان زهوه وانتعاشه ويوفّر لأبنائه الازدهار والرخاء».

والبارز في اتصالات الموفد السعودي، لقاء أمس، مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. وبحسب المعلومات فإنّ البحث دار بصورة بالغة الإيجابية، ولم يُحصر فقط بالملف الرئاسي، بل تعداه إلى ما بعد الانتخاب بالبحث في الوضع الحكومي ومتطلباته الداخلية، وما يمكن ان يحظى به لبنان من دعم الأصدقاء والأشقاء لمساعدته في تجاوز ازماته وآثار العدوان الاسرائيلي وإعادة الإعمار. وتحدثت مصادر مسؤولة مواكبة لحركة الاتصالات عن وجود ما سمّتها ضمانات عربية خليجية، وسعودية بصورة خاصة، بالحضور بفعالية إلى جانب لبنان وتوفير المساعدات التي يحتاجها في شتى المجالات.

من الدورة الاولى!

على صعيد جلسة الانتخاب، فقد اكتملت التحضيرات المجلسية لانعقادها، ووجّهت الدعوات إلى البعثات الديبلوماسية في لبنان لحضور الجلسة التي ستُنقل وقائعها مباشرة على الهواء عبر الإعلام المرئي والمسموع، فيما رجحت مصادر سياسية مسؤولة عدم الحاجة إلى جلسات أو دورات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، ذلك انّ مجريات الساعات الاخيرة حسمت انتخاب الرئيس ربما في الدورة الاولى او في الدورة الثانية، وخصوصاً انّ بورصة الأصوات شهدت تراكماً ملحوظاً لصالح قائد الجيش.

واشارت المصادر إلى انّ انسحاب فرنجية من السباق الانتخابي حرّر ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» من الالتزام بترشيحه، ما يفتح الباب امامهما على السعي إلى التوافق على الشخصية التي يعتبرانها الأكثر مقبولية وملاءمة مع المرحلة الراهنة. وتبعاً لذلك، فإنّ انضمامهما إلى سرب التوافق على قائد الجيش ليس محسوماً بصورة نهائية حتى الآن، الّا انّه أمر وارد وليس مستبعداً. وإن سارت الامور في هذا الاتجاه ليس مستبعداً أن يُصار قبل انعقاد الجلسة الانتخابية اليوم إلى الاعلان عن انّ قائد الجيش مرشح توافقي. وهذا معناه أنّه يفوز من الدورة الانتخابية الاولى بنسبة تتجاوز ثلثي اصوات النواب. واذا ما تعذّر ذلك فالفوز مؤكّد في دورة الاقتراع الثانية.

وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد ترأس بعد ظهر امس اجتماعاً لكتلة «التنمية والتحرير»، اعلن في نهايته النائب ايوب حميد انّ الكتلة ناقشت الاوضاع والمستجدات على كافة الصعد، واكّدت على الموقف المبدئي المتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وهو ما كانت اكّدته في مرحلة سابقة، وهي مع التوافق. هذا ما اكّدته الكتلة بعد استعراض كافة الامور والاتصالات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً.

اتصال مصري برئيس المجلس

وبرز في هذا السياق ايضا، اتصال هاتفي تلقاه الرئيس بري من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي تداولا خلاله بتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وقد أثنى الوزير المصري على الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الإستحقاق الرئاسي.

وبدوره شكر الرئيس بري لمصر رئيساً وشعبا وقوفهم الدائم الى جانب لبنان.

ميقاتي: مسرور

إلى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال رعايته إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة» في السراي الحكومي: «اليوم وللمرّة الأولى، منذ الفراغ في سدّة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنّه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية». وكان ميقاتي قد استقبل في دارته امس، الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد آل فرحان وتم البحث في الأوضاع اللبنانية الراهنة.

ومن المقرر ان يلتقي ميقاتي اليوم، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

مجلس المطارنة

وفي بيان له بعد اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، دعا مجلس المطارنة الموارنة النواب إلى «صحوة نيابية وطنية، تفضي غداً (اليوم) إلى انتخابِ رئيسٍ للجمهورية، يجمع أبناءها وبناتها في إطار الوحدة الوطنية والتضامن والنضال الإصلاحي، فيستعيد لبنان دوره الطليعي في هذا الشرق».

وحث البيان «اللجنة المناطة بها مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، على التشدّد في الوصول إلى غايات هذا الاتفاق من طرفَي النزاع، وفي تطبيق القرار 1701 بكلّ مندرجاته». ورأى «أنّ الفرصة باتت مناسبة ومتاحة لتداولٍ وطني في أهمية السير بلبنان نحو الحياد الإيجابي، الذي ينقذه من أضرار النزاعات المحدقة به، ويدفع به نحو دورة صحية من الحياة الوطنية الواحدة والمثمرة».

وتمنى الآباء أن «تُبنى سوريا الجديدة على أسس الوحدة والحرية والعدالة، واحترام جميع مكونات المجتمع السوريّ، والنجاح في ورشة إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى وطنهم».

الخروقات

جنوباً، واصل الجيش الإسرائيلي تماديه في الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهدافاته للمناطق والبلدات اللبنانية القريبة من خط الحدود الدولية، بالقصف والتجريف ونسف المنازل وإحراقها، من دون ان يقيم وزناً لمداخلات ثنيه عن هذا الامر من قبل لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.

وفيما تتقدّم مهلة الـ60 يوماً من نهايتها بعد نحو اسبوعين، يُنتظر أن يكمل الجيش الاسرائيلي انسحابه من المناطق التي توغل اليها، في وقت ما زالت تتعالى اصوات داخل إسرائيل تلوّح بإبقاء الجيش الاسرائيلي احتلاله لعدد من المناطق في الجنوب حتى بعد إكمال الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوبي الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». ويتزامن ذلك مع تهديدات متواصلة، وآخرها على لسان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اوري جوردين الذي قال: «اننا سنمنع «حزب الله» من العودة والتموضع في جنوب لبنان، وسنردّ على أي اختراق».

تفاؤل أميركي

واللافت في هذا السياق، انّه استكمالاً لما اعلنه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين عن انّ الانسحاب الاسرائيلي سيحصل في نهاية المهلة، كشف الإعلام الاسرائيلي «أنّ ادارة الرئيس جو بايدن نقلت إلى المسؤولين الإسرائيليين رسالة تتعلق بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وتفيد بأنّ الجيش اللبناني يسرّع انتشاره جنوب نهر الليطاني، وواشنطن لا ترى سبباً لبقاء الجيش الاسرائيلي جنوبي لبنان إذا واصل الجيش اللبناني انتشاره، ومن المهم الّا تظهر اسرائيل على انّها لا تفي بالتزاماتها».

وإذ اشار الإعلام الاسرائيلي نقلاً عن الاميركيين، بأنّ اللاعبين الدوليين والإقليميين يهيؤون الظروف لمرحلة ما بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، اعلن وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن انّه يرى أملاً بسلام دائم في لبنان. وقال: «شهدنا انسحاب اكثر من ثلث القوات الإسرائيلية من لبنان منذ وقف اطلاق النار. وأرى أملاً بسلام دائم في لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية».

theme::common.loader_icon